أخبار عاجلة

الإنسان ما بين الخرافة والواقع بقلم د. نادية يوسف

الإنسان ما بين الخرافة والواقع بقلم د. نادية يوسف
الإنسان ما بين الخرافة والواقع بقلم د. نادية يوسف

 

بعض الأحداث مرتبط بأمور الطبيعة والكون ليس لها تفسير معين تم استغلالها من البشر لتحقيق المصالح الذاتية و السيطرة على عقول الآخرين وقديماً لعبت التبعية والانتساب للأسرة أو القبيلة أو الملكية  دوراً كبيراً في ذلك حتى البعض منهم أسبغ عليه صفة الألوهية واختلفت الْيَوْمَ الأساليب وبقيت الغاية نفسها ولعل وسائل الإعلام والسوشيل ميديا وشبكة الاتصالات الكبيرة كان لها الدور الأبرز أبرزها في استمرار وانتشار هذه الظواهر والمعتقدات، فنجد بعضها يتحدث عن السحر والدجل والشعوذة وتحضير الأرواح وقراءة الفنجان والكف وعمل الحجاب واستشارة الفلكيين والتأكيد على تأثير الأبراج فى حياة الفرد اليومية وما يبدأ بجلسة للترويح عن النفس أو كما يقال عنها " صبحية " يتحول للمتابعة بشكل يومي حتى بلغ بالبعض الإقلاع عن مشاريعهم أو برنامجهم اليومي اذا كان لايتوافق مع برجهم أو الصدفة أو الخرافة 

سألت العديد من الناس عن المعتقدات والخرافة وكيف ينظرون إليها ؟

جاءت الاجابات متنوعة ومختلفة منها الرافض لها ومنها من يُؤْمِن بها حتى العظم ويبقى الأمر نسبي بين إنسان وآخر وحسب التنشئة والتربية التي كبر عليها ولتسليط الضوء عليها أكثر كانت هذه الحوارات 

 

جورج سليمان رب أسرة و عمل حر

الفقر داء كل المصائب والتخلف والخرافات وعندما يصاحبه الجهل فأن هذا يؤثر على كل مفاصل الحياة الاجتماعية و الدين والسياسة والاقتصاد وتصديق ما يقوله الاكثر جهلاً منهم 

وهنا لا يمكن إغفال مصلحة المستفدين من جهل الناس وفقرهم للسيطرة عليهم وعلى حياتهم الروحية ونشر الشائعات والمعتقدات الخاطئة و بغياب الدور المجتمعي في عملية التوعية لإخماد بذورها  فى مهدها تتضخم الأمور أكثر وتصبح مورد رزق للدجالين والمشعوذين 

ومن خلال تجربتي أرى أن على الاعلام توضيح الحقائق لاجتثاث هذه الظواهر المنتشرة و التي تعمل على تفتيت المجتمعات وخاصة مع انتشار المحطات الفضائية والتي بتنا نرى على الشريط الاخباري لدى الأكثرية إعلانات عن هؤلاء الشريحة بتسميات مختلفة 

 

 

السيدة سميرة محمد موظفة وربة منزل 

موضوع اجتماعي يمس الوعي لدينا وهنا أرى أن الدور الأساسي يقع علينا كأباء وأمهات في توضيح هذه الأمور لأولادنا وتربيتهم تربية صحيحة أساسها الحوار والاقتراب منهم وخاصة في بعض الأمور المتعلقة بالموروث الاجتماعي بكل مافيه من أمور عقلانية أو غير منطقية فالخرافة تتحول إلى سحر وشعوذة وهي بالأساس من صنع الانسان لا تهدف لشيء إلى لتحقيق مأرب معينة لدى بعض المستفيدين منها و للاسف هناك معتقدات كثيرة وخاصة بانتشار  الطوائف المتعددة والعشائر حيث تجعل المجتمعات في خلاف دائم مع بعضهم البعض ومازالت حتى تتوارث بين الأجيال

 

 

رياض يوسف مدرس و وناشط بالمجال المجتمعي:

هناك قدر معين من المعتقدات غير المنطقية بين الأشخاص الذين يعيشون في المجتمع والتي تنشأ أحياناً من الخوف وأحياناً من العجز وأحياناً من الصدف يطلق عليها الخرافة وهي تتعدد بتنوع الغنية والحاجة منها وقد درجت في هذه الفترة الخرافات السياسية والاقتصادية والعلمية هذا بالاضافة إلى الخرافة الأساسية وهي المجتمعية ويلجأ بعض أنصار الخرافة إلى ربطها بالدِّين وللحد من هذه المعتقدات لابد من استخدام العقل بالشكل الأمثل والابتعاد عن الجهل وعندها يتحرر من كل هذه الأفكار الخاطئة التي قد تودي ببعض الأشخاص إلى الهوس بها والعبودية المطلقة لها .

