في الحقيقة لم أكن أنوي أن أكرر هذا العنوان لثالث مرة ؛ لكن كما يقولون للضرورة أحكام ؛ فكما كان لآخر العام قصاقيص أيضا لأول العام الجديد قصاقيص ؛ قصاقيص متشابكة بين العام المنصرم والعام الجديد ؛ لا بد من اعطائها حقها قبل أن ندخل في أحداث هذا العام التي أرفع يدي بالدعاء أن تكون أحداثا جميلة ممتلئة ببركة الله على الجميع ؛ العالم كله ؛ البشر جميعا ؛ كل الألوان ؛ كل الجنسيات ؛ كل المعتقدات حتى وإن كانت بعيدة عن الأديان السمائية ؛ فنحن لسنا سوى ضيوفا على العالم الذي يجب أن تسود الإنسانية فيه على كل الاعتبارات الأخرى ؛ عدا ذلك فكل شيء يترك ليدي الخالق العظيم الذي خلق الجميع على نفس الدرجة وهو الذي يرعى الجميع وهو الذي سيحاسب الجميع ؛ ما أرجوه هو أن يسود السلام ؛ تسود المحبة ؛ تسود الرحمة بين الجميع ؛ الأعوام الميلادية هي نتيجة تُحصي السنين منذ ميلاد السيد المسيح له المجد ويومنا هذا الذي نحتفل فيه بالعام الميلادي الجديد " 2023 " ؛ هذا الميلاد الذي غنت فيه الملائكة فرحة " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " ؛ نعم ملك السلام وملك المحبة وملك الرحمة ؛ . كل المعجزات التي صنعها والتي لا تسعها كتب العالم كله كما ذكر التلميذ يوحنا في الإنجيل الذي كتبه تحكي عن المحبة الفائقة التي لا يمكن أن تأتي إلا من يدين مقدستين تحملان اللاهوت المقدس ولا يمكن لبشر على الأرض مهما كان أن يأتي بمثلها؛ كان يجول يصنع خيرا؛ لكي يعلمنا نحن أيضا أن نكون صانعون للخير؛ كلماته فوق الجبل أو موعظته على الجبل كلما تعمقت فيها أكتشف أنها قيلت للعالم كله وليس لأصحاب ديانة واحدة؛ لو نُفذ 50% منها فقط لأصبحنا عالما مثاليا تُفتح له أبواب الجنة على مصراعيها ولا يدان أحد. في نهاية كل عام ميلادي وبداية عام جديد أقف حائرا وتقفز ابتسامة فوق وجهي ... ماذا أقول للسيد المسيح؟! هل أقول له كل سنة وأنت طيب؟! ولماذا لا! ألم يأت متجسدا كإنسان ليكون مثلنا لكن بلا خطيئة؛ نعم ... كل سنة يا سيدي المسيح وأنت طيب ... في عيد ميلادك تضاء كل شموع السماء والأرض.. نقف أمام كعكة عيد ميلادك ونحن نلهج باسمك الذي تحنن علينا وأتى من أجلنا نبياً يعلمنا كيف نكون بشرا أمينا وفاديا لنا بدمه الذكي الذي سفك على عود الصليب لكي يموت ويقوم ونحيا نحن بقيامته. بين الميلاد والقيامة دائما يجب أن تحيا دائما بيننا كلمات السيد المسيح له المجد " طوبى لصانعي السلام لأنهم يعاينون الله ". كل عام والعالم كله طيب فنحن نحتفل بعيد السيد المسيح الطيب.
