ربيع عبدالحكم يكتب : قسوة الأب وتسامح الأبن

ربيع عبدالحكم يكتب : قسوة الأب وتسامح الأبن
ربيع عبدالحكم يكتب : قسوة الأب وتسامح الأبن
 
 
رجُلاً لديه مِن الأبناء ثلاثه الأبن الأكبر دكتور بأحدى دول الخليح والأبن الأوسط مؤهل متوسط ويعمل بتجارة والده والقائم على شئونها والأبن الأصغر مُحاسب بأحدى شركات البترول والتي مقرها بالساحل الشمالي وبطبيعة الحال لا تسير الأمور وفق إرادة الأشخاص نظراً لدخول المتغيرات الثانويه والغير ثابته عليها بحيث تزوج كُلاً مِن الأبناء الثلاثه وأصبح لدى كُلاً مِنهم زوجه وأولاد والذي يسعى رب كُل أسرة منهم في تكوين وتأمين مستقبل أبناؤه خِلافاً للأبن الأوسط المُلازم للأب من حيث العمل بالتجارة والسكن بالمنزل والذي قرر حينما رأى فعل اخوته من حيث شراء العقارات وأرصدة البنوك لحسابهم دون مُشاركته أياه او وضعه في الحُسبان في حين أن كل ربح تجارة أبيه والذي هو يديرها يذهب بأسم الأب والذي سيتقاسمه الجميع فيما بعد بالتساوي وهنا وعلى الفور فاتح الأبن الأوسط والده في أن يجعل له نصيباً من الربح خاصاً به حيث أنه القائم على التجاره إلا أن الوالد بمجرد سماعه لكلمات الأبن ثار رافضاً هذا العرض مُتقلب المزاج من ناحية أبنه على اساس انه من أنشئ تلك التجاره وقام بتوسيعها وأمام عرض الأبن وإصرار الأب عُقدت العديد مِن جلسات الأقارب والأصدقاء لتقريب الحلول وأزالة التوتر بين الأب والأبن ولكن دون جدوى او نفع يُلقي بأثره على إصرار الوالد وتصميمه على ماهو راسخ في رأسه والذي قاد الأبن الى مالم يكن في الحُسبان وهو أن يترك المنزل والأستقلال بشئونه بعيداً عن أسرته مُتحصراً على ضياع سنوات عُمره في إدارة هذه التجاره وتنشيطها ولكن مع هذا القرار هناك الكثير من الصعوبات تقابله وأهمها النقود السائله حيث انه خرج من منزل والده خالي الجيب وبما أن الزوجة الصالحه مِن أعظم درجات الرزق فقد منحه الله زوجه صاحبة حكمه وعقل رزين بحيث تجعل من القليل كثيراً بالرضا وعدم الضغط على زوجها وهذا مايهون من ضغوطات الحياة عليه والتي يواجهها منفرداً من بعد أنتقاله للقاهره تاركاً وراؤه ماضي ثري وحاضراً فقير ومُعدم وبعد أستقراره ونزوله بسكن لايكاد أن يكون بنسبة واحد بالمائه مما كان يعيش به هبط الى سوق العمل مواجهاً العناء في إيجاد فرصة عمل والتي لم يحظى بها الأ بعد أيام وهو أن يعمل بأحدى نَصبات الشاي الموجوده بشارع الموسكي والذي يعد سوق تجاري والذي يكاد أجرُها يكفيه إيجار المسكن والعيش الحاف ولكنه رضى حامداً الله على القليل والتي تُشعره زوجته بأنه كثير بإبتسامه مرسومه على شفتاها وتعبيرات الوجه التي تدُل على الرضا وعدم السخط أمام قصر اليد وأن كل ما يُهمها عودته سالماً لها ولأولاده وبعد العشاء تُجالسه جلسة إسترخاء نفسي لتزيل من على أكتافه هموم ألقيت عليه بدون سابق إنذار بحيث تحول مُن شكواه لها الى حُب ودَفعه للأمام بإزالة رواسب الماضي وأرهاق الحاضر ومرة الأيام على وتيره واحده دون تغيير او تَقدُم مُتنقلاً بحامل إنائات الشاي من محِل الى آخر دون تبادل أطراف الحديث مع التُجار أصحاب محلات السوق وأطلاعهم على حقيقته من حيث كونه تربى بمجال التجاره وبما أن الدنيا تلف وتدور مثل الساقيه في جميع الاتجاهات فأثناء تواجده بأحدى المحلات لتقديم الشاي لصاحبها لاحظ وجود