ياسمين دسوقى عضو المجلس القومى للمرأة وعضو لجنة الشباب بالمجلس التنفيذي ببيت العائلة المصرية في حوار لصوت بلادى
" خطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ، ألقت الضوء على المحور الخاص بالتمكين الاقتصادى للمرأة و جعلته من أولوياتها
حوار : جاكلين جرجس
* مصر تمتلك حزمة تشريعات قوية لحماية المرأة من أي أشكال عنف تمارس ضدها
* حملة الـ 16 يوم هي حملة عالمية تهدف إلى مناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات حول العالم
* المرأة المصرية تؤمن بأحقيتها في المساواة مما جعلها تطالب بحقوقها بقوة و إصرار
* للذكاء الإصطناعى دور فعال فى مجال تمكين المرأة اقتصاديًا
* المرأة المصرية أيقونة تربط بين التغير المناخى وحماية الطبيعة من خلال عملية ترشيد الإستهلاك و إبتكار مشروعات صديقة للبيئة
* الخطاب الدينى له تأثير إيجابي كبير فيما يتعلق بقضايا المرأة خاصة عندما يصدر من الجهات السليمة غير المتطرفة
" أن هيمنة الرجل على المرأة قائمة على أفكار وضعها هو بنفسه و نسب بعضها إلى العلم و الطبيعة و الله و إلى المؤسسات إنما كلها من صياغة الرجل .... إننا نحبس المرأة فى المطبخ أو فى المخدع و بعد ذلك نندهش إذ نرى أن أفقها محدودًا ، و نقص جناحيها ثم نشكو أنها لا تجيد التحليق ! " قد تتفق أو تختلف فى الرأى مع كاتبة العبارات السابقة و الفيلسوفة الفرنسية سيمون دى بوفوار .... فى الواقع عباراتها تلك قد تنطبق على شريحة ليست هينة فى مصر و الوطن العربى صحيح بدأت المرأة تتعلم كيف تقول لا للقمع و لا للعنف ، أصبحت تخطو خطوات واثقة نحو الحرية و المجد تثبت وجودها و كفاءتها بشكل قوى و فعال فى كل مجالات الحياة إلى أن أصبحت قاضية و وزيرة بجانب دورها كأم تربى أجيال تصلح لقيادة شعوب .
ترى هل مجتمعاتنا تحتاج إلى مزيد من الوعى و الثقافة التى تجعلها تتفهم قيمة المرأة و دورها المحورى فى مجتمعاتنا، هل يحتاج الرجل أن يعى معنى أن تكون المرأة شريك أساسى فى الحياة و ليست ند له كل هذه الأسئلة وأكثر ستجيب عنها ضيفة لقاؤنا الشهرى د . ياسمين دسوقى عضو المجلس القومى للمرأة ، عضو لجنة الشباب بالمجلس التنفيذي ببيت العائلة المصرية، و الحاصلة على لقب “قائدة أفريقية” ،من اللجنة القومية للاتحاد الافريقي و نادي المرأة الافريقية و معهد فالكون للدراسات الاستراتيجية و المنتدى الافريقي للتنمية البشرية .
وإليكم درر الحوار :
* و نحن نتابع فاعليات 16 يوم ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي و هي حملة عالمية للقضاء على العنف ضد النساء ..... ما سبب اختيار الشارة باللون البرتقالى عن ماذا تعبر ، ما هى أهم أهداف هذه الحملة و كيفية تحقيقها على أرض الواقع ؟
حملة الـ 16 يوم هي حملة عالمية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة عام 1991، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات حول العالم. و تبدأ هذه الحملة من يوم 25 نوفمبروهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة إلى أن تنتهي في يوم 10 ديسمبروهو يوم حقوق الإنسان. ويعد سبب إختيار الشارة باللون البرتقالي بإعتبارها رمزاً لمناهضة العنف ضد المرأة وتشير إلى مستقبل أكثر إشراقاً و خال من العنف بكافة أشكاله ، و كان اختيار هذا اللون من قبل منظمة الأمم المتحدة.وتهدف هذة الحملة إلى مكافحة كافة صور العنف ضد المرأة مثل ختان الإناث ،التحرش ، الاغتصاب ، والتمييز ضد المرأة سواء في العمل أو في الحياة الإجتماعية وذلك من خلال رفع مستوى وعي المرأة بحقوقها سواء تم تنفيذ ذلك بواسطة ندوات التوعية أو حملات طرق الأبواب وما إلى ذلك.
