حكاية الصدفة ومباراة «البوكس» في سطوع نجم توفيق الدقن
حل الفنان توفيق الدقن، ضيفا، على البرنامج الإذاعى “حديث الذكريات” مع الإعلامي وجدى الحكيم، وكشف أن همه الأول كان الرياضة والاهتمام بها والألعاب العديدة والتحصيل العلمى وصولا إلى الوظيفة التى يحصل منها على لقمة العيش، ولم تستهوه الشهرة وعالم الأضواء في يوم من الأيام.
قال الدقن: «لعبت الصدفة دورها في حياتى وانتقلت من الملاعب الرياضية إلى خشبة المسرح هاويا لهذا الفن الذى اكتشفت من خلاله الفرق الكبير بين تصفيق التشجيع في الملاعب الرياضية وتصفيق الإعجاب على خشبة المسرح، وصادفت النجاح والفشل في الطريق».
وأضاف: مشوارى الفنى كبير، لكن كنت سعيدا به وبخطواتى بما فيها من تعب وكفاح ونوم وبيات شتوى وانطلاق من أكثر من 25 سنة، وما زلت أستمتع بمرارتها وقسوتها، وعندى طبيعتى يمكن على أتم استعداد أن أستقبل المزيد، والفن ليس سهلا كما يتصوره الكثيرون، إنما هو مشوار طعامته في شوكه كالوردة حلاوتها في شوكها.
وتابع:” لم يكن لى أى اهتمامات فنية إطلاقا، وكنت بعيدا كل البعد عن هذه الحياة، وكنت طالبا في مدينة المنيا في الثانوى، وكانت اهتماماتى رياضية، وكنت مشتركا في أكثر من لعبة كرة قدم وبوكس وأنا من ضربت صلاح سرحان في لعبة البوكس في مدرسة التجارة في القاهرة، ولم أفكر حتى في دخول السينما كنت مستقيما جدا وذكيا، ولم أترك فرضا في الصلاة أبدا وأساعد والدى في تربية إخوتى وبعد وفاته توليت أمر أشقائي”.
وواصل توفيق الدقن:” أيام جمعيات الشبان المسلمين أو المسيحيين يعملوا حفلة كنت ببقى بعيد كل البعد عنها، كنت أكرهها كرها مطلقا كانت الرياضة مسيطرة علىّ إلى أن شاءت الظروف سنة ١٩٤٢ كانت هناك حفلة سنوية لجمعية الشبان في دار سينما بلس، ودخلت الجمعية وتابعتها ولفتت نظرى، وفى مرة ذهبنا للقاهرة في مدرسة التجارة وقابلت صلاح سرحان في لعبة البوكس وضربته، وكانت الصدفة صداقتى به ودخولى الفن”.
خاتما: «تعرفت على الكثير من الزملاء بطريق الصدف مثل عبدالمنعم مدبولى وعبدالمنعم إبراهيم والتقيت بسعد أدرش، وشجعنى صلاح سرحان على التمثيل وعلمنى مقطوعة كى أخوض امتحان معهد السينما، وفشلت مرتين، ورفضت إعادة الامتحان، وقال لى رئيس اللجنة قول نكتة فزعلت قالى طب اضحك خلاص أنت نجحت ودخلت المعهد».
سر دخول المسحراتي سيد مكاوي الفن
من أشهر وأجمل الأعمال الرمضانية المحفورة في الأذهان عبر الأجيال هى سلسلة «المسحراتى» التى كتبها الشاعر فؤاد حداد، ولحنها وغناها العبقرى سيد مكاوى.
ويقدم الإذاعي وجدى الحكيم مجموعة من الحوارات والتسجيلات النادرة مع عمالقة نجوم زمن الفن الجميل، ممن تركوا بصمة مضيئة في حياتنا برصيدهم الفنى وتسجيلاتهم الصوتية التى أصبحت من النوادر التى لا تزال تشد إليها جماهير المستمعين.