خطئ في فاتوره كان يعدها صاحب المحل مما جعله يرُد عليه خطئه تلقائياً والذي أدهش صاحب المحل ومره بمره تبادلوا العديد من الاحاديث والتي قادت صاحب المحِل في تقديم عرض على الابن الأوسط بالعمل عنده في محل عمله كأحد بائعي المحل بعد ماعرف ظروفه والتي قادته الى السوق التجاري والتي أخفاها على الجميع من حيث كونه ضليع بالتجاره مما أبعث السرور بداخله لرجوعه لمجال التجارة من جديد حتى ولو كان بائعاً وبمجرد مُفاتحة الزوجه بالأمر فرحة فرحاً شديداً والذي ترتب على أثرها اعطاؤه المزيد من جرعات التفاؤل والثقه بالله بأن الله يخبئ لهم الكثير جزاء له على سنوات عُمره التي أفناها في تجارة ابيه وخروجه منها خالي الجيوب وبالفعل تم أستلام العمل  والذي في بدايته كأي انسان يشعر بالقلق والتوتر في بادئ الامر إلا انه بمُجرد تعامله مع اول عميل له زال تلك القلق والتوتر خاصتاً انه كان ماهراً ومتمرساً في السابق أظهر امام صاحب العمل والعاملين انه لديه القدره فى اقناع بما يريد مما جعل من صاحب العمل ملاحظة سؤال العملاء عنه بأستمرار في حالة عدم وجوده الأمر الذي جعل من صاحب العمل فرض واحد بالمائه له من قيمة فواتيره والذي جعل من مضاعفة راتبه ومن المؤكد أن زملاء العمل يوجد بهم من هو سوي ومن هو مريض مما جعل من احد زُملاؤه بتدبير مكيدة له بوضع احد مقتنايات المحل في حقيبته التي بها ملابسه والذي على أثر غيابها قرر صاحب المحل تفتيش جميع حقائب العاملين والذي اظهر نتائجه بتواجد المفقود في حقيبته في حالة ذهول منه وحزن من صاحب العمل على خيانته لثقته به والتي القت بظلالها على تركه للعمل دون الإتيان ببرائته مماجعله في حالة من الضعف والانكسار نتيجتاً لذنب لم يقترفه الأ أن دور الزوجه في هذه الحاله مثل مناعة الجسم والمضادات الحيويه من حيث المسانده والدعم بأن تدفعه ناحية السوق مرة أخرى للبحث عن عمل وبالفعل زار الكثير من المحلات ولكن الكُل يأبى تشغيله نتيجتاً لما التصق بأسمه من سرقه مما جعله يرجع لصاحب عمله االاول وهو صاحب نصبة الشاي  إلا انه فوجئ برفضه له في ان يعمل عنده بنصبة الشاي عارضاً عليه أنشاء فرشة ملابس بالسوق ومشاركته عليها وبالفعل تم الاتفاق وبداء الابن الأوسط بممارسة تجارته البسيطه والتي بداءت تزدهر إلا أن صاحب العمل الذي قام بطرده من تجارته سابقاً ذهب اليه وهو جالس بجوار فرشته طالباً منه السماح وإمكانية العوده معه للعمل ولكن هذا الأبن متسامح بطبيعته مما جعل من صاحب العمل أن يقص عليه ماحدث بأن أحد زملاءه السابقين هو من دبر له هذه المكيده نظراً لإستحواذه  على قلب ورضا صاحب العمل ولم يعترف بذالك إلا بعد أن أصابه إعياء شديد كاد أن يموت به الأمر الذي رد اليه أعتباره ومكانته بعد تبرئة صاحب العمل له امام من في السوق جميعاً واستمر الأبن الاوسط في تجارته الى أن أتته احدى الفرص بأخلاء محل في السوق واستحواذه عليه بإيجاره والذي على أثره أصبح تاجراً بمعنى الكلمه من حيث ان له عملاءه خاصيين به وفي ازدياد يوماً بعد يوم والذي القي بظلاله على تغيير حياته بالكامل من حيث المسكن بحيث تم الأنتقال الى مسكن ملائم له والذي يعد افضل من منزل والده واصبح هو صاحب عمل وتجاره وأسم يعمل له حساب وبالعودة للوراء قليلاً فقد أصيب الاب بأعياء شديد والذي على اثر ضغط من الأبنان الأخريان