د. مريم المهدي تكتب : رسائل مصر للعالم من قمة المناخ وعبقرية المصريين في 11/11/2022

د. مريم المهدي تكتب : رسائل مصر للعالم من قمة المناخ وعبقرية المصريين في 11/11/2022
د. مريم المهدي تكتب : رسائل مصر للعالم من قمة المناخ وعبقرية المصريين في 11/11/2022
 
 
 
 
  حمل انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف الخاص بالمناخ (COP 27) في شرم الشيخ مجموعة من الرسائل، بالغة الأهمية بالنسبة لمصر. فمن خلال الظرف الحرج الذي يمر به العالم مع الحرب الروسية-الأوكرانية، وفي ظل أزمة استقطاب دولية حادة، بحرب يجري فيها التلويح بالسلاح النووي ، وفي ظل ما يتعرض له اقتصاد العالم من هزة عنيفة شاملة تسببت في أزمة في الغذاء وسلاسل الإمداد، وفي ظل التهديد المناخي الذي يتعرض له كوكب الارض، ، جاء مؤتمر شرم الشيخ للمناخ (COP 27) لتبعث مصر من خلاله بمجموعة من الرسائل، يمكن تقسيمها إلى مجموعتين ، على النحو التالي:
 
 
 
  * رسائل مصريه بشان ما يهدد سكان كوكب الارض  :
 
    هذه المجموعة من الرسائل عكست استيعاب وجزع مصر الشديد مما يهدد  كوكب الأرض ومستقبل الوجود البشري فيه ، وباعتبارها دولة ، تراقب التنبؤات العلمية والأبحاث والتقارير الدولية بشأن التغير المناخي، وتشهد تأثير التغيرات المناخية على حالة الاضطراب المناخي عالمياً، والذي بدأ يأخذ طريقه إلى كثير من الدول، وباعتبار مصر أيضاً إحدى الدول المعرضة للتأثر الشديد بالتغيرات المناخية. وفي ضوء ذلك تمثلت أبرز الرسائل التي أرادت مصر إيصالها في قمة شرم الشيخ فيما يلي:
 
  * الرسالة الأولى: الجهود والوقت للكوكب.. وليس للصراعات والحروب.
 
         كان التركيز الأساسي للخطاب المصري في مؤتمر COP 27 بشرم الشيخ هو إعادة الالتفاف العالمي حول مواجهة الخطر الأساسي الماثل الذي يتعرض له كوكب الأرض، وهو الخطر الذي يدعو لتوحيد وتنسيق الجهد الدولي لأجل مواجهته، وليس لاستنزاف طاقات العالم، وإلحاق الخسائر بكل المجتمعات بصراعات سياسية لمصالح قطبية، لن يستفيد منها سكان الكوكب.
وبعد سنوات سادت فيها أفكار التعاون والتقدم، وأخذ السباق الدولي يتركز حول الاقتصاد والتكنولوجيا والتنمية والرخاء، جاءت الحرب الروسية-الأوكرانية لتعيد العالم مجدداً إلى الصراعات المسلحة التقليدية وإلى أجواء الاستقطاب العسكري والسياسي، ،  الذي بات يهدد الوحدة العالمية بالدخول في حقبة استقطاب مدمرة.
وهنا جاءت رسالة مصر في مؤتمر المناخ، لتؤكد من خلال  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي افتتح القمة، مشدداً على أهمية التحرك لمعالجة أزمة المناخ المصيرية التي تعتبر أكبر التحديات التي تواجه العالم على الإطلاق، معرباً عن أمله ببذل الجهود من أجل تنفيذ خطوات حسية في هذا المجال. وأكد أن المعاناة الإنسانية بسبب تغير المناخ تتكرر وتؤكد الحاجة الملحة لإنهائها. كما  أن الشعوب حول العالم تنتظر من المؤتمر التنفيذ السريع والفعال والعادل لخفض الانبعاثات والاحتباس الحراري، للحد من الكوارث المناخية التي تضرب مختلف المناطق مسببة ضحايا وخسائر ضخمة. واعتبر أن نتائج هذا المؤتمر ستسهم في تحول حياة ملايين البشر نحو الأفضل. كما تطرق إلى الأزمة الروسية الاوكرانيه داعيا الي ضرورة توقف هذه الحرب كما اعرب عن استعداده الي التوسط في هذا المجال فيما علا التصفيق بالقاعه المترامية الأطراف .
 
 
  
  الرسالة الثانية: الوقت للتنفيذ.. وليس لاستمرار الوعود.
 