عام 2023 بين التوقع والمجهول
*********************************************************
في مثل هذه الأيام تقريبا من عام " 2021 " كنت أكتب عن عام " 2022 " والآن أكتب عن " عام 2023 " ولا أعلم إذا كنت في مثل هذا الأيام سأكون موجودا للكتابة عن " عام 2024 " أم رحلت فالأعمار بيد الله أي في حكم المجهول ولا نملك حيالها سوى أن نقول " انشاء الله وعشنا " ؛ هذا بالنسبة للعمر ؛ أما بالنسبة للأحداث فمنها المتوقع ومنها المجهول ؛ فمثلا الأرصاد الجوية وما تأتي به الطبيعة ؛ معظمها توقعات يغلفها المجهول وإن كانت تصدق في معظم الأحيان فهذا نتيجة لتقدم أجهزة الرصد ؛ لكن كثيرا ما يفاجئنا عكس التوقعات فتثور الفيضانات والأعاصير والزلازل والبراكين ؛ كلها تأتي من حكم المجهول وكم أودت العواصف الثلجية والأعاصير بحياة الكثيرين فهل كان يعلم بها أحد ؛ بالتأكيد لا وإلا كان الجميع هرب منها ؛ عوامل جوية مهما بلغت قوة أجهزة الأرصاد لا يمكن أن تعطينا أخبارها 100% . كذلك بالنسبة للأمراض والأوبئة فمعظمها يأتي من حكم المجهول فعندما داهمنا وباء كورونا منذ ثلاث سنوات وغيره من الأوبئة ‘ كانت جميعها من عب المجهول ولهذا معظمها يأتي قاسيا ولا يكون على البال أو الخاطر ولا استعدادات لها بالنسبة للعلاج أو اللقاحات أو الأمصال؛ ملخص القول أننا عندما نكتب عن عام بأكمله وأحداثه ؛ منها ما يكون من المتوقع والكثير من المجهول ‘ وهذا ما أقصده عن عام 2023 بين التوقع والمجهول فالبشر يتوقعون لكن كثيرا ما تأتي الأحداث عكس التوقع فمهما بلغت قوة البشر الفكرية دائما تكون نسبة لا بأس بها من المجهول ؛ هل يستطيع أحد أن يخمن ماذا سيحدث هذا العام بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية ؛ كلها توقعات أو محاولات مجهولة ؛ ربما لو كانت الأطراف نفوسا يحكمها الضمير لكانت نتيجة التوقعات صادقة بنسبة كبيرة ؛ لكن النفوس الشريرة الطامعة الجشعة المخربة التي امتلأ بها العالم أصبحت هي التي تدير الدفة بدوافع من عب الشيطان فيلعب الشر دورة فتخيب التوقعات الطيبة التي تأتي من النيات الصادقة أمام النيات الشريرة التي تبحث عن مصالحها البحتة وأطماعها ويمكن أن تنحرف انحرافا شديدا نحو حرب عالمية ثالثة تأتي فيها أسلحة الدمار على الأخضر واليابس ويُذكر في التاريخ أن عام 2023 اندلعت فيه الحرب العالمية الثالثة كما يُذكر الآن عن الحرب العالمية الأولى والثانية ؛ لكن هذه الثالثة لا يعلم بنتائجها إلا الله ؛ مجهولة بالنسبة للبشر ؛ فقد تكون فيها نهاية العالم ؛ أو من يتبقى فهو يعيش تحكمه تشوهات وأمراض الإشعاعات الذرية . هذه نقطة من نقاط كثيرة من الأحداث يمكن أن تحدث خلال عام طويل قوامه 365 يوما والألاف من الساعات والملايين من الدقائق والثواني ولا نستهين بزمن الثانية فهناك أحداث تأتي في ثانية واحدة ؛ نعم لا أحد يستطيع أن يخمن ما يحدث بين ثانية وأخرى وساعة وأخرى ؛ وباء كورونا قفز فجأة على عالم ليس لديه أي استعداد لمجابهته ورأينا جميعا أحداثه التي لا يزال العالم كله بجبروته يقاسي منها حتى الآن وخاصة الاقتصاد ؛ العام الطويل دائما يكون ممتلئا بأحداث مؤثرة وخاصة الآن وقد أصبح العالم كله كغرفة واحدة بعد أن انتشرت وسائل الاتصال باختلاف عملها ؛ الإنسان ينتقل في ساعات من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ؛ ومن لا يريد أن يتنقل يأتي العالم إليه بوسائل سهلة أصبح الاشتراك فيها ميسرا للجميع ؛ التوقعات كثيرة منها ما يصدق والكثير ما يخيب والمجهول أكثر ولا يعلمه سوى الله . نعم الإنسان الذي استطاع أن يصل للكواكب الأخرى وإلى المخترعات التي أتت بما يسمى الروبوت الذي يمكن أن يحاكي البشر في الكثير من الأعمال سيظل للنهاية حائرا بين التوقع والمجهول؛ وأفضل شيء هو أننا مع بداية كل عام تتجه جميع القلوب إلى الخالق العظيم تطلب وتتوسل إليه أن يكون عاما مكللا بنعمته ويبعد المجهول وقساوته عن العالم فكم قاست البشرية منه؛ كل عام وأنتم بخير.
