د. ممدوح حمادة لصحيفة صوت بلادي " أنا لا أسمي نفسي روائيا بعد ولا أدري من الصق بي هذه التهمة "

د. ممدوح حمادة لصحيفة صوت بلادي " أنا لا أسمي نفسي روائيا بعد ولا أدري من الصق بي هذه التهمة "
د. ممدوح حمادة لصحيفة صوت بلادي " أنا لا أسمي نفسي روائيا بعد ولا أدري من الصق بي هذه التهمة "
 
 
حاوره : د . إبراهيم محمود هارون
 
 
ممدوح حمادة سينارست وصحافي ورسام كاريكاتير سوري مواليد عام 1959 من هضبة الجولان السورية ، نزح في طفولته حيث عاشت أسرته في السويداء في جنوب سوريا إلى حين سفره إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة في كلية الصحافة في جامعة بيلاروسيا الحكومية في العاصمة مينسك حيث تخرج منها في عام 1994 بدرجة دكتوراه. وبعد ذلك درس الإخراج السينمائي في أكاديمية الفنون الحكومية البيلاروسية وتخرج منها عام 2009،
من أبرز أعماله التلفزيونية هي مسلسل عيلة ست نجوم و مسلسل بطل من هذا الزمان و مسلسل بقعة ضوء و مسلسل شو هالحكي ومسلسل ضيعة ضايعة
و كذلك صدرت له مجموعة كتب أبرزوها فن الكاريكاتير من جدران الكهوف إلى أعمدة الصحافة و الكاريكاتير في الصحافة الدورية وصانع الفراء - مسرحية للاطفال و المحطة الأخيرة- قصة و جلنار - قصة
 
 
صحيفة صوت بلادي : برأيك من هو السيناريست، هل د. ممدوح حمادة : هو مجرد كاتب او محترف له تكنيك واسلوب خاص؟
لا شك أن كتابة السيناريو تختلف عن الكتابة في باقي الأنواع الأدبية فالكاتب يكتب من أجل أن يقرأ الآخرون ولكن كاتب السيناريو يكتب دليلا لعمل المخرج والممثل لكي يتحول إلى عمل بصري يعرض على الشاشة لن يقرأه أحد سوى أولئك الذين يساهمون بإنتاج العمل الدرامي وربما بعض المهتمين، من هنا فإن كتابة السيناريو حرفة، وكاتب السيناريو هو حرفي ولكنها حرفة ابداعية.
 
 
صحيفة صوت بلادي : كيف أصبحت سيناريست؟
د. ممدوح حمادة : أنا بالأصل كاتب قصة وخريج كلية الصحافة التي اطلعت أثناء الدراسة فيها على بعض تقنيات السيناريو وكان العمل عند تخرجي متاحا في هذه المهنة فعمقت معرفتي بالموضوع أكثر وبدأت العمل في كتابة السيناريو كونها تشكل عملا للشخص يحصل فيه على دخل.
 
 
صحيفة صوت بلادي : ما هو وجه الاختلاف بين كتابة السيناريو في المسرحيات والمسلسلات والأفلام؟
د. ممدوح حمادة : هذا موضوع لا يمكن الإحاطة به في هذه العجالة ولكن يمكن القول باختصار إن الاختلاف ينبع من خصوصية كل نوع من هذه الأنواع والتي تحدد الفروق بينها وإن كانت من الناحية التقنية قريبة من بعضها البعض جدا، طبعا هناك اختلافات أو فروقات تقنية تنبع من طبيعة كل نوع من هذه الأنواع وهناك فروقات في المحتوى وهذا موضوع يحتاج لبحث خاص.
 