يقول سيد مكاوى: «لم أولد ضريرا، ولكنى أصبت به فكان سببا لاتجاه أهلى لتحفيظى القرآن الكريم ومعرفة الإنشاد الدينى، فكنت أقرأ القرآن وأؤذن للصلاة بمسجدى «أبوطبل والحنفى» بحى الناصرية، وأحببت اللحن والغناء أيضا، لكنى تقدمت للجنة الإذاعة مطربا، وتم اعتمادى، وكانت أولى الأغانى من ألحان عبدالعظيم عبدالحق وهى «محمد»، والثانية لأحمد صدقى وهى «تونس الخضراء»، وقدمت لمحمد عبدالمطلب أغنية «اتوصى بيا» وحققت نجاحا غير مسبوق».
وتابع: «كما قدمت أغنية «قلت لأبوكى عليكى وقاللى»، وكذلك أغنية «كل مرة لما أوعدك»، وشريفة فاضل غنت لى «مبروك عليك يا معجبانى يا غالى»، ولمحمد عبدالمطلب «اسأل مرة عليا»، ولحنت لليلى مراد «حكايتنا احنا الاتنين»، وشادية «هوى يا هوى»، ونجاة «لو بتعزنى»».
وأوضح مكاوى، أن كل ذلك النجاح لا يضاهيه شيئا مقارنة بالمشاركة في الأحداث الوطنية المهمة، والعمل مع صلاح جاهين في «أوبريت الليلة الكبيرة» و«الرباعيات» لذلك لهما مكانة مختلفة عن ما قدمته.
وأشار، إلى أنه كان له صديقان شاركاه حب الفن، هما إسماعيل رأفت ومحمود رأفت، وكانا يتقنان العزف على القانون والكمان، وهما من وسطٍ ثرى؛ فقد كان لديهما الكثير من الأسطوانات القديمة والحديثة لموسيقى العصر، أمثال: عبدالحى حلمى، وسيد درويش، وداود حسنى، ومحمد عثمان، وكانوا دائما بجانبه ويصطحبانه ليستمعوا بشكلٍ يومى لتلك الأسطوانات، وحَفِظوا عن ظهر قلب عشرات الأسطوانات من أدوار وموشحات.
وأكد مكاوى، أنهم شكلوا ما يشبه فرقة غناء وموسيقى صغيرة، وأن حقبة الخمسينيات شهدت تقديم ألحانه للإذاعة المصرية، حيث لحن الأغانى الدينية للشيخ محمد الفيومى «تعالى الله أولاك المعالى» و«آمين آمين» و«يا رفاعى يا رفاعى قتلت كل الأفاعى» و«حيارى على باب الغفران»، في ذات الوقت أطلقت عدة أغان مثل «آخر حلاوة مفيش كدة» و«ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة» للشاعر عبدالله أحمد عبدالله.
خاتما، عن المواقف المؤثرة بحياتى أذكر عندما استلفت زوجتى فستان الزفاف من إحدى صديقاتها، وكانت تقول دائما «ما حدش كرمنى ولا حبنى زى سيد مكاوى»، وأثمر الزواج عن بنتين أميرة وإيناس.
عبدالمنعم مدبولي يكشف علاقته برؤساء مصر السابقين
عبدالمنعم مدبولي واحد من أهم رواد الكوميديا في العالم العربي، قدم للمسرح والسينما والتليفزيون، أهم الأعمال التى أثرت الفن المصري، حفر اسمه بحروف من ذهب بين قامات الكوميديا.
وفى حوار ببرنامج «زوم» من تقديم الإعلامية سلمى الشماع، قال عبدالمنعم مدبولي، ابن باب الشعرية: لم تكن طفولتى سهلة، توفى والدى بعد مولدى بـ6 أشهر، وترك والدتى الشابة وفى رقبتها ٣ أولاد أكبرهم ٦ سنوات وأصغرهم ٦ أشهر، ولا تملك سوى معاش فقط لا غير، فنشأت يتيمًا فقيرًا محرومًا من أشياء كثيرة، رغم كل ذلك كانت والدتى تصطحبنى أيام الإجازة إلى محلات النجارة والسباكة والكهرباء لتطلب من الأسطوات «عشان اشتغل صبى تحت إيديهم»، ولذلك تعلمت منذ صغرى كيف أكون عصاميا وبالفعل اعتمدت على نفسى في كل شىء.