* من خلال احصائيات المجلس القومى للمرأة و سيادتكم أحد أعضاؤه ما هى نسبة معدلات العنف ضد المرأة فى السنوات الأخيرة بمصر، و هل هناك أنواع معينة من العنف الذى يمارس ضد المرأة ... و ما السبب الرئيسى لها ؟
وفقاً لدراسة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومي للمرأة،تم رصد نسبة 75% من النساء يتعرضن للعنف و80% يتعرضن للتحرش والذى احتل المرتبة الأول من أنواع العنف، تلاه العنف المنزلي ، ثم العنف في أماكن العمل أو الدراسة.ولكن الجيد في هذا الأمرأن جمهورية مصر العربية تمتلك حزمة تشريعات قوية لحماية المرأة من أي أشكال عنف قد تمارس ضدها، والسنوات الماضية شهدت زيادة العقوبات في عدد من القوانين، كما أن إيمان المرأة المصرية بأحقيتها في المساواة جعلها تبدأ في المطالبة بحقوقها بعد أن كانت تفضل الصمت لعقود طويلة، فتم تغليظ عقوبة ختان الإناث لتصل إلى السجن سبع سنوات، وتم إستحداث عقوبة لكل من طلب ختان أنثى تصل إلى السجن لمدة ثلاث سنوات، إلى جانب النص على حبس كل من يمتنع عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي من الميراث، وهو القانون الذي يمس قضية عدم منح المرأة ميراثها بسبب بعض العادات بخاصة في الصعيد بجنوب مصر.
وقد زاد العنف المنزلى خلال فترة جائحة كورونا من مارس 2020 نتيجة التعرض لعدة عوامل مثل الضغط النفسي، والتعثر المادي للأُسر نتيجة زيادة الصعوبات الاقتصادية.
* كما سبق و أشرتم إنه فى إحدى دراسات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومي للمرأة؛ رصدت أن 75% من النساء يتعرضن للعنف و80% يتعرضن للتحرش في مصر فما هى أليات المواجهة للحد من العنف و التحرش الموجه للمرأة ؟
في الحقيقة بعد رصد مثل هذه النسب المئوية المرتفعة داخل المجتمع المصري ، كان لابد من إجراء بعض التعديلات على العقوبات الموجهة لأنواع العنف المختلفة، فتم تعديل قانون العقوبات لمواجهة التحرش الجنسي رقم 141 لسنة 2021 بأن يعاقب المتحرش بمدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز 4 سنوات، لكل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التواصل السلكية واللاسلكية والإلكترونية.
* اختارت الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة وحملة "أوقفوا العنف" الانضمام إلى حملة لزيادة التوعية و تم اختيار موضوع هذا العام بعنوان "هي تتصفح الحرية"... فهل ترين أن عالم التكنولوجيا و الانترنت أصبح يهدد أمن و أمان المرأة و كيف يمكن لحواء التغلب على هذا التهديد الرقمى ؟
مما لاشك فيه أن التكنولوجيا أصبحت جزء لا يتجزأ عن حياة الجميع، وبالتالي يقوم الكثير بنشر معظم المعلومات الشخصية، و الصور الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي ، و التي من شأنها الإضرار بناشريها ، وتتعرض المرأة بصفة عامة والفتيات الصغيرات في سن المراهقة بصفة خاصة لذلك النوع من الابتزاز الإلكتروني ليس في مصر فقط و لكن في جميع انحاء العالم ،ولكي تستطيع حواء التغلب على هذا التهديد الرقمي الجديد ،يجب عليها أولاً عدم الإنسياق وراءعلاقات صداقة أو تعارف مع الغرباء ، وأن تتقدم بالإبلاغ فوراً على الأرقام المخصصة للجهات المعنية عن أي نوع من أنواع المضايقات حتى ينال المبتز العقوبة المنصوص عليها في قانون العقوبات ، و أن تكون مطمئنة أن البلاغ المقدم يتم التعامل معه في سرية تامة.