 
صحيفة صوت بلادي : بخصوص المعنى.. هناك إشكالية يعيشها ويتحسسها كاتب السيناريو بالغالب وهي أن مادته المكتوبة لا تترجم على الشاشة بنفس التفاصيل الدقيقة، والأحاسيس التي خبرها السيناريست وتفاعل معها أثناء الكتابة، هل وجدت هذه الاشكالية في أعمالك؟
د. ممدوح حمادة : الكاتب يبني اعالمه على الورق والمخرج ينفذ هذا العالم على أرض الواقع أذا فالاختلاف بين ما يقوم به الكاتب وبينما يقوم به المخرج هو الاختلاف بين الخيال والواقع وبالتأكيد فإن الواقع مهما اجتهد فهو لن يصل إلى مستوى الخيال وهذا الوضع الطبيعي ولكن أحيانا وبسبب عدم الفهم يقوم مخرج ما بالإساءة إلى النص وهذا حصل معي في عملين مع مخرجين مختلفين لن أكرر تجربتي معهما مرة ثانية.
 
 
صحيفة صوت بلادي : بما ان الجميع له دور في صناعة العمل دعنا نتطرق الى مكانة السيناريست في هذه العملية، هل يمكن أن يكون المرء سيناريست كما يمكن أن يكون فنيا او منوتير.؟ كيف تجري الأمور؟ هل الطبيعي ان يوظف من دار الإنتاج؟ ام ان السيناريست مجرد بائع؟
د. ممدوح حمادة : لا طبعا السيناريست ليس مجرد بائع، السيناريست قبل أن يصل الى مرحلة البيع وهو أمر طبيعي جدا يكون قد قام بعملية إبداعية طويلة و متعبة وعمل السيناريست لا يشبه أي عمل آخر في بقية التخصصات التي تساهم في انتاج العمل الدرامي حيث أن السيناريست يبدأ من الصفر يبني وينسج عمله من العدم تقريبا ثم يأتي دور الباقين الذين يبدأون وبين أيديهم المادة التي انجزها السيناريست وينفذون عملهم على أساسها.
 
 
صحيفة صوت بلادي : هل يعني هذا إنك ترى أن كتاب السيناريو مهضومة الحقوق بالنسبة للعائد المالي مقابل ابداعهم؟
د. ممدوح حمادة : مع الأسف ليس هناك حماية قانونية ليس فقط لكاتب السيناريو ولكن لجميع المشاركين فعدا أنك ككاتب سيناريو تتقاضى مبالغ اقل مما تبذله من جهد يأتي حرمانك من الاستفادة من عرض مادتك على شاشات التلفزيون ثم جاءت أخيرا الشركات التي تحتكر الحقوق على وسائل التواصل فتحرمك حتى من استخدام عملك لغايات الترويج وهذا أشبه ما يكون بعمليات سطو قانوني، مسألة الحقوق يجب ان يتم تنظيمها قانونيا قبل كل شيء ويجب أن تتم الاستفادة من قوانين الدول التي لديها اعراف وتقاليد عريقة في هذا المجال.
 
 
 
صحيفة صوت بلادي : يُقال كاتب الحوار لابد أن يكون هو نفسه كاتب السيناريو حتى يتكامل العمل، إلا أن هناك من تخصص في كتابة السيناريو فقط، ما موقع هذا الرأي في تنفيذ مشاريع الأفلام ..خاصة تلك التي النصوص التي تكتب عن الحياة؟
د. ممدوح حمادة : في بعض الدول خاصة أمريكا يكون هناك عدة اختصاصات ضمن الفريق الذي ينجز السيناريو أما عندنا فكاتب السيناريو هو المؤلف وهو مسؤول عن كل التفاصيل ولذلك فهو يكتب كل التفاصيل ولكن في الفترة الأخيرة بدأت بعض الجهات الإنتاجية التوجه نحو هذا الموضوع.
 
 
صحيفة صوت بلادي : ما هي معايير تقييم السيناريست الناجح؟ كيف يمكننا الحكم على سيناريست بأنه موهوب بالفطرة؟
د. ممدوح حمادة : الموهبة بالفطرة لا تكفي نهائيا لكي يكون كاتب السيناريو ناجحا، موضوع الحرفة في هذه المهنة أمر أساسي وبناء على المقومات المهنية بالتزامن مع الحالة الإبداعية للكاتب يمكننا توقع نجاح السيناريو علما أن المزاج العام للجمهور يؤثر بشكل كبير على موضوع النجاح والفشل فقد عرفنا أعمالا تافهة لاقت نجاحا كبيرا وأعمالا فيها كل مقومات النجاح لاقت فشلا ذريعا.
 