   وضعت مصر يدها على موضع الخلل في الموقف الدولي، حين أطلقت على القمة عنوان "قمة التنفيذ"، على نحو ما أسماه الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته، التي دعا فيها الدول المتقدمة للوفاء بالتعهدات التي أخذتها على نفسها في تمويل المناخ، ودعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية في الدول النامية والأقل نمواً.
وهكذا، وضعت مصر المجتمع الدولي أمام مسئولياته بشأن الكوكب، وأكدت أنه لم يعد هناك وقت للتهرب من التنفيذ أو التحجج بالعراقيل.
 
 
 
  الرسالة الثالثة: مصر نموذجاً للاقتصاد الأخضر ومركزاً عالمياً للطاقة النظيفة.
 
وذلك ما أكده الرئيس  السيسي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، حين تحدث عن تبني مصر استراتيجية وطنية لمواجهة تغير المناخ بالاعتماد على الطاقة المتجددة والنقل النظيف، وعن مبادرات الاستثمارات الخضراء عبر البرنامج الوطني للاستثمار في مشروعات المياه والطاقة والغذاء (برنامج نُوَفِّي- والذي هو -وفقاً للتصريحات الرسمية- منصة للمشروعات الخضراء تتبناها الحكومة المصرية، ويعد برنامجاً وطنياً مُتكاملاً، ونهجاً إقليمياً ودولياً لحشد التمويلات الخضراء الميسرة، وآليات التمويل المبتكرة، ومنح الدعم الفني، وكذلك استثمارات القطاع الخاص، تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، لتنفيذ المساهمات المحددة وطنياً، وبما يتسق مع رؤية التنمية الوطنية 2030، والأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
  
 
 
 
   *رسائل الي العالم حول مصر .
  وفي ضوء ذلك، تمثلت أبرز الرسائل التي أرادت مصر إيصالها للعالم حول ذاتها في قمة شرم الشيخ، فيما يلي:
 
   الرسالة الأولى: مصر مركز الاستقرار الإقليمي :   
 
   كانت إحدى أهم رسائل مصر هي تأكيد حالة الاستقرار الداخلي الوطني، عبر استضافة أكثر من 110 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات، ونحو 40 ألف مشارك، في  تجمع  عالمي قل نظيره، خاصة بعد فترة الإغلاق العالمي بسبب كورونا  وبعد سنوات مرت على الدولة، خاضت خلالها حرباً شديدة ضد قوى الإرهاب . ومن خلال ذلك،  اكدت مصر أن الرهان الأساسي هو على استقرار الدولة المصرية، التي يعتبر استقرارها بالغ الأهمية للاستقرار الإقليمي والأمن العالمي.
 
 
    *الرسالة الثانية: مصر بوابة أفريقيا في مبادرات التحول الأخضر.
 
      عكس الخطاب المصري خلال قمة شرم الشيخ، التركيز الكبير على القارة الأفريقية، وحديث مصر باسم أفريقيا، باعتبار أن مصر تقود العمل الأفريقي في استخدام الهيدروجين الأخضر.       ولقد استعرضت القيادة المصرية الآثار السلبية للتغير المناخي على بلدان القارة السمراء، وذلك تكريساً لاستراتيجية قيادة القارة الأفريقية في المحافل الدولية في هذا الخصوص.
    ووفق اهتمامات مصر بتمثيل القارة الأفريقية، تشهد هذه النسخة (COP 27) من مؤتمرات المناخ للمرة الأولى، تخصيص "يوم أفريقيا"، الذي يوافق يوم 14 نوفمبر، الذي  معنياً        بأفكار الشباب الأفريقي وكل الكيانات التي تمثل القارة السمراء، لتكون فرصة لسماع صوتهم، وإرسال رسالة واضحة لكل أنحاء العالم مفادها أن القارة الأفريقية رغم أنها أقل القارات تأثيراً     على ملف التغيرات المناخية بنسبة لا تتجاوز 4%، إلا أنها واحدة من أكثر المناطق تعرضاً وتضرراً من التبعات السلبية للتغيرات المناخية.
 
 
     الرسالة الثالثة: مصر مركز لوجستي للتواصل العالمي .
       
      عبر المؤتمر برزت مصر، ليس فقط كمركز لوجستي اقتصادي أساسي في خدمات المواصلات وسلاسل الإمداد، وإنما كمركز لوجستي فني في التحضير للقمم والمؤتمرات الدولية وتنظيمها وقيادة جهد دبلوماسي دولي، لأجل القضايا النوعية الجديدة في السياسة الدولية، وإدارة جهد دولي للتواصل العالمي على أيدي شباب مصر. وفي ظل منافسات إقليمية شديدة في تقديم هذه الأنماط من الخدمات التي تعزز السياحة عامة وسياحة المؤتمرات بشكل خاص، تؤكد مصر قدرتها على تقديم خدمات مطورة، تتشابك فيها المؤتمرات السياسية بالسياحة الثقافية والأثرية، بسياحة المعالم الجديدة للنهضة المصرية، في ظل مجتمع يتحول. لذلك،  فإن الإعلان الميداني على الأرض، والتفاعلات المباشرة التي جرت وتجري بالمؤتمر تفوق في قيمتها مليارات الدولارات، وأنه لم يكن لقدرة عشرات الإعلانات أن تحقق ما حققه مؤتمر COP 27  بشرم الشيخ. ويرسخ كل ذلك موضع مصر الجيوسياسي والجيواقتصادي الإقليمي.
  
