د. محمد ضباشه يكتب : الإعلام العربي بين التضليل والتهليل

د. محمد ضباشه يكتب : الإعلام العربي بين التضليل والتهليل
د. محمد ضباشه يكتب : الإعلام العربي بين التضليل والتهليل
 
حقيقة أن الإعلام  بصفة عامة يحتاج في كثير منه إلى إعادة هيكلة طبقا للهدف من تقديم رسالته  ، وفى البداية يجب على من يرغب فى تشخيص وعلاج منظومة الإعلام المصري والعربي  الإجابة على عدة تساؤلات تعد حجر الأساس في بناء منظومة إعلامية متكاملة ومتطورة تواكب عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي ، ومنها على سبيل المثال هل الإعلام يعبر عن قضايا الشعوب ويكون همزة الوصل بين نبض الشارع والسلطة الحاكمة ؟ هل يقدم رسالته  بطريقة مهنية من خلال رسالة واضحة المعالم تعتمد على معلومات صحيحة  بعيدة عن التضليل والتزيف والتهليل للحكام والحكومات خوفا من الإطاحة بمن يخالف الأوامر العليا   ؟ أم أنه إعلام يعد بمثابة أبواق للسلطة والحكومات، كل ما يفعله هو خدمة الأنظمة للبقاء ،  هل يقدم الإعلام مواد إعلامية   تعتمد على معلومات حقيقية يستطيع المتلقي من خلالها ان يكون رؤية واضحة المعالم عن حاضره ومستقبله؟ أم أنه يعتمد على برامج تخلق البلبلة وإثارة المشكلات وتصديرها للرأى العام بصورة مقصودة كي ينشغل عن معاناته و مشكلاته المزمنة البعيدة عن الأضواء والتى تخلو منها كل الرسائل الإعلامية المسموعة والمرئية؟ 
هل وسائل الإعلام يملكها ويديرها الشعب أم هى وسائل مملوكة للنظام ويديرها مجموعة من المقربين لضمان ولائها لخدمة أهداف يحددها النظام ولا يمكن الخروج عنها الأمر الذي أدى إلى خلق إعلام بديل في قنوات خاصة مدفوعة الأجر أو على شبكات التواصل الإجتماعى فيس بوك ويوتيوب وتك توك وغيرها لنشر الحقائق وتقديم مواد إعلامية تعبر عن معاناة الشعوب في كل مجال من مجالات الحياة
 ولضبط هذا الوضع المقلوب يجب تقديم محتوى يليق بالمشاهد ويعبر عن أحلامه وآلامه  ، ومن هنا يجب الحديث عن التطوير سواء في المعدات أو في إعداد من يقدم الرسالة الإعلامية  التى تهدف في النهاية من خلال  عنصري الجاذبية والإبهار إلى  الحفاظ على ثوابت المجتمع وقيمه، وتناول الوقائع بمهنية ودقة وحيادية، شريطة أن تقتنع الدولة ذاتها بأن الإعلام مملوك للشعب لا لخدمة الأنظمة الحاكمة  ، وفي هذا السياق أكد عالم الاجتماع هربرت شيلر على " إن تدفق المعلومات أضحى مصدراً لسلطة لا نظير لها"، فقد أصبح الإعلام أداة ذات تأثير نافذ وعميق في بناء شخصية المتلقي وصياغة دوافعها وتوجهاتها، ورسم صورة ذهنية عن الواقع وترسيخها في الأذهان، ومن هنا تأثيره العميق على أنماط السلوك لدى مستقبل الرسالة الإعلامية ومن ثم تساهم في نهضة المجتمع على كل المستويات. 
وإذا أردنا تطوير منظومة الإعلام علينا أن نستقي من أنظمة الإعلام البريطانى او الأمريكى مثلا برامج اعداد المذيع ومعدي البرامج وكل جديد فى تكنولوجيا الإعلام ودور الإعلام في العصر الحديث وكيفية الحصول على المعلومات من خلال تعاون أجهزة الدولة مع معدى البرامج، بالإضافة إلى منع الإعلانات التي لا تراعي أى قيم ومثل عليا هذا إن أردنا أن نقول أننا نملك وسائل إعلام صادقة يستفيد منها المواطن العربي.