الحسين عبدالرازق يكتب : لا تنبشوا قبور الراحلين!

مسرحية عن الشيخ الشعراوي ليه؟ وهتتعمل علشان إيه؟ مين اللي هيكتبها؟ ومين اللي هيمثلها، وهتضيف لمعلوماتنا إيه؟! 

أسئلة طرحتها علي نفسي عندما قرأت عن انتواء أحد المسارح التابعة للدولة تقديم "مسرحية" أو سهرة فنية ستتناول مسيرة الإمام! أنا لست معترض علي الكلام، أنا فقط سألت نفسي، ماذا لديهم ليقولوه؟ وما هو الجديد الذي بإمكانهم أن يضيفوه ؟! 

قبل عشرين عام مضت، تحديداً في٢٠٠٣ قدم لنا التليفزيون "كتر ألف خيره" مسلسلاً  كاملاً عن الشيخ الشعراوي كان اسمه"إمام الدعاه"، مسلسل من ٣٠حلقة، مدة كل حلقة تقريباً ساعة، يعني عندنا قرابة ال٣٠ ساعة عن الشيخ الشعراوي، تناول المسلسل سيرة الإمام وحياته من لحظة ميلاده إلي ساعة وفاته، طفولته ونشأته، شبابه وكهولته وشيخوخته، علاقته بزملاؤه وأسرته وأهل قريته، يعني الناس اجتهدوا وأجادوا وماسابوش لغيرهم حاجة يقدموها، يبقي إيه فايدة المسرحية دي اللي ناويين يعملوها؟! 

عموماً هما أحرار يقدموا اللي يقدموه، والناس كمان أحرار ماتشوفش اللي بيعرضوه أو يروحوا يتفرجوا عليه ويشوفوه، يعني لا ضرر ولا ضرار، أنا بقول رأيي باختصار، وكلنا بالنهاية أحرار!

كان هذا عن المسرحية، أما موضوع الهجوم الذي يتعرض له "المرحوم" فليس لدي فيه كلام لأقوله، أصل هيفيد الكلام بإيه، وقد بات الأمر مؤلماً وموجعاً لقلب كل محبي الشيخ ومريديه ومتابعيه؟! ماالذي بإمكاننا أن نفعله تجاه من سمحوا لأنفسهم بالتطاول علي شخص توفاه الله وبات لا يملك من أمر نفسه شيئ، الله المستعان بقي هنعمل إيه؟! 

أما إذا ما تكلمنا في العموم، فسيصبح بإستطاعتنا أن نقول، ان انتقاد رجل ذهب إلي رحاب ربه أمر ليس مقبول، بل ليس به أي قدر من الفروسية أو المعاني الإنسانية!  

لماذا يهاجمون الشيخ الشعراوي؟

هجوم لا نفهم مقصده ولانعرف غايته ومبتغاه، ولا نصل إلي تحديد منتهاه، كونه يتجدد علي فترات، فلا نعلم له أوان ابتداء ولانحدد له ميقات انزواء! 

يقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم  " لا تسبوا الأموات، فإنهم أفضوا إلي ما قدموا" صدق رسول الله، فلماذا يصر البعض علي الإساءة لنفسه بنفسه عبر التطاول علي مقام فضيلة الإمام؟! 

ولست هنا كما قلت من أجل الدفاع عن الشيخ، بل كيف يتسني لي أصلاً أن أدافع عنه، وقد حسم ربنا جلت قدرته الأمر من فوق سبع سماوات بآية في كتابه الحكيم تقول "إن الله يدافع عن الذين آمنوا "صدق الله العظيم . 

وهنا سألتزم الأدب مع الله، وسألزم نفسي بالصمت في وجه من يهاجمون الشيخ تأدباً مع كتاب الله، وسأكتفي فقط بأن أقول  ..

رحم الله الشيخ الشعراوي، إمام الأئمة وبدر التتمة رحمة واسعة، ونفعنا وإياكم بما ترك لنا من علم غزير سنظل ننتفع به، وستنتفع به الأمة كلها من أقصاها إلي أقصاها إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها .

حفظ الله مصر وأعان أهلها