كنت صغيراً استمع إلي حكايات جدتي المثيرة التي كانت ترويها إلي أمي في المساء عن قصص القرية الخرافية التي سكنت عقول البسطاء من البشر أعوام كثيرة، وأصبحت واقع في عقولهم المتحجرة وصدقوا كل تفاصيل الاساطير القديمة وخاصاً حكاية أم الشخاليل الاسطورية التي كانت تظهر في عتمة الشوارع الضيقة ويرتجف منها الكبير والصغير ولا يخرجون بالليل نهائي خوفاً من ظهور أم الشخاليل هي وأولادها الست الاقزام وهم يرقصون بحركات بهلونية شديدة الدهشة وهي تظهر بشعرها الاسود الطويل حتي القدمين في جيدها سلسلة المفاتيح النحاسية التي تطرق عليها بقوة كي يخرج من السلسلة أصوات عجيبة مختلفة الرنات عن بعضها ،فتقلق النائمين علي فراش الاطمئنان .. وكانت أمي تستمع إلي حكايات جدتي في شغف وهي تأخذني إلي حضنها حتي النوم.. أحببتُ حكايات جدتي المثيرة للجدل كل ليلة وهي ترويها لنا، تكونت في مخيلتي حصيلة من الحكايات الاسطورية التي غرستها جدتي في انفاسي فأحببت القصة بكل شخصياتها الدرامية والسبب جدتي .. بدأت أفكر في حكاية أكتبها من واقع القرية وهي قصة الخيط المقطوع التي عشت أحداثها في القرية وأنا صغير وحفظتها في دولابي القديم ثم بعد ذلك كبرت واصبحتُ شاب ودخلت الثانوية في مدينة ملوي وعرضت أول قصة لي علي معلم اللغة العربية بالمدرسة وقال لي اذهب إلي قصر ثقافة ملوي هناك بيهتموا بالمواهب من قصة وشعر بالفعل ذهبت إلي هناك وقابلت الكاتب الكبير الخضري عبد الحميد رائد القصة في مصر وكذلك قابلت الكاتب الكبير بهاء السيد وتعلمت منهما فن القص ثم تتطورتُ في فن القصة ونشرت ليّ أول قصة قصيرة بعنوان الخيط المقطوع في جريدة صوت المنيا عام 1992 ثم تواصلت مع الأدباء والشعراء واحتكاكي بالندوات والمؤتمرات الأدبية داخل المنيا وخارجها حتي صدر لي المجموعة القصصية الأولي بعنوان الخيط المقطوع الفائزة بالمركز الأول في جائزة المنيا للإبداع وكذلك صدر لي المجموعة الثانية موت آمال الفائزة بالنشر الاقليمي فرع ثفافة المنيا وليّ تحت الطبع مجموعة قصصية جديدة بعنوان الطاحونة وايضاً تحت الطبع كتاب نقدي عن الأعمال التي صدرت للأدباء وتناولتها بالتحليل والنقد البناء منذ سنوات ماضية ثم نشر ليّ في الصحف المصرية والعربية اكثر من مائة قصة قصيرة بخلاف المقالات الصحفية والدراسات النقدية ولازلت أقاتل في ساحة الإبداع بحروفي البسيطة التي تجعلني افتخر بها في الميدان ...