 
 الرسالة الرابعه : 11 نوفمبر تحول الى مظاهرة فى حب مصر ووعي المصريين بوقفهم متحدين خلف القيادة . 
 ان غباء أعضاء الجماعة الإرهابية والداعمين لهم فى الداخل والخارج، هيأ لهم أن محاولاتهم، على مدى أكثر من ثمانى سنوات بتحريض الشعب على الثورة ضد الرئيس السيسى، ربما تنجح بالعزف على وتر ارتفاع الأسعار والتضخم الذى ضرب العالم كله، وعلى كل الأغبياء ممن يفعلون الشىء نفسه بالأسلوب نفسه، وبالخطوات نفسها وينتظرون نتائج مختلفة، أن يتأكدوا أن المصريين لن يفعلوها مرة أخرى ولن يثوروا استجابه لهؤلاء الخونة  ، المصريين يعانون.. نعم، ويغضبون أحياناً لكنهم ليسوا أغبياء  مثلهم، وهم يثقون فى وطنية «السيسى»، ولا يشكّون فى إخلاصه وحسن نواياه تجاههم وتجاه النهوض بمصر ، وفى كل الأحوال هم على استعداد تام لتحمُّل أعباء المرحلة    الانتقالية بكل صعوباتها، ولن يعودوا  ليوم واحداً من أيام الفوضى التى عمت البلاد عقب أحداث 25 يناير، لان حاجتهم للأمن والأمان أكثر بكثير من احتياجاتهم المادية
  
 
 
 الرسالة الخامسة : فشل الجماعة الإرهابية  في دعواتهم للتظاهر في 11 نوفمبر، وفشلت مخططاتهم ﻻفساد الحدث العالمي الذي تستضيفه مصر( مؤتمر المناخ )  
 
 ان رهاناتهم الخاسرة أدت الى كشفهم وفضحهم أمام العالم أجمع  , أن فقرهم  السياسي  والحقد واالعداء والكراهية للشعب والدولة انكشف , والشعب المصرى كله رد نحرهم فى كيدهم.  أن يوم  11 نوفمبر تحول الى مظاهرة فى حب مصر, وامتلأت مواقع التواصل اﻻجتماعي بالأغاني الوطنية ونشر انجازات الدولة المصرية والمشروعات العملاقة التى بدأها الرئيس السيسي، وهذا أبلغ رد على الدعوات الفاسدة التى أطلقها الإخوان أنها قد باءت بالفشل ,. إن الشعب المصري قد لقنهم  درسا صادما كالعادة وفشلت مخططاتهم.
  أن الوعى لدى جموع المصريين وحرصهم على دعم بلدهم  بجميع مؤسساتها اصبح صمام أمان لتحقيق الاستقرار والأمن داخل مصر،  وافشال جميع محاولات قوى الشر  والارهاب لاحداث الفوضى داخل مصر.
 
 
  
الرسالة السادسة : استناد مفوضية حقوق الإنسان على ادعاءات وأكاذيب أعداء الوطن في الخارج :
الملف الثاني يتعلق ببيانات دكاكين حقوق الإنسان  ومنها بيان" فولكر تورك" المفوض السامى لحقوق الإنسان، الغير حيادية والتي تكيل بمكيالين وأصبحت تفتقد مصداقيتها لدى كل المصريين ففي الوقت الذى تنساق فيه وراء أكاذيب وادعاءات أعداء الوطن وتهتم بقضية فردية غير مدرجه في جدول اعمال قمة المناخ  والذى طالب فيه بالإفراج عن سجين  
. جنائي (علاء غبد الفتاح ) بعد حكم قضائي  من أعلى سلطة قضائية وهي محكمة النقض , بعدما استنفذ جميع درجات التقاضي 
  
  تحية قلبية لشعب مصر العظيم الذى كشف للعالم كله أن هناك محاولات مشبوهة من أعداء الوطن للتشويش على نجاح قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ التى شارك فيها 120 من قادة وزعماء العالم ووفود حكومية، وممثلى منظمات المجتمع المدنى من 197 دولة لإنقاذ كوكب الأرض من مخاطر التغيرات المناخية، مؤكداً أن مثل هذه المؤامرات المشبوهة ضد مصر تزيد من قوة وصلابة المصريين وحرصهم على الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة للرئيس السيسى وجميع مؤسسات الدولة للحفاظ على أمن مصر واستقرارها .