حسين الذكر يكتب : الخبز في العقل البدوي !!

حسين الذكر يكتب : الخبز في العقل البدوي !!
حسين الذكر يكتب : الخبز في العقل البدوي  !!
 
الكثير من الشعوب العربية عاشت تحت الحصار السياسي في سنوات سلفت وخلفت وما زالت تعاني من أزمات خانقة اخطرها شحت الخبز .. وذلك لسياسات خاطئة متبعة او هيمنة خارجية أدت الى شحت الخيرات والتنافس غير الشريف ... مما ضاعف من ازمة الخبز في البلدان الفقيرة .. وما تعنيه من رمزية في اغلب الانتفاضات تاريخيا وحضاريا .. اذ ان الفوارق الاقتصادية كانت سببا رئيسيا لاكثر الثورات الحقيقية – وليس المصطنعة – ... فالناس اغلبهم لا يعبهون بالسلطة وادواتها ومعتقداتها .. اذا ما شبعوا من الخبز . 
كنت امر على مخبز البركة الذي اغلقه صاحبه لاسباب تتعلق بشحت الزبائن .. ثم فتحه احدهم بديكور احدث وبتسمية جديدة حملت اسم مخبز النور .. ثم فشل وفتح بعنوان مخبز الرسالة .. ثم فتح واغلق .. بتكرار طوال عشرة سنوات خلت .. لم يبق اسم الا واستخدم الا انه المصير كان الفشل والخسائر مستمرة ..
تحدثت الى بعض أصحاب المخابز فوجدت اغلبهم متشائمين من الديكور او الاسم ويغيرونهما بشكل دائم .. بلا امل لتحسين الدخل وكسب الزبائن .. دون ان يدرسوا أحوال الحي وتقلباته .. فقد كانت الناس قبل العولمة او الانترنيت والتواصل ينامون مبكرا ويخرجون للعمل يعملون ساعات طويلة لا لشيء .. الا لسد رمقهم من الخبز .. في دلالة وتعبير على طول طوابير الواقفين لشراء الخبز .. 
اليوم تغيرت الأحوال الاجتماعية والتواصلية والنظرة للحياة .. فقد غدا  السهر والتواصل على النت هدفا ومبدا ووسيلة وامتاع ... فيما الكثير من ربات البيوت اما موظفة او عاملة ... او مشغولة .. لا تريد انهاك وقتها باعداد الطعام .. لذا يلجئن الى الغذاء الجاهز بواسطة ( الدلفري ) او ما يعد بالمطاعم او الوجبات السريعة او المجففة والمبسترة وغير ذلك الكثير مما لم يعد يشغل بال المواطنين بالوقوف طوابير من اجل الحصول على الخبز .. 
في المدن العربية الفقيرة .. عادة ما تنتشر المطاعم والكازينوهات والكوفيات ودور العبادة .. فيما تختفي منتديات الثقافة والفكر وحلقات الدرس .. لتتغير حتمية معالم ازمة او ثورة الخبز .. !!