* معلوم أن العنف ضد النساء يؤدى إلى ضعف مساهماتهن فى تكوين أسر سليمة مما يؤثر على المجتمع فى المستقبل .. فى رأيكم ما هى قنوات تمكين المرأة اقتصاديًا و التى تساعدها بالارتقاء بنفسها و مجتمعها؟
إن أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ، ألقت الضوء على المحور الخاص بالتمكين الاقتصادى للمرأة، والذي يتم تنشيطه بصفة مستمرة من خلال حملات التوعية والتي مازالت تشكل أداه رئيسية لتعزيز تكافؤ الفرص لرفع قدرة المرأة على أداء دورها الفاعل في المجتمع عن طريق تشجيعها على إنشاء المشروعات الصغيرة والمشروعات متناهية الصغرمن خلال برامج الدعم النقدي والتي تقوم بالإشراف عليها وزارة التضامن الاجتماعى والتى تمنح مساعدات نقدية شهرية للنساء والأسر الفقيرة.
بالإضافة إلى برنامج تكافل وكرامة والذى يهدف إلى حماية الفقراء من خلال تقديم دعم نقدى بشكل دورى، و مشروع “مستورة” وهو “قرض دوار” موجه للمرأة بشكل خاص لإنشاء مشروعات متناهية الصغر،وبرنامج إعداد كوادر لنشر الوعى بمفهوم الشمول المالى، وتوعية السيدات بالخدمات البنكية بجميع المحافظات.
*من المحزن جدا أن نسمع بشكل مستمر عن جرائم متعددة تتعرض لها النساء في مجتمعاتنا العربية ... فى رأيكم لماذا يقف المجتمع مكتوف الأيدى صامت لا يثور دفاعًا عن المرأة و حقوقها هل ترون أن المجتمع يحتاج إلى مزيد من التوعية بحقوق المرأة و كيف نتمكن من تغيير ثقافتة نحو المرأة ؟
في الحقيقة أنا انظر دائماً الى الجانب المشرق في مجتمعنا،فالمرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي منذ عام 2014 فقد حققت الدولة المصرية تقدمًا ملحوظًا فى مجال تمكين المرأة المصرية، ولا تزال الجهود تتواصل فى إكساب المرأة حقوقها وتعزيز دورها الذى يساهم فى تقدم وازدهار العملية التنموية للدولة.
فعلى الصعيد السياسى مثلاً، أصبحت المرأة المصرية مكونًا رئيسيًا فى الوزارات المصرية والبرلمان، حيث زاد عدد السيدات المصريات اللاتى وصلن إلى منصب قيادى فى الحكومة المصرية حتى بلغ عدد الوزيرات فى عام 2019 إلى 8 وزيرات بما يمثل 25% من إجمالى الحكومة، وتقلدت النساء المصريات منصب المحافظ وهو أمر غير مسبوق، وبعد أن كان من الصعب وصول المرأة إلى منصب قاضية، تمكنت النساء من إثبات قدراتهن حتى أصبح هناك عدد كبير من القاضيات نائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة لأول مرة فى مصر، مما يشير الى ارتفاع مستوى الوعي بحقوق المرأة بوجه عام ، ومازالت حملات التوعية مستمرة لرفع مستوى الوعي الثقافي بحقوق المرأة على جميع الأصعدة حتى تستطيع المرأة تحقيق المزيد من النجاحات.
