رسالةً لعلها تصلُ إلى مسامعِ أمراءِ الحربِ والساسةِ ، صرخةُ شيوخٍ وأطفالٍ ونساءٍ تحتَ القصفِ ليلةَ أعيادِ الميلادِ المجيدةِ ، صرخةٌ شيرينْ أبو عاقلةٍ ، وصرخاتُ شبابٍ في عمرِ الزهورِ تحتَ أعماقِ البحارِ منْ الهروبِ منْ جحيمِ الحروبِ والساسةِ والفقرِ ، تطفوانِ أجسادهمْ على شواطئِ البحارِ ، صرخةُ نهايةِ العامِ منْ غلاءِ الأسعارِ والأزمةِ الاقتصاديةِ والحربِ الأوكرانيةِ الروسيةِ ، التي تعصفُ بسلةِ غذاءِ العالمِ ، معَ أصواتِ وترانييلْ وأجراسَ الكنائسِ كانتْ تقصفُ مدينةً ( كييفْ ) صرخةً لعلها تصلُ إلى مدينةِ السلامِ إلى " قدسِ الْا قداسُ القدسِ " صرخةَ النبيِ يحيا " وصرخةَ السيدِ المسيحِ بدعوتهِ في البريةِ . " الدينُ محبةَ " واللهِ محبةً " . رسالةٌ إلى البشريةِ واليَ الساسةِ . صرخةٌ منْ على . شواطئ البحارِ وعلى حدودِ الدولِ منْ العالقينَ والمهجرينَ منْ جراءِ الحروبِ والفقراءِ والمساكينِ ومنْ داخل جحافلِ معتقلاتِ دولِ الخوفِ . صرخةٌ في ليلةِ شتاءِ باردٍ . ولدُ طفلٍ بلا أبِ منْ " مريمْ العذراءْ الطاهرةِ الشريفةِ البتولُ " منْ بيتِ النبوةِ . . . لتكونَ رسالة"َ الكلمةِ ومحامٍ للدفاعِ عنْ سيدةِ نساءِ العالميينَ كيفَ يكلمُ الناسُ في المهدِ ". وفي هذهِ المناسبةِ التي يتعرضُ فيها العالمُ للإعلانِ عنْ حربٍ" عالميةٍ ثالثةٍ . والتغييراتُ المناخية"ُ التي تهددُ البشريةُ . ووباءُ كورونا ! ! " فلمْ يتعلمْ كبارُ الساسةِ منْ تعاليمِ المسيحِ للسلامِ . وفي سبيلِ السلامِ دعا أنْ يكونوا مقدمي بعضهمْ بعضا في الكرامةِ .؛ أحبكُ اللهَ وقدركَ ورفعُ مكانتكَ رفعكَ للسماءِ واصطفاكَ وحماكَ منْ بطشِ الكائدينَ ، حينما حكموا عليكَ بالصلبِ فنصبوا لكَ وأرادوا الكيدَ فرفعكَ اللهُ ، لتدعوَ لعبادةِ اللهِ وحدهُ . يا منْ بشرتْ بمولدِ رسولنا ( محمدْ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - سيدُ الخلقِ ) ( السلامُ علي يومٍ ولدتْ ويومٍ اموتٌ ويومٌ ابعثَ حيا ) رسالةَ السلامِ بينَ الناسِ . سلامُ بينَ الإنسانِ وبينَ اللهِ . وسلام في أعماقِ النفسِ منْ الداخلِ وسلامٍ منْ اللهِ لذلكَ كانتْ تحيةُ الإسلامِ السلامِ ! ! في هذهِ المناسبةِ منْ مولدِ السيدِ المسيحِ كتبَ مقالُ أستاذنا وصديقنا الرائعِ ( صلاحٌ ذكيٌ أحمدْ ) مقالٍ عنْ روايةِ العالمِ والطبيبُ والٍأديبْ المصريِ الراحلِ الدكتورِ ' " محمدْ كاملْ حسينْ " عنْ روايتهِ قريةً ظالمةً " فقدَ جسدُ عظمةِ السيدِ المسيحِ ، دونُ الاقترابُ منْ شخصهِ كنبيٍ ورسولٍ ، فقدْ نجحَ في تكثيفِ تعاليمهِ على لسانِ طائفةٍ منْ حوارييهِ والمؤمنينَ برسالتهِ ، حتى خصومهِ منْ اليهودِ والرومانِ لمْ يستطيعوا رغمُ الجحودِ والكذبِ تلويثَ شخصهِ النبيلِ . فبدتْ الرسالةُ التي أتى بها إلى الإنسانيةِ ناصعةً البياضِ ، صادقةً الرؤيةِ ، فهيَ تقومُ على محورينِ ثابتينِ ، أولهما :- أنَ الفكرةَ العظيمةَ لا تموتُ ، فهيَ باقيةٌ ما بقيتْ البشريةَ ، بصرفِ النظرِ عما ينالُ صاحبها منْ عنتٍ وجحودٍ وظلمٍ ، أما المحورُ الثاني ؛- فيتعلقُ بقوةِ التسامحِ وسطوةِ السلامِ وسلطانٍ المحبةِ ، فرغمَ ما نالَ هذا النبيِ الكريمِ منْ ظلمٍ ، فقدْ بقيتْ دعوتهُ على طولِ الزمانِ ، فلمْ يبادلْ العنفُ بالعنفِ ولا القهرُ بالقهرِ ، واجههُ فقطْ بالمحبةِ ، وصرخَ بدعوتهِ في البريةِ . . . " الدينُ محبةً " واللهِ محبةَ " دعوةٍ بالغةٍ السموِ ، غيرَ أنها اصطدمتْ بكراهيةِ " اليهودِ " لكلِ ما هوَ سلامٌ وحبٌ ، فالذينَ انقلبوا على "موسى" - عليهِ السلامُ - واتهموهُ بكلِ ما هوَ ضالا وكاذبا ، وقتلوا الأنبياءَ بغير حقٍ ، لمْ يكنْ غريبا عليهمْ ما فعلوهُ مع"َ السيدِ المسيح"ِ ، رغمَ أنهُ القائلُ " جئتُ بالكلمةِ لا بالسيفِ ، جئتُ لأكملْ الناموسَ " أيَ شريعةِ التوحيدِ التي جاءَ بها إبراهيمْ ومنْ بعدهِ منْ الأنبياءِ ، ولمَ أتيَ إليكمْ لأهدمهُ " ! ! القريةُ الظالمةُ هيَ القدسُ ، " أورشليم " التي كانتْ في قبضةِ الرومانِ ، وسطوةُ التجارِ والمرابينَ منْ بني إسرائيلَ . . . الأحداثُ تبدأُ وتنتهي عندَ وقائعِ يومِ الجمعةِ الحزينَ إذْ تربص بالسيدِ المسيح ، كهنةُ المعبدِ ، وحاخاماتُ الضلالِ ، ليلقوا القبضَ عليهِ ، ويدفعونَ بهِ قبلَ صلبهِ في طريقِ الآلامِ والعذابِ ! ! وقائعَ كثيرةً تجري على نحوٍ متلاحقٍ وسريعٍ ، وقائع وأحداثٍ تنتقلُ منْ بيتِ السيدِ المسيحِ ، وقلقَ وخوفَ أمهِ السيدةِ " مريمْ " العذراءِ البتولُ ، على ابنها كلمةَ اللهِ على الأرضِ ، وذعرَ تلاميذهِ وحوارييهِ على مصيرِ سيدهمْ ، وماذا يفعلونَ بعدهُ ؟ وكهوفَ التآمرِ والضلالِ ، حيثُ يجتمعُ الكهنةُ منْ اليهودِ معَ أسيادهمْ منْ المرابينَ والقتلةِ ، وقصورَ الحكمِ حيثُ يفكرُ قياصرةُ روما ومنْ يمثلهمْ في القريةِ الظالمةِ في وضعِ حدِ ونهايةِ حاسمةٍ لدعوةِ السيدِ المسيحِ للحبِ والسلامِ والسموِ ! لقدْ سبقَ السيدُ المسيحُ في صرختهِ في البريةِ النبيَ " يحيا " عليهِ السلامُ . عندما صرخَ في البريةِ قالوا لهُ هلْ أنتَ المسيحُ . . . قالَ جئتُ أرجعكمْ إلى شريعةِ موسى . لضبطِ ناموسِ الحياةِ التي أصبحتْ في عصرنا ، تحتاجَ إلى صرخةٍ قويةٍ . للرجوعِ إلى تعاليمَ الْانبياء والرسلُ " . وكانتْ لحظاتٌ الْاخيرةُ ففي يومِ الجمعةِ الحزينةِ . كيفَ حدثَ ليسوعْ : لماذا لمْ يدافعْ عنْ نفسهِ أمام " بيلاطسْ " عندما سألهُ هذا الأخيرُ : " أنتَ ملكُ اليهودِ ؟ " ، بلْ أجابهُ " أنتَ قلتُ " . التفسيرُ السياسيُ الذي كانَ يتهمونهُ أنهُ صراعا على السلطةِ يجدُ في ذلكَ اعترافُ منْ يسوعْ بأنهُ كانَ يسعى إلى السلطةِ . والتفسيرُ الدينيُ ، الذي يرفضُ التفسيرُ السياسيُ ، يعتبر أنَ يسوعْ لمْ يشأْ الدفاعُ عنْ نفسهِ ، لأنهُ أرادَ الاستسلامُ لمشيئةِ اللهِ التي كانتْ تقتضي موتهُ منْ أجلِ خلاصِ البشريةِ . التفسيرُ الإنسانيُ يتجاوزُ التفسيرينِ الآخرينِ . فمنْ ناحيةِ لمْ يشأْ يسوعْ تقديمُ أيِ تنازلٍ أمامَ سلطةٍ يزدريها ، ولا إعطاؤها أيَ إشارةٍ بأنهُ خائفٌ منها . مما يذكرُ بإصرارِ" سقراط" ْ على مواقفهِ عندَ محاكمتهِ ، التي أدتْ إلى قتلهِ . ومنْ ناحيةٍ ثانيةٍ ؛- يبدو أنَ يسوعْ كانَ يعولُ على تدخلِ اللهِ في اللحظةِ الأخيرةِ لإنقاذهِ ، إذْ صرخَ وهوَ ينازعُ على الصليبِ : " إلهي إلهيٍ لماذا تركتني ؟ " ليحدث ظلام دامسٍ استمرَ 3 ساعاتٍ حتى رفعٍ إلى السمواتِ وشبةِ لهمْ ! ! وبعدٌ ساعاتٍ اقلَ منْ اسابعٌ اليدَ . في الساعاتِ الأخيرةِ منْ يومِ الجمعةِ الأخيرةِ هذا ، وشهرنا هذا ، وعامنا هذا ، أدعو اللهُ أنْ يجعلَ عامنا الجديدُ عامُ سلامٍ . ومحبةٌ . وأنْ ينتشرَ السلامُ في ربوعِ الكرةِ الْارضيةً وينتهي الوباءُ اللعينُ . ( السلامُ علي يومٍ ولدتْ ويومٍ اموتٌ ويومٌ أبعثُ حيا ) انها رسالةَ محبةٍ وسلامٍ على الإنسانيةِ جمعاءَ ، وأنْ يكونَ هدفُ الإنسانِ في أنحاءِ المعمورةِ ، أنْ يكونَ رسولُ محبةٍ وتسامحٍ وخيرٍ للبشريةِ بغيرِ تحيزٍ أوْ تمييزٍ وجدلٍ في كلِ مناسبةِ أعيادِ الميلادِ . عنْ تهنئهِ الاخوة ألاقباطٌ بعيدٍ الميلادِ شركاءُ الوطنِ والبلدِ الثاني التي جاءَ إليها" السيدُ المسيحُ والسيدة مريمْ ويوسفْ النجارْ في الرحلةِ المقدسة"ِ منْ بطشِ الرومانِ واليهودِ في نداءٍ منْ اللهِ " مباركٍ شعبِ مصرَ . " ويعيشَ السيدُ المسيحُ في وادي المحرقَ حواليْ نصفِ عامٍ في أسيوط جنوبَ مصرَ ! !
" محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ "
كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ في الجيوسياسيةِ "