د . منى حلمى تكتب : امرأة مصرية مبدعة جاءت لتبقى وتخلد

د . منى حلمى تكتب : امرأة مصرية مبدعة جاءت لتبقى وتخلد
د . منى حلمى تكتب : امرأة مصرية مبدعة جاءت لتبقى وتخلد
 
 
 
الطفلة الموهوبة التى حملها عبد الوهاب فى " يوم سعيد " ....
ابنة " المنصورة " ذات الطموح الجسور ....
  " سيدة القصر " .. و " سيدة الشاشة " .. 
كانت لفريد  " حكاية العمر كله " ...
وكانت لنا "  حكاية السينما كلها " ... 
من أجلها ، تدفق " نهر الحب " ...
وانطلق فى السماء " دعاء الكروان " .... 
علمتنا " الخيط الرفيع " بين " الزوجة العذراء " و" الحرام " ....
أحبت رغم أنه " لا وقت للحب " ... 
غنى لها العندليب " حلو وكداب " رغم أنها كانت فى شدة الصدق .. 
أبقت قامتها ثابتة شامخة رغم " الطريق المسدود " ..
نسألها كيف يسبب الحب الألم ،  فترد عيناها فى صمت " سلوا قلبى " ..
من أجلها يغير " عمر الشريف " اسمه وديانته ومسار حياته ....   
يتراجع عنها المرض لأنها دائما على " موعد مع الحياة " ... 
لم تشك يوما أن " موعدها مع السعادة "  ، هو حين تغفر وتسامح ....  
جريمة " المنزل رقم 13 " ، تدين حبيبها ، لكنها تصدقه حين يقول أنه برئ ..
لكل النساء المنبوذات حفرت بعذابها " طريق الأمل "  ... 
فى " اليتيمتين " فقدت البصر وفقدت أختها ،  ولم تفقد ايمانها بعدالة القدر ... 
أعطت للتضحية معنًا أكثر نبلا فى " الليلة الأخيرة " ....
بعد دفاع " الأستاذة فاطمة " تغير مذاق العدالة وتعمق احترام المرأة .... 
تقول لكل منْ يقف ضد الحب وكأنها رسالة حكمة " لا تطفئ الشمس " ... 
معها عشنا " بين الأطلال " فأدركنا أن الذكريات بداية وليست نهاية ..
" أيامنا الحلوة " دروس بليغة فى معانى العشق والصداقة ... 
" صراع فى الميناء " يفجر أنوثتها الثرية التى تختار الشاب الفقير ...   
حينما تصرخ " لا أنام " يزورنى الأرق على وسادتى ... 
مع " فريد " تغنى " جميل جمال " .. وتتمايل رقصا خجولا وقورا ...  
مع " محمد فوزى " ، تغنى " اللى يهواك اهواه واللى ينساك انساه " ...
" آثار على الرمال " .. يثبت أثارها التى لا تُمحى فى قلوبنا ...
يدللها يوسف وهبى فى " بيومى أفندى " وكأنها أميرة لا مثيل لها  ....
وحين يناديها فريد فى " لحن الخلود " تطل عيناها  الزاهدتان من بين النغمات ....
" لن أبكى أبدا " هكذا تردد وهى تكافح  من أجل البقاء .... 
تضحى بقلبها ، من أجل فنها ، غير نادمة قائلة " حتى نلتقى " ...  
حتى وهى تهمس " ارحم دموعى " كانت فى قمة الكبرياء ...
هى " المليونيرة الصغيرة " و " الملاك الظالم " و " الحب الكبير " .. 
بحس الفلاحة الفطرى الذكى ترفض ثقافة " أفواه وأرانب " ... 
فى " أرض الأحلام " تظهر لنا بتجاعيد الزمن دون حقن بوتوكس ، لأنها تدرك أنها فوق الزمن .. 
جلست على عرش " امبراطورية ميم " تحكم بمنتهى العدل والديمقراطية ..   
مع " فاتن " عشت عمرا أطول من عمرى .... 
وأدركتُ أسرار القلوب قبل أن يدق قلبى لأن " القلب له أحكام " .... 
لم تسمع أراء المشايخ وكارهى الفن والجمال والنساء فى ارتداء الحجاب والاعتزال ..
صوتها خيوط من حرير تلف أيامى .... 
فى 17 يناير 2023 يكون قد فات على رحيلها ثمانية أعوام ، وهى لازالت فاتنة الحضور
والتوهج . 
هى جاءت الى الحياة لكى " تبقى " . 
ولست أقول فاتن حمامة ، لأن لا يوجد فى الحياة ، الا واحدة فقط ، 
اسمها ، " فاتن " ، على الأقل فى حياتى أنا .  ونعم الاسم . فهى " الفاتنة " ، التى فتنت القلوب والعقول ، شًرفت الفن السابع ، ووقعت الكاميرا فى حبها من أول " لقطة " . 
 
------------------------------------------- 
من بستان قصائدى 
---------------
مطاردة 
---------- 
منذ أن كنت فى رحم أمى 
وأنا أشعر بأن أشخاصا يمشون ورائى 
يتربصون بحركة خطواتى  
يتلصصون على نظراتى  
يراقبون لمنْ ابتساماتى 
يسجلون رنات ضحكاتى 
أتمهل .. يمهلون 
أسرع .. يسرعون 
عند كل زاوية يختئبون 
لاهثة أبحث عن مأوى أقضى ليلتى 
يعرفون كل شئ الا عنوان اقامتى 
أنا  مطاردة 
منذ أن كنت فى رحم أمى 
من كل الأسلحة  مجردة    
أحن الى بيت دافئ
يمنحنى الهدوء والأمان والسكن 
لكننى وباختيارى هاربة مشردة