* فى رأيكم الخطاب الدينى تأثيره إيجابى أو سلبى فى قضايا المرأة ؟
كرم الله المرأة ورفع قدرها ومنزلتها، في جميع الأديان السماوية وأعطاها حقوقها على أكمل وأحكم وجه، و جعل القوامة بيد الرجل ليحيطها بقوته، ويكرمها ، وينفق عليها، وقد إحترم الإسلام شخصية المرأة، فهي مساوية للرجل في أهلية الوجوب والأداء، وقد حمى الإسلام المرأة من العنف الجسدي بأن حرم قتلها في الحروب، وقد غضب النبي عليه الصلاة والسلام حين ضربت امرأة في عهده، أما حمايتها من العنف النفسي ،فقد جعل من مظاهر تكريمها عدم خدش مشاعرها وأحاسيسها، وحفظ كرامتها، وترك رميها بالعيوب، أو الاشمئزاز منها.
لذا بالتأكيد الخطاب الدينى له تأثير إيجابي كبير عندما يصدر من الجهات السليمة غير المتطرفة و خصوصاً فيما يتعلق بقضايا المرأة لأن قوة الوازع الديني لدى الجميع يغلب دائماً على التصرفات و الإدراك السليم للأمور.
* فى رأيكم هل ظلمت السينما و الدراما المرأة أم انصفتها ؟
أعتقد أن السينما و الدراما لعبت الدورين فقد نصفت المرأة في بعض الأعمال الفنية الهادفة وأشارت إلى مكانتها بل وكانت بعض الأعمال الفنية سبباً في تعديل بعض القوانين بما يتماشى مع صالح المرأة ،و في أعمال أخرى تم الإساءة إليها فأدت إلى تشويه مكانتها و صورتها و غالباً من تكون الأعمال من الأفلام التجارية الهادفة للربح فقط، والتى غالباً ما تواجه رفض مجتمعي و تواجه بالنقد اللاذع.
* كيف يسهم الإعلام فى الحد من العنف ضد المرأة هل هناك مقترحات فعالة؟
يعتبر الإعلام سلاحا ذو حدين،فوسائل الإعلام التي تدرك مسؤولياتها تجاه مجتمعاتها تستطيع أن تكون أداة إصلاح، أما تلك التي تتحرك بدوافع تجارية أو نفعية فإنها تتحول إلى سلاح هدم وتخريب لأركان المجتمع ومن أهمها المرأة التي تعد أساس المجتمع.
ويمكن أن يكون للأعلام دور ايجابي هام، من خلال المساهمة في التصدي للعنف بشتى أنواعه، عن طريق رصد ظواهر العنف ومخاطرها وآثارها علي الأسرة والمجتمع ، وإذاعة البرامج التى تهدف للمحافظة على الكيان الأسري و تنمية المجتمع ، وإلقاء الضوء على أهمية المرأة ودورها البناء في المجتمع ، بالإضافة إلى تجنب إذاعة أو نشر الأخبار التي تحتوي مناظر عنف وقتل أو مفاهيم مغلوطة ذات علاقة بالعنف وتشجع عليه.
* بخبرتكم فى مجال حقوق المرأة كيف للذكاء الاصطناعى أن يساهم فى تمكين المرأة اقتصاديًا ؟
يمكن للذكاء الاصطناعي إضافة قيمة في هذا السياق عن طريق تقدم خدمات التوظيف العامة (PES) وهي أنظمة وساطة عمالية لتحسين جودة المطابقة بين الباحثين عن عمل والوظائف الشاغرة ، وأيضاً عن طريق تحسين عملية المطابقة لهذه الأنظمة أو تجزئة المتقدمين لتسهيل المساعدة المقدمة.
كما يمكن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في أنظمة البحث عن الوظائف لتقليل الفجوة بين الجنسين ، بالإضافة إلى تعزيز المزيد من الإدماج لمجموعات ، مثل السيدات ، اللاتي يتعرضن للتمييز في سوق العمل.
كما يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية الوصول إلى خدمات الوساطة الرسمية والحديثة والذي يعد أمرًا ضروريًا للعمال للحصول على فرص جيدة ، وخاصة بالنسبة للسيدات ، اللاتي يواجهن بالفعل حواجز أكثر أهمية.
