لا يجيد الرئيس السيسي التعبير عن نفسه و لا عن اعماله و افكاره و لا يجد بجواره جهاز اعلام محترم و كفئ و واعي
بل علي النقيض
و للاسف نحن في زمن اندثرت منه المواهب و الفلتات
و اسهم نظام التعليم العقيم في خلق اجيال جاهلة لا تجيد القراءة و لا الكتابة غير عابئة بالتاريخ و الجغرافيا و لا حتي التربية الوطنية
فما بالك بالصحافة و الاعلام و الثقافة
كان بجوار عبد الناصر فطاحل و اساتذة يعبئون الرأي العام و ينقلون صورة اسطورية عن الزعيم و القائد و عن افكاره و اعماله و قرارته حتي لو لم تكن كما تصورنا بل علي العكس
و كان الرئيس السادات رحمه الله واعيا و قارئا و صاحب خبرة واسعة و لم يسمح لاحد ان يتحدث بلسانه و كان هو نفسه وكالة انباء متحركة و جذابة و ظهرت قدراته الاعلامية الخارقة أثناء و بعد حرب اكتوبر و الخداع الاستراتيجي الرائع و تعبئة الشعب في الداخل و مواجهة الاعلام الخارجي و خاصة الامريكي و ارتكب خطيئة عظمي انه امن للاخوان و السلفيين الذين قبضوا روحه رحمه الله
و جاء مبارك مدركا و حاسبا و مصرحا انه ليس جمال و لا السادات و لم يكن الرجل مفكرا و لا صاحب رؤية و لا زعيما و لا مثقفا و عمل كموظف بدرجة رئيس لاعوام عديدة و هو دور استطاع ان يلعبه باقتدار و لكنه استمر طويلا و ربما اكثر من اللازم و لم يدرك ان لكل البدايات نهايات يفرضها العمر و الزمن و العقل و طبعا الله سبحانه و اجتمع ضده عوامل و عناصر لم يدركها جيدا و خاصة الجيش الذي رفض فكرة التوريث لاسباب تاريخية و اجتماعية و ربما تجارية
و حاول الجنرال طنطاوي ان يخلفه و لكنه فشل فشلا ذريعا له اسباب تتعلق بالتاريخ و الجاذبية و القبول و الرؤية و ربما الكريزما الشخصية و الصراع الخفي بينه و بين بعض الجنرالات و علي رأسهم عمر سليمان و احمد شفيق و سامي عنان و كلهم كان لديهم الطموح لملئ الكرسي الشاغر
و كما علمنا بالاتفاقية المخزية بين طنطاوي و الاخوان و سلمهم مصر ليفعلوا بها ما لم يخطر علي عقل بشر و اظن ان طنطاوي و رجاله كانوا في محاكمة واجبة و لكن التاريخ حسابه عسير
و اتصور ان السيسي و بأي وسيلة اتقذ مصر من خطر محدق بها من كل الجهات و لا يزال و هو الخيار المطروح حتي الان
و الرجل الذي قدم و لا يزال دوره بكفاءة عالية
و برغم كل الانتقادات و التي زادت في الفترة الاخيرة و خاصة بعد تعويم الجنيه و رفع الدعم جزائيا و الارتفاع الرهيب في الاسعار و كان له تأثير اجتماعي و اقتصادي خطير حتي علي نظام الحكم نفسه
و لم يجد الرجل تنظيما سياسيا يقف و يشرح و يوضح و يدافع و يعبر عن الادارة و حتي عن الجماهير و لا صحافة قومية واعية و مدركة و جذابة الا من بعض الموظفين و الارزوجية
و لا اعلام يدرك طبيعة المرحلة و يلقن الناس مفاهيم جديدة طارئة من اجل الحفاظ علي اسس و اعمدة الدولة وسط طواحين هواء تكاد تعصف بكل الرقاب من اجل مصالحها و اطماعها و علاقتها بالمافيا الدولية و هي شبكة واسعة سيطرت علي مبارك و عائلته و اصحابه و المرتزقة حواليه و هي حقيقة ادركها 95% من الشعب المغلوب علي امره و لا يزال
ان ما يقوم به السيسي سوف يحسب له و سيشعر به الشعب قريبا و ليس قريبا جدا و هي مشروعات ضرورية و استراتيجية و ملحة
وسط حرب تخوضها مصر للاسف ضد فصيل خائن و وضيع عاش بيننا اعوام طويلة يقتاط علي الفضلات و الوساخات و باع للناس وهم الجنة و النار باسم الدين و منح البعض صكوك الغفران و الرحمة و هم لا يملكون من امر انفسهم شيئا و من خلال مؤامرة دولية تقودها اسرائيل و اعوانها و بعض اجهزة المخابرات للاسف عربية و غيرها
ان حرب الدولار التي تخوضها مصر توضح الي اي مدي نحن مستهدفين
اقول ان بعض الذين و يتصرفون باسم الرئيس هم الخطر الاكبر عليه و علينا و ربما هناك بعض الاجهزة التي تظهر غير ما تبطن و صراع قوي تشعر ان نصيبها في الكعكة لم يكن عادلا
و عندي دائما امل ان الشمس لن تغيب و ان بسمة طفل لم يولد بعد سوف تشرق و ان عبدة الشيطان و الشر و الرزيلة الي جهنم خالدون
و ان وقود هذه الحرب الشرسة من أبناء الجيش و الشرطة هم اصحاب الدم الطاهر الذي تتوضأ به مصر
و استطيع ان اراهن ان السيسي زاهد في السلطان و الكرسي و الحكم
هو صاحب رسالة حتي لو لم يكن نبيا و حتي لو لم يستطاع ان ينشرها بكتاب مقدس
و لكن سوف يذهب الزبد جفاءا اما ما ينفع الناس يبقي في الارض
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار و اللعنة علي الاخوان الخونة
و مصر هي الحل
و تحيا مصر