أسامة كامل يكتب : كلام قديم جديد

أسامة كامل يكتب : كلام قديم جديد
أسامة كامل يكتب : كلام قديم جديد
لا يجيد الرئيس  السيسي  التعبير عن نفسه و لا عن اعماله و افكاره و لا يجد بجواره جهاز  اعلام محترم و كفئ و واعي 
بل علي النقيض 
و للاسف نحن في زمن اندثرت منه المواهب و الفلتات 
و اسهم نظام التعليم العقيم في خلق اجيال جاهلة لا تجيد القراءة و لا الكتابة غير عابئة بالتاريخ و الجغرافيا و لا حتي التربية الوطنية 
فما بالك بالصحافة و الاعلام و الثقافة  
كان بجوار عبد الناصر فطاحل و اساتذة يعبئون الرأي العام و ينقلون صورة اسطورية عن الزعيم و القائد و عن افكاره و اعماله و قرارته حتي لو لم تكن كما تصورنا بل علي العكس 
و كان الرئيس  السادات  رحمه الله  واعيا و قارئا و صاحب خبرة  واسعة  و لم يسمح لاحد ان يتحدث بلسانه و كان هو نفسه وكالة انباء متحركة  و جذابة و ظهرت قدراته الاعلامية الخارقة  أثناء  و  بعد حرب اكتوبر و الخداع الاستراتيجي  الرائع  و تعبئة  الشعب في الداخل و مواجهة الاعلام الخارجي و خاصة الامريكي و ارتكب خطيئة  عظمي انه امن للاخوان و السلفيين الذين قبضوا روحه رحمه الله 
و جاء مبارك مدركا و حاسبا و مصرحا انه ليس جمال و لا السادات و لم يكن الرجل مفكرا  و لا صاحب رؤية  و لا زعيما و لا مثقفا  و عمل كموظف بدرجة رئيس  لاعوام عديدة و هو دور  استطاع ان يلعبه باقتدار  و لكنه استمر طويلا و ربما اكثر من اللازم و لم يدرك ان لكل البدايات نهايات يفرضها العمر و الزمن و العقل و طبعا الله سبحانه  و اجتمع ضده  عوامل و عناصر  لم يدركها جيدا و خاصة الجيش الذي  رفض فكرة التوريث   لاسباب تاريخية و اجتماعية و ربما تجارية 
و حاول الجنرال طنطاوي  ان يخلفه و لكنه فشل فشلا ذريعا  له اسباب تتعلق بالتاريخ و الجاذبية و القبول و الرؤية  و ربما الكريزما الشخصية و الصراع الخفي بينه و بين بعض الجنرالات  و علي رأسهم عمر سليمان و احمد شفيق و سامي عنان و كلهم كان لديهم الطموح لملئ الكرسي الشاغر 
و كما علمنا بالاتفاقية المخزية بين طنطاوي  و الاخوان و سلمهم مصر ليفعلوا بها ما لم يخطر علي عقل بشر و اظن ان طنطاوي و رجاله كانوا في محاكمة واجبة و لكن التاريخ  حسابه عسير 
و اتصور ان السيسي  و بأي  وسيلة اتقذ مصر من خطر محدق بها من كل الجهات و لا يزال و هو الخيار المطروح حتي الان 
و الرجل الذي قدم و لا يزال  دوره بكفاءة  عالية  
و برغم كل الانتقادات و التي زادت  في الفترة الاخيرة و خاصة بعد تعويم الجنيه و رفع الدعم جزائيا و الارتفاع الرهيب في الاسعار و كان له تأثير  اجتماعي و اقتصادي خطير حتي علي نظام الحكم  نفسه 
و لم يجد الرجل تنظيما سياسيا  يقف و يشرح و يوضح و يدافع و يعبر عن الادارة و حتي عن الجماهير و لا صحافة قومية  واعية و مدركة و جذابة الا من بعض الموظفين و الارزوجية 
و لا اعلام  يدرك طبيعة المرحلة  و يلقن الناس  مفاهيم جديدة طارئة  من اجل الحفاظ علي اسس و اعمدة الدولة وسط  طواحين هواء  تكاد تعصف بكل الرقاب من اجل مصالحها و  اطماعها و علاقتها بالمافيا الدولية و هي شبكة واسعة سيطرت علي مبارك و عائلته و اصحابه و المرتزقة حواليه  و هي حقيقة ادركها  95% من الشعب المغلوب علي امره  و لا يزال 
ان ما يقوم به السيسي  سوف يحسب له و سيشعر به الشعب قريبا و ليس قريبا جدا و هي مشروعات ضرورية و استراتيجية  و ملحة 
وسط حرب تخوضها مصر للاسف ضد  فصيل خائن و  وضيع عاش بيننا اعوام طويلة يقتاط علي الفضلات و الوساخات و باع للناس وهم الجنة و النار باسم الدين و منح البعض صكوك الغفران و الرحمة و هم لا يملكون من امر انفسهم شيئا و  من خلال مؤامرة دولية تقودها اسرائيل  و اعوانها و بعض اجهزة المخابرات للاسف عربية و غيرها 
ان حرب الدولار التي تخوضها مصر توضح الي اي مدي نحن مستهدفين 
 اقول ان بعض الذين و يتصرفون  باسم الرئيس  هم الخطر  الاكبر عليه و علينا  و  ربما هناك بعض الاجهزة التي تظهر غير ما تبطن  و صراع قوي  تشعر ان نصيبها في الكعكة لم يكن عادلا  
و عندي دائما امل ان الشمس لن تغيب و ان بسمة طفل لم يولد بعد سوف تشرق و ان عبدة الشيطان   و الشر و الرزيلة  الي جهنم خالدون 
و ان وقود هذه الحرب الشرسة من أبناء  الجيش و الشرطة هم اصحاب الدم الطاهر  الذي تتوضأ  به مصر 
و استطيع ان اراهن ان السيسي  زاهد في السلطان و الكرسي و الحكم  
هو صاحب رسالة حتي لو لم يكن نبيا  و حتي لو لم يستطاع ان ينشرها  بكتاب مقدس 
و لكن سوف يذهب الزبد جفاءا اما ما ينفع الناس يبقي في الارض 
المجد و الخلود لشهدائنا  الابرار  و اللعنة علي الاخوان  الخونة 
و مصر هي الحل 
و تحيا مصر