* بالحديث عن المرأة كيف تستطيع المساهمة فى توطين التنمية المستدامة و مواجهة تحديات المناخ ... ما النصائح التى تقدمونها للمرأة بهذا الخصوص ؟
إن التغيرات المناخية تعد قضية وجودية تؤثر فى النهاية على صحة الإنسان، وتحدث العواصف الكارثية، والتدهور فى التنوع البيولوجى، تسببت فيها الدول الصناعية العظمى بواقع تلوث أحدثته بنسبة 95%، وكل ذلك يؤدى إلى هجرة جديدة فى العالم بسبب المناخ، فعلينا جميعاً مجابهته والتكاتف معا من أجل خلق مجتمع عادل مستدام ، و تلعب المرأة دورا فعالا خلال مرحلة الحوكمة البيئية ، وتعد المرأة المصرية بمثابة أيقونة تربط بين التغير المناخى وحماية الطبيعة من خلال عملية ترشيد الإستهلاك و إبتكار مشروعات صديقة للبيئة .
و لتوطين التنمية المستدامة لمواجهة التحديات المناخية ننصح المرأة لإنتاج منتجات من الموارد الطبيعية، لتصبح جزءاً من حماية الطبيعة سواء كان ذلك من خلال عملية التكيف أو من خلال خفض حدة تأثيرات التغير المناخي، كما أن نشر التوعية البيئية،يساعد السيدات القائمات على مشروعات بتحويل مشروعاتهن إلى المشروعات الصديقة للبيئة المشار إليها، من خلال رفع وعيهن نحو الاستخدام الأمثل لمنتجات صحية آمنة صديقة للبيئة، أو انتاج منتجات يمكن صناعتها منزلياً للحفاظ على البيئة ، و استخدام البدائل كإعادة تدوير المخلفات الصلبة و الزراعية ، و التخلص الآمن من مخلفات الرعاية الصحية، وزراعة المسطحات الخضراء .
* فى رأيكم هل الإبداع النسوى يواجه معوقات مجتمعية ذكورية ؟
عندما أتحدث عن الإبداع بشكل عام فأنا أتحدث عن تميز لا حدود له ، عن طاقة ومجهود كبير لعدة سنوات، كان له عظيم الأثر في صقل الموهبة و الشخصية و الفكر ، وعندما نتحدث عن الإبداع النسوي فأنا أتحدث عن المرأة القوية ، المثابرة ،الصبورة ، التي كان لديها حلم و رؤية وهدف، و تمتلك قدرات خاصة ومختلفة، ومن هنا نجد أن للأسرة المكونة من أم داعمة وأب واعي دور أساسي في عملية تطوير ودعم تلك الطفلة الموهوبة منذ الصغر على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية ، من أجل الوصول بها إلى نقطة النجاح والتفوق ، من خلال منحها المشاركة الإيجابية في تحديد طموحاتها التي تناسب هوايتها وقدراتها ، ومنحها الاستقلال الكامل في اتخاذ القرارات التي تخص ميولها ، وتهيئة الجو المناسب والملائم لتطوير موهبتها، وتوفير البيئة النفسية السليمة التي تساعد على تطويرها بشكل سوي يخلق الإبداع بداخلها، لذلك أرى أن إنعدام وجود المعوق الذكوري داخل الأسرة أولاً ، سيكون سبباً رئيسياً لتواجد الكثير من المبدعات داخل المجتمع.
* هل يكره الرجل المرأة و إذا كان لا فلماذا كل هذا العداء و العنف ألم يخلقها الله عونًا و سند له فى الحياة ؟!!
أرى أن العلاقة بين الرجل و المرأة ، بين الأب و أبنته ، بين الزوجة و زوجها ، وبين الأم و إبنها متوقفة دائماً على تقوى الله و التربية السليمة ، و زرع هذا في نفوس الأولاد منذ الصغر ، فالقضية قضية حقوق و واجبات ، و على المرأة و الرجل أن يدركا أن لكل منهما طبيعة معينة تتناسب مع الدور الذي يقومان به في المجتمع ، و أن سوء المعاملة و أي إضطراب بين الطرفين سيحدث خللاً في الأسرة ومن ثم يؤثر على المجتمع بشكل ما ، لينتج عنه ما نراه من عداء وعنف و سلوكيات خاطئة.