تم كتابة ممتلكاته لهم والذي على اثره عاد كل منهم لحياته الطبيعيه دون أعطاء ابيهم جزء من اهتماماتهم وحياتهم الإ أن الأبن صادف أحد رجال بلدته في السوق التجاري مما جعله ان يذهب به لمحله للقيام بالواجب والأستفسار عن احوال أسرته  والذي قص عليه القصة كامله بالتفصيل والذي على أثرها ذهب للبيت مُسرعاً ليسرد لزوجته الإحداث والتي شجعته وحثته في ان يذهبو للأتيان بأبيه وبالفعل تم الذهاب بالسياره في اتجاه بلدته ناحية منزله والذي وجد بابه مفتوحاً مما دعاه للدخول فوجد الوالد طريح الفراش لايستطيع الكلام مما دفعه هو وزوجته للبكاء كثيراً والذي ظن الأب أنهم جاؤا للشماته إلا ان الأبن احتضن اباه  والذي حُرم منه منذ سنوات والزوجه تُقبل يد والد زوجها  مما جعل من الأبن ان يحمل الوالد علي يداه والخروج به في أتجاه سيارته في حالة ذهول من الجيران لهذا الأبن المتسامح وفرحه شديده منهم بعودة النهر لمجراه وبالفعل تم دخول الوالد احد المستشفيات التخصصيه والتي تحسنت حالته الصحيه على اثرها وتم أصطحابه بصحبة الابن والزوجع للأقامة معهم حيث الأحفاد ورعاية زوجة الابن الصالحه والأبن المتسامح وبالرجوع الى الأبن الأكبر الطبيب فقد تم أتهامه بخطئ في عمليه اجراها والذي ترتب عليه شطبه من نقابة الاطباء مما حول حياته لعذاب ومأساه بينه وبين زوجته والتي مارست ضغوط كثيره عليه لكي يكتب لها كل ارصدته البنكيه وأصوله الثابته من حيث ضمان مستقبلها والشعور بالأمان معه مما دفع الأبن الطبيب الرصوخ لرغبتها وكتابة كل ما يملك لها بأسمها والذي أخذته هاربتاً به تاركة زوجها واولادها دون شئ وهنا هذا الأبن الطبيب لم يجد سوى العوده بأبناؤه الى مسقط رأسه ولكنه فوجئ بعدم تواجد والده في المنزل وبسؤال الجيران عن والده اعلموه بمكان والده وعلى الفور قام احد الجيران بالأتصال بالأبن الأوسط وأعلامه بوصول اخيه الأكبر وسرد ماحدث له وعلى الفور اتجه صوب بلدته قاصداً منزله وبمجرد طرق الباب فتح له صبي قام بإحتضانه مما جعل من الصبي الأستغراب والصراخ  على الأب وبحضوره أندهش وفوجئ من فعل الاخ له من حيث تقبيل رأسه واحتضانه وكأنه هو الذي أخطئ في حقه وبالجلوس سوياً تم ازالة شوائب العلاقه وبداية صفحة بيضاء بإصطحاب الأخ وأبناؤه الى منزله والذي لاقى ترحيب شديداً من زوجته في حاله من الأب بالفرحه والحزن معاً لأسترادده لأبنه وحزنه على مافعله به ولكنه بمجرد تحول نظره الى أبنه الأوسط ادرك قيمة التسامح الأسري.أما الأبن الأصغر فتم شراكته في احدى شركات  التنقيب عن البترول الوهميه والذي على أثر تلقيه خبر خسارة رأس ماله بالنصب عليه فقد عقله وأصبح نزيل بمستشفى الأمراض العقليه وبمجرد أذاعة الخبر ووصوله الى الأبن الأوسط قصد منزل اخيه عارضاً على زوجته واولاده اصطحابهم معاً الى منزله والتي لاقت قبولاً لدى الزوجه حيث انهم لايوجد لديهم من يعولهم ويعينهم على الحياه وبالفعل تم الأنتقال الى منزله وأصبح الأبن الأوسط هو الراعي الرسمي لأولاد اخوته حيث صاروا اولاده حقيقتاً بحيث لايفرق بينهم  وبين أبنائه وتم إدراج اخيه الطبيب السابق بمجال التجارة للعمل وكسب العيش مع أستمرا لزيارته لأخيه بمستشفى الأمراض العقليه وهنا كلما يتذكر الأب مافعله هو وأبناؤه اتجاه هذا الأبن يجلد نفسه ولكن بمجرد رؤيته له تخمد النار ويُثلج صدره.