جان دو لافونتين (1621م - 1695م) هو كاتب فرنسيّ من أشهر كتاب القصص الخرافية كما أنّه شاعر كبير تم تصنيف أعماله الأدبية ضمن أعظم الأعمال الأدبية الفرنسية و من اقواله العظيمة عبارة اعجبتني فهي تلخص حالة من اردت ان احدثكم عنهم اليوم و ما اكثرهم! و العبارة تقول : ( الكذاب والدجال والمتملق يعيشون على حساب من يصغي إليهم )
فلولا وجود الجمهور من الجهلاء و المغفلين و كثير من المحايدين ما أصبح الكذاب و الدجال و المنافق يشكل أي خطر و لكن هناك أيضًا من يضاعف من تأثير المنافق و يحركه في اتجاهات معينة لخدمة أجندات سياسية و أمنية أو لغسل العقول و عمليات الشحن و الاستقطاب و حروب المعلومات و توجيه الرأي العام إلى اخره ،، و الذي يحرك الكذاب و المنافق و يستغل مواهبه في الدجل غالبا جهة أو شخصية أمنية أو مخابراتية أحيانا بالأمر أو قد يتطوع هذا المنافق من تلقاء نفسه ليلفت نظر هذه الجهات و المسئولين الكبار بترديد أكاذيب يحبون سماعها و تخدم استمرارهم في المناصب ! و بمزيد من التملق و الدجل و الشعوذة يحصل المنافق علي وسام الوطنية و يصبح من النخب في مجاله و إن لم يكن له مجال فلا يصعب عليه ان ينتقي لنفسه منصب أو مهنة هو غير مؤهل لها أساسا لكي يحظي بالوجاهة و الشهرة و المال و رضا الأسياد !
هذه الخفافيش تنشط كثيرا في الخارج لإثبات نظرية المؤامرة و إرسال رسائل للداخل لا تهم المواطن أو تخدم قضاياه بل تساعد من يحكم بالحديد و النار للإنتفاع من هذه الاكاذيب و السيطرة علي ثروات الوطن و عدم المسائلة و بذرائع مختلفة يقدمون مقارنات فيها كثير من المغالطات و يتنافس المتنافسون فى هذا المجال ما بين الجهات الإعلامية و الصحافية و نشطاء السوشيال ميديا و رؤساء الجمعيات و من نصبوا انفسهم رموز و متحدثين بإسم المصرين في الخارج و غيرهم في القيام بدور وطني و بث رسائل مسمومة فنجدهم يكذبون و يبالغون في المعناة التي يعيشونها في البلاد الغربية المتقدمة و الغلاء الذي أنهكهم و المعاناة من العنصرية و شح بعض المواد الأساسية و يطلبون من المواطن في الداخل المصري ان يحمد الله علي نعمة الامن و الامان و رخص الاسعار و تأني هنا مهزلة المقارنات فتجدهم يقومون بتحويل العملة مثلا من الدولار للجنيه عندما يشترون سلعة ! ولا أعرف ما دخل الدولار بالجنيه في بلد تعيش بها و راتبك بالدولار ؟ فإذا صرفت خمسة و عشرون دولار في امريكا فكأنك صرفت خمسة و عشرون جنيه في مصر و هنا أسألهم لماذا لم يفكرون في الرجوع إلى مصر و ينعمون بالخير و ألأمن و الحرية و الدفء و الأهل و الأصدقاء و يتركون بلاد الغرب العنصرية و حياة البؤس و الشقاء و التضخم و الانهيار المحتمل كما يصورون لكم ! لانه و ببساطة هذه البلاد فتحت لهم أبوابها و أعطتهم كل حقوق المواطنة و كل منهم له عمل بحد أدني ثمانية عشر دولار للساعة و اعطتهم حق العلاج و التعليم المجاني و المساعدات المالية وقت الأزمات و اصبح لهم صوت في أي أنتخابات يجبر المرشح علي استرضائهم و تنفيذ مطالبهم ،، هذه البلاد قدمت لهم معاش التقاعد و السكن المجاني احيانا لغير القادرين و دفع فواتير الكهرباء و الغاز و اعالة الأطفال و كفالتهم و قدمت لهم الدولة كوبونات لشراء الطعام علي نفقة الدولة و استطاع المقتدر منهم ان يمتلك بيت و سيارة و رصيد بالبنك و يسافر لزيارة الأهل محملا بالهدايا و الدولارات و منهم من يعول اسرته بالداخل ،، هذه البلاد اعطتهم جواز سفر يستطيع ان يدخل به معظم بلاد العالم بدون تأشيرة و اعطتهم خير لم يشكروا الله عليه و يتمنون لكم مثله بل ذهبوا يلعنون البلاد التي أكرمتهم علي طريقة الأنظمة التي تتمسح بهذه الدول و تخطب ودها و رضاها و تنفذ أوامرها ثم تبث الكره و الضغينة عند شعوبها تجاه نفس الدول !!
أخيرا اقول لمن يقرأ هذه السطور مصر بلد عظيم و أفخر دائما بمصريتي و لا أتسامح مطلقًا مع من يزايد علي وطنيتي و أدرك تماما الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر والتي تسببت في زيادة المعاناة على معظم قِطاعات الشعب و لكن الحلول لا تأتي بسرد الاكاذيب و التضليل و حملات التشويه المفبركة ضد الآخرين و هذا ما تعلمته في مصر و التي ادين لها بالفضل دائما و التي كان صمام أمانها هو التسامح ،، التسامح الذي نزع فتيل الفتنة و الارهاب و التطرف و الكراهية و التمييز و السلوكيات العدائية مع الأفراد و الشعوب وقت الأزمات و في المراحل الحرجة و المفصلية و لا اقبل ان يتم تقزيم بلدي مصر بالذم في الاخرين فالثناء مفتاح الرقي ،، فلا تنكرون جميل البلاد التي فتحت لكم أبوابها و تنعمون بخبراتها !