لم أكن حذرة بما يكفي لتجنُّب طعنة لامبالاتك
لم أكن متجاهلة كعادتي لأعبر رحيلي دون أن ألمح في عينيك قسوة الغيم الأسود
كان قلبي يعتصر صبره كعصير التوت
تحت أقدام عابثة ليشربه دود الوقت الضائع ..
لم أكن يوماً مسلمّة للتوكُّل كما أنا اليوم
لا تلمس خدي الملتهب بيد باردة
فقد تحدث له صدمة تفاوتٍ في حرارة العاطفة
لا تأخذ رمشي الساقط على خدي وتسألني عن أمنية
بينما آثار خريف عمري وانكسارات حروبي عالقة على أصابعك
لم تحتوِ خصر لهفتي بين ذراعيك في رقصة شافية
لم تبقَ وحيدا في فضاء غريب
كراحةٍ لا تجد سريراً بعد سفر طويل
أبتلعَ بحرُ تجهمِك ظلَّ ابتسامتي
وأبحرت فيه كعين سمكة لا تعرف النوم...
هل ستتركني أبكي ملء ذاكرتي ؟
أم ستنتشل حزني الكثير من أخاديد الدمع العتيقة؟
رسمتك خطوط حزن
تترقرق قصيدة عشق
ختامها اسمك.. وزمانك
وما بقي من تنهدات سحيقة...
ذات يوم....
فوق ملامح ذاكرتي
كتبتك طلاسم سحر
تكدست فوقها الأيام
مُعـتمة ثقيـلة
تتجرع كؤوس الأحلام
بوفاء نجم عجوز لانتظار الفجر....
ذات يوم...
ليتنا استطعنا أن نصالح أمـسنا
ونخفي ركام سنيـننا المُضـاعةْ
نسدل ستائر شمسنا
على ظلمة الوقت
قبل اكتمال دورة الـحُزن
وعودة الظلام الى أرضنا المباعة...