لم تلبث المناوشات المصطنعة التي حدثت بين بعض المنصات الإعلامية السعودية والمصرية ان تنتهي وقت حدوثها ليس فقط لمحدودياتها وعدم صدقها بل وافتعالها الا انها لم تجد لها صدي لدي القيادات السياسية الحاكمة في البلدين ولم تكن تعبر عن صدق ومتانة العلاقات بين العاصمتين الرياض والقاهرة كانت بعض الاقلام لكتاب سعوديين قد تناولت الشأن الداخلي المصري بالهجوم والنقد الغير مبرر الامر الذي صاحبه رد من بعض الاقلام المصرية الامر الذي اثار حفيظة آخرين سعوديين وقاموا بالتطاول علي الشقيقة الكبري مصر تعود الاحداث الي الثالث من فبراير من العام الجاري عندما قام رئيس تحرير جريدة الجمهورية بمصر عبد الرازق توفيق بكتابة مقاله الذي هاجم فيه السعودية في المقال الذي اخذ عنوان " الأشجار المثمرة ومجاراة اللئام والاندال"
والذي تناول فيه تاريخ مصر وأخذ يكيل الاتهامات للسعوديين ويصفهم بأنهم محدثي نعمة وغيرها من الاتهامات التي لا يجب ان تصدر ممن هم في نفس مكانة هذا الكاتب المصري الكبير خاصة وانه يعلم ان جريدته الرسمية لها ثقلها علي المستويين المحلي والدولي ورغم ان صانعي القرار بالدولة المصرية تداركوا الامر وتم بالفعل حذف المقال واستبداله بآخر لنفس الكاتب بذات الجريدة تحت عنوان " القاهرة والرياض القلب النابض للوطن العربي" أشار فيه الكاتب الي دور المملكة الايجابي تجاه الشقيقة مصر في كل المواقف واستدل بموقفها في حرب أكتوبر 1973م وإبان ثورة 2013 التي كان للمملكة العربية السعودية فيها دور واضح في الاطاحة بالنظام الاخواني الا ان بعض الكتاب السعوديين امثال خالد الدخيل وترك ال حمد التي يمكن ان نقول انها محسوبة علي صانعي القرار السعودي قامت بمواصلة الهجوم علي مصر وظهر ذلك جليا في تغريدات ترك ال حمد عندما تحدث عن ازمة الاقتصاد المصري وسيطرة شركات بعينها عليه وعدم وجود منافسة من الآخرين ولم تكن كتابات ال حمد وحدها التي صارت لدفع الاذي عن المملكة بل اتجهت تغريدات خالد الدخيل صوب نفس المنطقة التي هاجمت مصر بل انه وصف مصر بأنها لم تغادر عباءتها منذ عام 1952 ونتيجة هذه التطاولات من هنا وهناك كان لزاما علي صانعي القرار بالدولتين تدارك الامر لما فيه من خطورة علي العلاقات بين البلدين حيث قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمطالبة رواد التواصل بمنصات التواصل الاجتماعي بالابتعاد عن كل ما يسئ العلاقات بين الاشقاء كان ذلك خلال افتتاحه للمرحلة الثانية من مدينة الصناعات الغذائية المملوكة للقوات المسلحة بمدينة السادات وعلي الجانب السعودي اتضح أيضا ان القيادة السياسية هناك اتخذت موقفا لا يقل عن هذا الذي اتخذه الرئيس المصري ظهر ذلك من خلال رفع الكتاب السعوديين لمنشوراتهم تلك التي كانت تهاجم الدولة المصرية لم يكن الموقف الذي اتخذ علي الصعيدين المصري والسعودي وحده ولكن كان هناك مواقف اخري نذكر منها موقف "انور قرقاش" المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الذي أكد علي ضرورة وحدة الصف العربي وعدم الانسياق وراء الدعوات التي تسعي لشق الصف العربي وبعيدا عن تراشقات كتاب البلدين والتي آلت جميعها الي السراب اتضح جليا ان العلاقات المصرية السعودية مثلها مثل اي علاقات قد تتعرض في اوقات كثيرة الي تصادمات واختلافات الا انها لا تلبث ان تعود من جديد فالشعبين المصري والسعودي تربطهما سويا علاقات جيدة لا نبالغ ان نقول انها علاقات دم ومصاهرة فهم اصحاب تاريخ واحد وبدونهما لن تقوم قائمة للدول العربية وخير دليل علي ذلك ان العلاقات بين البلدين قد مرت بفترات من الوهن الا انها في النهاية باقية بقاء الدهر خاصة في هذه الاوقات ووسط كل هذه الاضطرابات والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة سواء مصر بصفة خاصة او حتي علي الصعيد الخليجي بصفة عامة تحديات تستلزم تضافر الجهود بين الدول العربية عامة لمواجهة المطامع الغربية او حتي التحديات القريبة منها مثل تلك القائمة هناك لدي الدولة الإيرانية التي لا تكف بين وقت و آخر علي تهديد الخليج هذه الدولة التي دائما ما تهدد امن الخليج وشعوبه لو لم تكن تري في معادلة القوة وجود الدولة المصرية ما كانت لتأخذ هذا الموقف ولكانت اطاحت بأمن الخليج الا انها تعلم ان الخليج ومن خلفه الجيش المصري قوتان لا يستهان بهما ورغم كل المهاترات التي قد نجدها من هنا او هناك الا ان القاسي والداني يعلم جيداً ان العلاقات المصرية العربية قد تمرض ولكنها لا تموت .