كانت الجيرة السكنية وراء زواج أبى وأمي، وكان يعلمها الرسم باعتباره أكاديميا وكانت زوجتى تدرس الفنون التطريزية ثم الفنون الجميلة، وبدأت قصة حب وتزوجتها ورزقت منها بابنة واحدة وصبيين، موضحا أن أدواره الفنية الذى قام بها كانت جميعها سواء كوميدية أو تراجيدية تحمل جزءا منى وانفعالاتى وطريقتى في الكلام، لم أكن أمل مطلقا، أنا حقا كما رأيتونى في دور بابا عبده في مسلسل «أبنائى الأعزاء شكرا»، أختلف عنه فقط في السلبية، أنا عصبي، بس مش عنيف، لدرجة أن أصحابى سمونى نيرون، وأقرب مشهد لشخصيتى الحقيقية في الانفعالات، خلال مسرحية ريا وسكينة عندما صفعت بالقلم، بنفس الصوت والخنقة ولون البشرة وجحوظ العين، مكملا حديثه بأن أكثر المواقف الذى أزعجته كانت في أوائل الستينيات عندما أراد البعض إبعادى عن مسرح التليفزيون وقتها تأثرت بشدة، وتوقفت فترة عن التمثيل.
يضحك كثيرا عند سؤاله عن علاقته بالرؤساء فيقول مدبولي: علاقتى بعبدالناصر كانت محدودة، ولكن كانت علاقتى بالسادات قوية جدا «وعندى خطابات بخط إيده يشكرنى على مجهودى الفنى ومسلسل أبنائى الأعزاء شكرا، وكرمنى عن هذا الدور وقالى ماكنتش باتحرك علشان اتفرج على المسلسل وكنت بأخليهم يسجلوها لو عندى حاجة علشان أشوفها، ومبارك منحنى نيشان العلوم والفنون، لأننى خريج كلية الفنون التطبيقية، قسم نحت، وقمت بنحت تماثيل من الجبس والخشب عديدة، أما المسرح فانتميت له وأنا في الثامنة عشرة، اشتغلت في مسرح جورج أبيض، لدرجة أنه قال إنت الخليفة بتاعي، وستصبح تراجيديانا جيدا، وكنت أجسد شخصية رجل يبلغ من العمر ٧٠ عاما، فشاهدتنى فاطمة رشدي، وانتقلت لفرقتها.
حكاية زوزو شكيب مع الطبيب والجن
زوزو شكيب .. وجه كلما رأيته ظننت أن الشر بين عينيها، ملامح رُسم فيها الخوف، فكنت تصاب بالخوف لمجرد رؤيتها على الشاشة، وربما دون أن تعرف تفاصيل الفيلم تتيقن أن الراحلة زوزو شكيب تمثل دور الشر، بعد أن انحصرت أعمالها على أداء أدوار الشر، وعلى غير التمثيل كانت حياتها مثيرة ومختلفة عما تقدمه، ففي الواقع سيدة جميلة تمتاز بالرقة، والخوف من الكثير من الخرافات والأساطير، فكانت فوبيا الأشباح والعفاريت تجعلها تهرب من كثير من الأماكن، لتكون حياة شريرة السينما الجميلة عكس ماتقوم به من أدوار.
في الثاني عشر من أبريل في ١٩٠٩، في لقاء عبر شاشة التلفاز المصري، تحكي شكيب غرائب حياتها قائلة بأنها تختلف كثيرا عن الأدوار التي كانت تؤديها، فهي تظن أن جسدها ملجأ لسكن الجن والعفاريت، حتى أنها يسكنها أكثر من جنسية مختلفة من الجن، فمنهم العربي. ومنهم الأجنبي، لذلك حرصت كثيرًا أن تقوم بعمل “زار” على فترات متقاربة حتى تطرد الأرواح الشريرة من جسدها.
تحكي زوزو بأنها تقدم لها أحد أشهر الأطباء في أوروبا ولكن اعتقادها بأنها ستتعرض للأذى والموت من قبل الجن، جعلها ترفض هذا الأمر. وكانت تنفق على الزار الواحد ٢٥٠ جنيها، وهو مبلغ كبير جدا وقتها.
