مبادرة «معا لحماية الأسرة» لم تنشأ من أجل المرأة المصرية وحقوقها فقط، ولكنها أسست للدفاع والحفاظ علي كيان وتماسك الأسرة المصرية، حيث تتبنى المبادرة التي أسسها كل من الدكتورة إنجى فايد والشيخ عبدالله النجاد والدكتور حسام لطفى آستاذ القانون، لتتبنى أمرًا مشروعًا يأتى فى اتجاه يحمي الأسرة المصرية ويوفر السلام المجتمعى لها، خاصة فى حالة طلاق المرأة فى سن كبيرة، وبعد أن تقضى حياتها فى تضحيات للكبير والصغير داخل آسرتها.
وقد تحدثنا في مقال سابق عن الدور المهم الذي قامت وتقوم به د. إنجي فايد في هذا الشأن وحديثنا في هذا المقال عن الدكتور حسام لطفي وهو حاصل علي دكتوراه الدولة فـي القانون الخاص من جامعة باريس وحصل أيضا علي جائزة الدولة فـي القانون المدني وهو أيضا أستاذ ورئيس قسم القانون المدني سابقًا بكلية الحقوق -جامعة بني سويف وأستاذ كرسي منظمة "يونسكو" لحق المؤلف والحقوق المجاورة ومقرر لجنة حماية الملكية الفكرية /المجلس الأعلى للثقافة ومحكم لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو/ أومبي" وايضا محام لدى النقض والإدارية العليا والدستورية العليا.
عن بدايات تأسيس المبادرة يقول د.حسام لطفي:
من سنوات جاءتني الدكتورة إنجي فايد منبهرة بما ورد في برديات مصر القديمة من حق الزوجة المطلقة أو الأرملة في تعويض عادل حتى لا ينهار مستواها الاجتماعي بعد انتهاء علاقة الزوجية … وكان لديها صديقات عانين من ذلك ..وسألت عن الحل فاستحضرت " حق الرتقة" حيث كان قد حدثني عنه الأستاذ الدكتور سعد الهلالي من قبل وطلبت الرأي من متخصص أريب وهو الأستاذ الدكتور عبد الله مبروك النجار وهو عضو بارز في مجمع البحوث الاسلامية فعرفني على فقه الكد والسعاية وأعطاني صورة من فتوى مجمع الفقه الاسلامي الدولي بحق المرأة في نصيب معلوم مما طرأ على ثروة الزوج من زيادة ونماء خلال فترة الزوجية ..وبدأت البحث -كاستاذ قانون ألف البحث العلمي منذ سنين عددا -في المراجع ..فقرأت في فقه المالكية ما حفزني على أن أدعم الدكتورة إنجي فايد في جهدها لإحياء إرثنا من الحضارة المصرية القديمة في شأن تكريم المرأة ..
ومن هنا كانت المبادرة .. وكانت اللقاءات التليفزيونية للتعريف بما ندعو إليه .. وكان الحوار مع أصحاب القلم ..فدعموا عن قناعة وبصدق مع النفس المبادرة وأيدوها ..ثم كان القرار ببدء الحوار المجتمعي .. ودعوة الجميع إلى المشاركة لتحقيق الهدف .. دون أن نبخس من شارك فيها بقولة حق ،قدره .. وبدأنا السعي لإحياء ما ارتضاه المصري القديم من حلول مالية لتظل المطلقة أو الأرملة في وضع اجتماعي مناسب ..وجاء شيخ الأزهر داعما هذه الجهود المباركة بفكر صائب ورؤية واضحة …ومن هنا كان الحوار المجتمعي مهما للتعريف بالأصول التاريخية لحق الرتقة وفقه الكد والسعاية بدءا من حضارة مصر القديمة ..مرورا بقرار مجمع الفقه الاسلامي الدولي ..واستنادا إلى كتابات ثرية لفقهاء المالكية خصوصا في بلاد المغرب العربي ..وكان فصل الخطاب موقف الأزهر الشريف حسبما أفصح عنه فضيلة الإمام الأكبر …بكلمات رصينة من عالم جليل يجلس على قمة أعلى مرجعية دينية للمسلمين في العالم كله .. فلنلتقي من حول فقه الكد والسعاية لحماية الأسرة المصرية ولنبدأ حوار مجتمعي لوضع قانون جديد للأحوال الشخصية نحمي فيه الطفل والأم والأب لنحقق للجماعة المصرية ما تسعى إليه من سلام اجتماعي مستدام.
ويضيف د. حسام لطفي : على خطى المعنى الذى تعنيه الآية الكريمة «ولا تنسوا الفضل بينكم» تسير مبادرة «معًا لحماية الأسرة» حيث تسعى منذ عامين وآكثر، لتطبيق قواعد الرحمة والود وما يضمن الأمان داخل الأسرة المصرية حتى لو انفرط العقد وتباينت مصالح وأهواء الشركاء، فيجب على الأزواج فى حالة وقوع الطلاق أن يضعوا فى اعتبارهم ما كان بينهم من عشرة ومعروف ولا ينسوه، ويحضرنى هنا نموذج قام بتطبيقه الخليفة عمر بن الخطاب يؤكد مبدأ الكد والسعي عندما جاءته امرأة توفى زوجها تقول له إنه مات وترك ورشة، فقال: لك السدس، فقالت إنها كانت تساعده في إدارة الورشة فقال: لكي النصف ومن بعدها تحصلي على السدس.