قادرون باختلاف
*************************
شاهدت الحفل الذي أقيم لأصحاب الهمم أو المعوقين بحضور الرئيس السيسي ؛ أصحاب همم من كل الإعاقات ؛ هذا الحفل يأخذ الإنسان إلى عالم الفكر في كل اتجاه ؛ أولا بالنسبة للرئيس السيسي فلقد أثبت في كل مناسبة أنه من أصحاب العاطفة الجياشة ؛ ولا يجد غضاضة أن يرى دموعه كل الناس في المواقف المؤثرة ؛ صاحب قلب رهيف نحو كل الذين جاءوا إلى الحياة يعانون من نقص جسدي سواء في الرؤية أو السير أو العقل أو أي نقص آخر ؛ هذا القلب الرهيف الذي حباه به الله نعمة فهو إنسان بكل معنى الكلمة ولا أملك سوى أن أقول دام الله عليه إنسانيته وعوضه خيرا عن كل ما يفعله من أجل أصحاب الهمم ؛ نقطة ثانية تلفت النظر بشدة وهي الموهبة التي حبا بها الله الكثير من أصحاب الهمم فالبعض منهم صاحب صوت جميل والبعض يستطيع أن يؤدي الحركات الإيقاعية والبعض له موهبة الرسم ؛ نعمة من عند الله ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن نتذكر أصحاب الهمم الذي نبغوا وعلى سبيل المثال وليس الحصر عميد الأدب العربي طه حسين والموسيقار عمار الشريعي وأيضا الذي ترك بصمة كبيرة في عالم الموسيقي" سيد مكاوي " وأيضا على المستوى العالمي الموهبة العالمية في الفن الموسيقي بيتهوفن ؛ أيضا كثيرون في عالم الرياضة والسباحة ؛ نقطة ثالثة أوجهها إلى البعض الذين أنعم الله عليهم بالصحة وليس لديهم ما يشتكون منه جسمانيا لكن ليس في فمهم سوى الشكوى أو الوقوف في الطرقات يفضلون التسول على العمل الشريف ؛ أقول لهم قفوا أمام أصحاب الهمم لتعرفوا أن مناظركم مخزية أمام هؤلاء الذين جاءوا وولدوا وهم يحملون إعاقة أو أكثر لكنهم يصارعون الحياة ؛ نقطة رابعة وهي الشكر للسيد الرئيس على اهتمامه بهؤلاء الذين جاءوا إلى الحياة يحملون الإعاقة ولا ذنب لهم فيها وأنا متأكد أن نتيجة هذا الاهتمام سيكشف عن النبوغ الذي يحمله الكثيرون منهم ؛ شكرا الرئيس صاحب القلب الرهيف وأرجو من المسئولين أن يحذوا حذوه في هذا المجال وغيره من المجالات لأن المثل يقول يدا واحدة لا تصفق .