بدأت حياتها في الفترة الملكية واستمرت في أداء أدوارها حتى رحيلها في عهد الرئيس السادات، وهي شقيقة الفنانة ميمي شكيب، واسمها الحقيقي زينب شكيب، رحلت الشريرة الجميلة قبل أن ترى فيلمها رجب على صفيح ساخن مع الزعيم عادل إمام، وتركت للسينما إرثا كبيرا من الأعمال التي خلدت ذكراها.
قصة غناء كمال الشناوي مع شادية "سوق على مهلك"
شارك الفنان الراحل كمال الشناوى بالغناء في عدد من أفلامه، إذ كان يهوى الموسيقى بشدة ورغب قبل احترافه الفن أن يكون مطربا، ومن الأغانى التي قدمها "سوق على مهلك" مع شادية في فيلم "بشرة خير".
حول هذه الأغنية قال كمال الشناوي في لقاء تليفزيوني قديم إنه كان يهوى الغناء ودخل معهد الموسيقى العربية، لكنه اتحرم من الغناء بالأفلام، وكان دائما يظهر بجوار شادية وهي تغني ويكتفي فقط ببعض الإيماءات أو أن يمسك بيدها أو يجري ورائها كما نشاهد في هذه النوعية من الأعمال.
وأضاف كمال الشناوي: عندما جاءت أغنية "سوق على مهلك" اقترحت على المخرج أن اغني مع شادية، فالموقف الدرامي يتطلب ذلك فهي سعيدة وتغني في السيارة وبجوارها حبيبها فلماذا لا يغني أيضا! وبالفعل نفذنا الأغنية.
يشار إلى أن كمال الشناوي قدم مع شادية أيضا أغنية "دور عليه" بفيلم "وداع في الفجر" وأغنية "يا دني زوقوكي"، كما قدم مع صباح أغنية "زي العسل".
سر سبحة كاريوكا صديقة المجاذيب
كان حى الحسين قديمًا ملتقى أدبى وفنى وثقافى للنجوم وخاصة خلال شهر رمضان، يسهرون ويلتقون فيه دائمًا ويناقشون أحوالهم، كما ولدت فيه العديد من الروائع.
وكان كبار نجوم الفن والأدب والثقافة يجتمعون يوميًا فى رمضان على مقاهى الحسين الذى كان أهل الفن والثقافة يطلقون عليه الحى اللاتينى، خاصة قهوة الفيشاوى التى شهدت العديد من هذه الاجتماعات، حتى أن طائفة من الشعراء والزجالين والأدباء اختارته مقرًا لجمعية تكونت باسم "الخالدين"، وكان هواة الشعر والأدب يرتادونه لحضور مهرجانات الجمعية الأدبية.
وكان يحضر هذه المهرجانات الكثيرون من مجاذيب الحسين الذين جمعتهم علاقات قوية بأفراد الجمعية، حتى أن الجمعية كانت أحيانًا تقيم احتفالات لتكريم كبار هؤلاء المجاذيب، وكان العديد من الفنانين والمخرجين يحضرون هذه المهرجانات والاحتفالات، التى كان يسودها الكثير من الطرائف والمضحكات التى نقلتها الصحف والمجلات خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات.
وكان من بين هؤلاء النجوم الذين يحرصون على حضور هذه السهرات الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا التى اعتادت أن تكون زبونة دائمة ويومية لعدد من المجاذيب الذين يبيعون البخور والسبح بالحسين ويعتبرونها الزبونة رقم واحد.
وكانت كاريوكا تشترى كل ليلة هذه البضاعة بمبلغ كبير عن طيب خاطر وكان هؤلاء المجاذيب ينتظرونها كل ليلة ويفرحون بقدومها ويلتفون حولها بمجرد أن تظهر.
وفى إحدى المرات دفعت كاريوكا مبلغ خمسة جنيهات دفعة واحدة ثمناً لسبحة من الخشب، وكان هذا مبلغاً كبيراً وقتها، ولم يكن هذا المبلغ الذى دفعته كاريوكا ثمناً للسبحة فقط ولكنه كان مكافأة للمجذوبة التى أخذت تدعو لها من القلب دعوات دخلت قلب كاريوكا بالنجاح والفلاح وتحقيق الأحلام.