مصر و المونديال و الحظ و التاريخ بقلم سامح أدوار سعدالله

مصر و المونديال و الحظ و التاريخ بقلم سامح أدوار سعدالله
مصر و المونديال و الحظ و التاريخ  بقلم سامح أدوار سعدالله
مصر و المونديال و الحظ و التاريخ 
اشتركت مصر في كأس العالم ثلاث مرات فقط في عام 1934م و عام 1990م و عام 2018 و رغم ذلك لم تحقق مستوي متقدم أو الفوز بأي مباراة خاضتها ضد منافسيها و جاءت النتائج كالتالي في عام 1934م لعبت مصر ضد المجر و انتهت المباراة بهزيمة مصر أربعة المجر مقابل هدفين لمصر سجلهما فوزي عبد الرحمن و خرجت من البطولة بدون نقاط و لكن بهدفين  , ثم تأهلت مرة أخري بعد ستة وخمسون عامًا في عام 1990 م لتلعب ثلاث مباريات أخرى و تتعادل في مباراتين و خسارة مباراة . كانت المباراة الأولى في مواجهة هولندا و تعادلت مصر بنتيجة هدف لكل منهما استطاعت مصر أن تفرض احترامها على الجميع و سجل الهدف مجدي عبد الغني الوحيد من ضربة جزاء كان السبب فيها حسام حسن من عرقلة أغلى لاعب في العالم له و هو كومان و نجحت مصر في تحقيق التعادل في مونديال إيطاليا ثم المباراة التالية أمام إيرلندا و كانت النتيجة التعادل السلبي و كانت أسوء مباراة في المونديال و في تاريخ جميع بطولات المونديال سابقًا و لاحقًا ,  و لأجلها تم استحداث قانون جديد و هو ممنوع لحارس المرمى أن يمسك الكرة بيده عندما يرجعها له لاعب من فريقه , و المنافسة الأخيرة كانت بين مصر و إنجلترا و خسرت مصر المباراة بهدف قاسي أخرجها من البطولة , و خرجت مصر بمجموع نقطتين فقط و هدف وحيد من ضربة جزاء و هي حصيلة ضعيفة و لكن مشرفة .
و أخيرًا ذهبت مصر لكأس العام في روسيا مونديال 2018 و لعبت مصر ثلاث مباريات خسرتهم جميعًا برصيد صفر من النقاط و هدفين لمحمد صلاح أسطورة الكرة المصرية و العالمية , هدف وحيد في روسيا من ضربة جزاء و الأخر في المباراة الأخيرة مع السعودية , و التي انتهت بهزيمة غريبة ليس لها تفسير بهدفين مقابل هدف رغم أن منتخب مصر كان الأفضل طوال المباراة و قد أحتسب الحكم ضربتين جزاء للمنتخب السعودي و استطاع الحضري أن يتصدى لواحدة و تدخل الأخرى و الفريد في هذه البطولة أن يكون الحضري من أكبر حراس المرامي الذين شاركوا في كأس العالم . و خرجت مصر من البطولة برصيد صفر من النقاط و حصيلة هدفين و سجل فيها نصف ستة أهداف كانت المباراة الأشد قسوة مقابلتها مع روسيا فرغم سيطرة منتخب مصر في الشوط الأول إلا أن الخسارة كانت قاسية جدًا بثلاث أهداف سريعة و مباغتة .
لم تكن مصر محظوظة في أبدًا في الثلاث مرات التي بلغت فيهم المونديال و لم تكن محظوظة أيضا خلال تاريخها في التصفيات , أشهر التصفيات التي خرجت منها مصر بطريقة غريبة . تصفيات 1978 م في تصفيات التأهل للمونديال واجهت مصر تونس في عدة لقاءات، واستطاعت تونس إقصاء مصر مرتين من التصفيات وحرمانها من بلوغ كأس العالم، وكانت المرة الأولى في تصفيات مونديال 1978بعد هزيمة كبيرة بنتيجة (4-1)  في العاصمة التونسية..
رغم قوة مصر و تحقيقها نتائج جيدة إلا أنها خرجت من تونس بنتيجة ثقيلة و خرجت مصر في المباراة الأخيرة . و في 1986م لعبت مصر التصفيات بشكل جيدًا جدًا و صنعت الفارق و لكن في المباراة الأخيرة أيضا أمام المغرب و كانت قاب قوسين أو أقرب لخطف بطاقة التأهل أهدر جمال عبد الحميد ضربة الجزاء في المغرب وسط جمهور المغرب و تنتهي المباراة بهزيمة مصر و صعود المغرب . و في عام 1990م الحمد الله تأهلت مصر على حساب الجزائر عندما تعادلت مصر مع الجزائر في الجزائر بنتيجة سلبية و فازت في مصر بهدف وحيد لحسام حسن . و نوادر و الغرائب في عام 1994م تخرج مصر من التصفيات .
بدأت تصفيات كأس العالم 1994 في إفريقيا بمشاركة 40 منتخبًا للمنافسة على 3 مقاعد في هذه النسخة، تم تقسيم المنتخبات إلى 9 مجموعات، بحيث يتأهل الأول من كل مجموعة للدخول في مجموعة أخرى من 3 منتخبات، بحيث يتأهل المنتخب الأول منهم.
 
 
مباراة الطوبة الشهيرة في رمضان
جاءت أخر المباريات في المجموعة بين منتخبي مصر وزيمبابوي، والتي أقيمت في شهر رمضان على ستاد القاهرة الدولي، واحتاج فيها الفراعنة للفوز من أجل التأهل قبل أن يضرب منتخب زيمبابوي شباك منتخب مصر بالهدف الأول في الدقيقة 4, وقبل دقائق قليلة من انتهاء المباراة، وقع ما ليس في الحسبان، إذ تم رمي طوبة من قبل الجماهير على أحد لاعبي منتخب زيمبابوي، أثناء لعبه رمية تماس، لينهي الحكام المباراة بشكل طبيعي، قبل أن يوصي في تقريره بإعادتها وهو ما تم بالفعل, و تخرج مصر من التصفيات بقدر عنيد , و في تصفيات 1998م خرجت مصر من فريق بدون خبرات فنية و لا تكتيكة كل ما يمتلكه هو لاعب واحد هو جورج وآيا  الذي كان يلعب لفريق اسي ميلان الإيطالي و استطاع بمفردة أن يغرد بعيدًا و يحرز هدف وحيد كان كفيل بإقصاء مصر من التصفيات حيث لعبت ليبيريا في أكرا عاصمة غانا و كانت مصر تحتاج للفوز بهدف وحيد للوصل و لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن . و فعلها وآيا 
 
لعب المنتخب المصري المباراة الثالثة أمام ليبيريا، في العاصمة الغانية أكرا، وكان في حاجة إلى الفوز، ولكن أصحاب الأرض اعتمدوا على المخضرم جورج وآيا لاعب أي سي ميلان، والحاصل على الكرة الذهبية قبل عامين من المباراة، وتلاعب وأيا بالمنتخب المصري دفاعا وهجوما، حتى أحرز هدفا ماكرا في مرمى الحضري، لتنتهي المباراة ويبتعد الفراعنة عن المنافسة أمام تونس، التي حسمت التأهل من قلب ستاد القاهرة بعد التعادل مع المنتخب المصري بدون أهداف بلاعب واحد خرجت مصر لتكون من عجائب و غرائب الكورة العالمية و المونديالية, 
و يكمل الحظ العاثر دوره اللعين مع منتخب مصر لتخرج في 2002م 2006 م في سيناريو متشابه لتصعيد السنغال بدل من مصر في مسلسل إهدار الأهداف دون داعي من منتخبات ضعيفة جدًا لك أن تعرف أن منتخب مصر تعادل مع منتخب ناميبيا في الوقت بدل الضائع برأسية أبراهيم سعيد و تعادل مع السنغال و الجزائز و كانت الجزائر ضعيفة جدًا آنذاك فبعد أن فازت مصر عليها في القاهر بخمسة أهداف لهدفين عجزت مصر عن تحقيق الانتصار عليها في مباراة العودة و تخرج مصر بفارق النقاط .
و في تصفيات 2010م و حظ مصر العاثر للتغيير قوانين اللعبة و تتساوي مع منتخب الجزائر الشقيق و كأننا مع موعد من الخروج من المونديال لتلعب مباراة فاصلة في الخرطوم و تتذكرون ما حدث و تخرج مصر بهدف وحيد و في عام 2014م لعبت مصر تصفيات جيدة جدًا و انتصرت في الدور الأول و المباراتين الأخيرتين وقعت مصر قرعتها مع منتخب غانا العظيم حينها لتلعب مصر مباراتها الأولي في كوماسى  على ملعب بابا يارو  لتتلقي مصر هزيمة ثقيلة  جدًا لتخرج بسداسية من منتخب غانا العظيم الذي كان يستحق الصعود للمونديال ليصل إلى الدور النصف النهائي و لولا ضربة الجزاء الذي أهدراها الأعب الغاني في مرمي الأرجواي في الدقائق الأخيرة لكانت غانا أول منتخب أفريقي يصل لدور ربع النهائي , و نعود لكارثة ملعب بابا ياروا و فضيحة المنتخب المصري الذي خرج بنتيجة ثقيلة نصف دستة أهداف مقابل لهدف يتيم ل أبو تريكة و صنع الهدف محمد صلاح الذي كان سبب في ضربة الجزاء و الغريب مصر كانت تلعب بكامل نجومها . أبو تريكة وائل جمعه إكرامي حارس المرمى محمد صلاح و غيرهم الذي كانوا يشاهدون معنا استعراض الكورة الغانية و مسلسل الأهداف المتواصل على مدار ال90 دقيقة , و مباراة العودة كانت تحصيل خاصل و فازت مصر بهدفين مقابل هدف .
و في 2018 صعدت مصر .
و أخيرًا تلاقي مصر حظها العاثر من جديد رغم وجود محمد صلاح الأسطورة العالمية و فريق مدجج بالنجوم و مدرب عظيم أفضل من درب منتخب مصر على مر التاريخ كونه صامد ليصل لنهائي أمم أفريقيا و يقصى من السنغال المصنف الأول افريقيًا بالضربات الحظ الترجيحية و كذلك الأقصاء من كأس العالم على يد نفس الفريق في شهور قليلة بنفس الطريقة ضربات الحظ الترجيحية و ما تحوم حول هذا اللقاء من شبهات في ظلم المنتخب المصري لما حدث له و قد خرج من التصفيات كالعادة و ربما تعددت الأسباب و الخروج واحد .