عودة إلى الطفل الضحية شنودة
****************** **************
في قصاقيص آخر العام كتبت عنه وكنت أتمنى أن تنتهي قضيته قبل بدء العام الجديد ويعود إلى من تبنياه وفي قلبهما أمومة وأبوة أكثر بكثير من الذين ينجبون وكم رأينا في الذين أنجبوا وقد أهملوا رعاية أولادهم وتركوهم للضياع. لست أعلم لماذا لم يحكم القضاء بعودة الطفل لأسرته التي تبنته محتكما إلى قانون الإنسانية وأجل القضية إلى الثاني من شهر فبراير القادم ؛ القضية واضحة جدا ؛ أن الطفل ومن أنجباه هم الضحية ؛ وأن من هبط إلى الدرك الأسفل من الإنسانية في مقدمتهم الذي أو التي أبلغت عنه كذبا بأنه اُختطف ولم يعثر عليه كلقيط وهذا الشخص حسابه عند الله سيكون عسيرا بالتأكيد لطمعه وجشعه في الميراث من اللذين تبنياه بعد أن أصبح الطفل هو وارثهما ؛ ويليهما من قام بإجراءات انتزاع الطفل من الحضن الذي تعهده بالتربية السليمة ليكون إنسانا نافعا للمجتمع وفي مقدمتهم وزيرة التضامن الاجتماعي التي كان في مقدورها أن تتغلب على عنصريتها وتطرفها وترتدي ثوب الإنسانية وتنهي المشكلة على الوجه السليم وكما تقول الإنسانية قبل أن تتحول إلى قضية تحكمها التعقيدات ؛ كان يجب عليها أن تقدم الشكر لمن تبنياه فلو أن الطفل لم يُعثر عليه داخل الكنيسة وقام من تجرد من الرحمة بإلقائه في الطريق لكتب عليه الضياع لو وجده هؤلاء الذي يخطفون الأولاد ويتاجرون بأعضائهم أو قاموا بتربيته وسط أطفال الشوارع ليكون مثلهم يمارس اللصوصية أو التسول أو يتجه للجريمة ويتحول إلى نقمة اجتماعية ؛ إلى أين تأخذنا العنصرية والتطرف لا أعلم ؛ لكن ما أعلمه هو أن الرئيس وما يحمله من رفاهة القلب هو الذي يستطيع أن يعيد الطفل إلى الحضن الصحيح ؛ أرجو أن تصل هذه القضية إلى الرئيس وأن يعاقب كل من تسبب في تعذيب الطفل بانتزاعه من أسرته وكل من تسبب في الأذى النفسي الهائل لمن تبنياه .
تهنئة الرئيس من داخل الكاتدرائية الجديدة
*************************************
اعتدنا منذ تولي الرئيس الحكم أن تكون تهنئته ليست شفوية أو ورقية؛ بل يذهب بخطوات المحبة إلى الكاتدرائية الجديدة " كنيسة المهد " التي شيدتها الدولة في العاصمة الإدارية وهذه نقطة بيضاء تحتسب للرئيس؛ لم يحجب الرئيس عن هذه التهنئة سوى سنوات كورونا؛ لكنه عاد بمحبته مرة أخرى بعد إن انكسرت موجة الوباء. هذا الموضوع في الحقيقة يستحق أن يُكتب فيه الكثير والكثير؛ نقاط يجب أن تُسجل لتكون شاهدة على أنه أول رئيس مصري بعد ثورة 1952 يذهب ليقدم تهنئته مباشرة من الكنيسة للشعب الحاضر وللجميع؛ النقطة الثانية هي توطيد أن عنصري الأمة هما نسيج واحد مهما حاول المتطرفون أن يشقوه لكن محاولاتهم دائما ترتد كطعنات إلى نحورهم بعون الله الذي بارك مصر بزيارة العائلة المقدسة ولا يريد لشعبها أن ينقسم بسبب العقائد التي هي ملكه وحده. النقطة الثالثة هي ضربة موجعة لأصحاب التطرف وصيحاتهم التي تشبه العواء بعدم تهنئة المسيحيين في أعيادهم ؛ لقد أثبتت الأيام أن هذه العواء لا فائدة منه ولا يحرك قشة لأن الجميع سوى البعض من هم على شاكلتهم اكتشفوا تفاهة هذه الفئة الضالة عن العقيدة الصحيحة ؛ إن مبادرة الرئيس دائما هي مبادرة تقول إننا حقا في القاهرة الجديدة ؛ مصرنا الجديدة بالفعل ؛ وأنه لا يريد سوى الخير لشعبه ؛ لأن بعض الرؤساء السابقين كانوا سببا في تفشي التطرف اللعين في فترات حكمهم ؛ وللأسف هذا الخروج منهم عن عدالة الحكم لم يكن سوى وبالا على رؤوسهم ؛ مصرنا الحبيبة لا تستحق سوى السلام والمحبة لكي يكون الجميع صفا واحدا من أجل أن تبقى دائما هي بالفعل أم الدنيا ؛ شكرا الرئيس السيسي على تهنئتكم الجميلة وكل عام ومصرنا طيبة في جميع مناسباتها.