 
صحيفة صوت بلادي : كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب محترف؟
د. ممدوح حمادة : عبر التعلم واكتساب المعرفة والدراسة، حيث يراكم الكاتب الخبرة ويتعلم من أخطائه ويتحاشاها.
 
 
صحيفة صوت بلادي : لماذا لا يصل المبدع العربي بسهولة الى مهرجانات عالمية مثل مهرجان" كان" وغيره والبعض يبقى طي النسيان؟
د. ممدوح حمادة : هناك سببان أساسيان أولهما هو أن المستوى والنوعية في الغرب والعالم الذي لديه تقاليد عريقة يكون أفضل من النوعية التي ننفذ فيها أعمالنا أما ثاني هذه الأسباب فهو عدم موضوعية منح هذه الجوائز وعدم نزاهتها دائما حيث تساهم عوامل كثيرة في التأثير على قرارات لجان التحكيم قد تكون سياسية وحتى عنصرية في بعض الأحيان.
 
 
صحيفة صوت بلادي : أنت رسام ومخرج وروائي وشاعر وكاتب سيناريو هل من منهج ذاتي تتبعه لتحقق توازنات بين الثقافة والفن؟
د. ممدوح حمادة : الحقيقة أنني مارست هذه الأنواع الفنية أثناء مسيرتي الطويلة وأنا أبحث عن نفسي ولم اتفرغ لها بشكل كامل فقد مارست رسم الكاريكاتير في مرحلة الدراسة الجامعية وكنت انشر رسومي في مجلات وصحف محلية في بيلاروسيا ثم انقطعت وأخذت أمارس الرسم في أوقات متقطعة أي أنني لا أمارس هذه الأشياء كلها في نفس الوقت، هناك عمل أساسي هو كتابة السيناريو وكتابة القصة وأنا لا أسمي نفسي روائيا بعد ولا أدري من الصق بي هذه التهمة، إذا أمارس بشكل أساسي الكتابة بنوعيها وباقي الاهتمامات أمارسها بشكل متقطع وعندما يسنح الظرف ويلزم القيام بها.
 
 
صحيفة صوت بلادي : تؤثر الدراما على مختلف جوانب الحياة وبشكل خاص على الشعب وتوجهاته هل هذا صحيح؟ وما هي خطورة مؤثرات الدراما على العقول؟
د. ممدوح حمادة : طبعا للدراما التي تصل إلى كل البيوت دور أساسي في التأثير على مواقف الناس وصناعة الرأي العام وهذا يجعلها تلعب دورا مؤثرا جدا ولكن بما أن الدراما صناعة تتطلب تمويلا ورأسمال فإنها كما يقال تحت السيطرة وعلى الأغلب يستخدمها ممولوها لخدمة مصالحهم سواء التجارية التي تهدف الى الربح أو السياسية والفكرية والعقائدية وغير ذلك ومن هنا تأتي خطورتها.
 
 
صحيفة صوت بلادي : غالبا ما نرى إقبال الناس في عالمنا العربي على الكوميديا والتراجيديا أكثر من الإقبال على الثقافة الحقيقية بماذا تفسر ذلك؟
د. ممدوح حمادة : هناك عدة أسباب أهمها استخدام الدراما اللغة البصرية التي يفهمها الجميع ولا يحتاج ذلك الى بذل مجهود كبير أضف إليه حالة الانحطاط الممنهج التي نسير فيها والتي أصبحت فاعلية الثقافة فيها شبه منعدمة ويساهم في ذلك إلى حد كبير وسائل التفاصل الاجتماعي التي تجعل من شخص مد لسانه على اليوتيوب رجلا ذو أهمية بينما يتراكم الغبار على كتب مهمة في المستودعات، هكذا بكل بساطة.
 
 
صحيفة صوت بلادي : كلمة أخيرة
د. ممدوح حمادة : شكرا لاهتمامكم وأتمنى أن يأتي يوم يتمتع فيه الجميع بحقوقهم وتقوم فيه الدراما بدورها كما يليق بها.