وَالْتَفَّتِ السَّاقُ حِينَ الليلِ .. وَانْطَلَقَا
غَيمًا إِذَا سَالَ... فِي مِائِهِ غَرِقَا
طُوبَى لِمَنْ أَجَّجَ التفاحَ في امْرَأَةٍ
وَنَالَ مِنْ جَمْرَةِ الأَثْمَارِ مَا رُزِقَا
إِنْ سَالَ صَمْتٌ مِن القمصَانِ رَقَّ لَهُ
كَمْ قَطَّعَتْ آهَاتُ رِقِّهِ عُنُقَا
الْهَمْسُ يَقطفُ مِنْ سِنَةٍ لِسَاهِرَةٍ
يَرْجُو عُسَيلَتَهَا شَيطَانُ مَا اسْتَرَقَا
أَوحَى لَهَا الوردُ أَنَّ خُدُودَهَا قَتَلَتْ
وَأَنَّهَا كَوكَبٌ فِي كَفِّهِ بَرَقَا
وَأَنَّهَا أَشْعَلَتْ لَيلًا مَلَابِسَهَا
كَي تَخْلَعَ النُّورَ .. كَي تَلْبَسَ الْأَلَقَا
أَوغَلْتُ في الضَّوءِ لَمْ أَعْبَأْ بِصَهْوَتِهَا
مِنْ سِدْرَةِ المُشْتَهَى هَلْ أَبْدَأُ الطُّرُقَا؟
مِنْ مَبْدَأِ الليلِ حتَّى مَطْلَعِ النَّهْدِ رُؤَى
وَظِلُهَا فِي الظَّلَامِ زَادَنِي رَهَقَا
حَدَّقْتُ فِي الشَّذَى عَاثَ الْوَرْدُ فِي رِئَتِي
مَنْ حَنَّطَ الْعِطْرَ هَلْ يَبْتَغِي عَبَقَا؟
مِنْ مَهْبِطٍ قَدْ عَلَا فِي الْمَلَكُوتِ فَانْتَثَرَثْ
مَا بَينَ كَفَّيهِ كُلُّ الْجِهَاتِ حِينَ رَقَى
وَحِينَ - مِنْ فَرْطِ يَاسَمِينِهَا - زَرَعَتْ
ظِلًّا لِمَاءٍ سَرَى فِي طَمْيِهَا غَدِقَا
يَرْنُو إِلَى ضَوئِهِ لَمَّا غَزَالَتُهُ
قَدْ أَطْفَأَتْ دَمَهَا فَعَادَ مُحْتَرِقَا
عُشْبَانِ فِي مَرَجِ النَّارِينِ مَا الْتَقَيَا
نَجْمَانِ فِي مَجْمَعِ الْأَنْفَاسِ مَا احْتَرَقَا
وَرَسُولَةٌ ظَمِئَتْ وَالْمَاءُ فِي صَنَمٍ
وَشَهْقُ نِيرَانِهَا قَدْ أْشْعَلَ الْعَرَقَا
وَمِخْلَبُ النَّومِ فِي ضِلْعَينِ تَزْرَعُهُ
حَتَّى إِذَا رَقَّ تَحْصُدُ الْأَرَقَا
وَفِقْهُ نَهْدٍ إِذَا مَا خَطَّ فِي لَهَبٍ
صَارَتْ جُلُودُ الْعَارِفِينَ لَهُ وَرَقَا
يَا لَسْعَةَ الْعِطْرِ فِي نَفَسَينِ مَا اشْتَعَلَا
إِلَّا لِيَحْصُدَا النَّدَى ظَمْآنَ مُحْتَرِقَا
يَا بِئْسَ مَا رَتَّلَ التَّقْبِيلُ مِنْ صُحُفِي
وَحَبَّذَا الْمَاءُ لِلْأحْجَارِ مُعْتَنَقَا
قَلْبِي يَقَصُّ عَلَى الْأَفْلَاكِ رُؤْيَتَهُ
يَا لَيتَهُ كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا صَدَقَا