 

 

شذى الوليد الصباغ باحثة و كاتبة في مسائل الدعم النفسي 

تعشعشت الخرافة وبعض المعتقدات السائدة والخاطئة في عقول شريحة لابأس بها من أبناء مجتمعنا وبعضها بمرجع ديني والآخر علمي ، فكانت سببا في تخلخل بنيان الأسرة ، بل وفي ازدياد الفجوة القائمة بين جيل الآباء وجيل الأبناء التي يرفضها قطعياً، فمثلا مازالت الأم في مجتمعنا على قناعة تامة بأن الزواج وتكوين أسرة هو القمة التي يجب أن تصل إليها الفتاة وليس عملها وإثبات وجودها ، وهي بذلك تساهم في هدم شخصية ابنتها ومستقبلها المهني  وشخصيتها المستقلة،.

بالإضافة إلى معتقدات أخرى ( الخرزة الزرقاء- الصبي، …) وبرأيي مازلنا بحاجة إلى وقت للقضاء على تلك الخرافات والمعتقدات الخاطئة والتي أودت بحياة البعض من شبابنا وشاباتنا وإلى توعية فكرية واجتماعية  ،فعلينا تجاوزها لنستطيع أن نصل بأبنائنا لعقل منفتح و شخصية متوازنة ، فليس كل ما سمعناها من خرافات من أجدادنا أو ما ورثناه من عادات هو مسلم به لا نستطيع النقاش والحوار فيه ،  لنتجاوز تلك الخطوط الحمراء التي وضعوها لنستطيع الاستمرار بمجتمع سليم  وبنيان متماسك 

 

 

المهندس نواف ميخائيل 

غالباً الخرافات وبعض الأفكار التي وصلت إلينا تنتشر بسبب البطالة و الجهل .. 

و الإحباط  مما يدفع الإنسان للتعلق بأوهام و تخاريف ظناً منه أنه سيجد التفاؤل و النجاح من وراء ذلك وضعف الإيمان و قلة الثقة بأن الله مدبر كل شيء يجعلان الإنسان يسعى وراء هذه الأوهام و التخاريف 

و أبرزها التنجيم و التبصير و الأبراج على رأس قائمة الخرافات التي نعيشها في الوقت الحالي والحل الأمثل لكل هذه الأمور هو محاكاة العقل 

 

 

الكاتبة نور العجوز 

حين نعيد النظر للموروث التاريخي (الشعبي) 

نجد ثغرات عديدة بفعل التناقل جيلا بعد جيل قد علت سطوتها .. من الخرافات والمعتقدات التي لا تمد للمنطق ولا يدعمها أي سند علمي ولا هناك أي دليل ملموس لصحتها . يشاع عنها حكايا كثيرة أهمها .. تلك التي تغوى الترهيب لنجثو بشاهق سمونا على أعتاب الجهل والخوف والترقب أضيف أيضا .. حالات التمرد والضعف النفسي الذي أصبح ملعبا مشرعا لمن يستعرض عضلاته الخرافية أمام عدد ليس بالقليل من الناس خاصة من يستهوون هذه البشائر (كمتابعي قارئة الفنجان مثلا ..)ما زلنا نصادف في عصرنا هذا عصر التطور والانفتاح أفكار وعقول معلبة لنهج تبرأ منه الخطأ والصواب لأنه بفعل التوارث أصبح تشريع طبعا للقلة من القلائل ..

 

المحامي ضيغم البودي 

برأيي أنا الخرافة هي شيء أو حادثة غير واقعية ولا تتصل بالمنطق بأية صلة ويمكن استشفافها مجرد سردها لذلك قد لا تشكل الخطر الذي قد تشكله المعتقدات الخاطئة المعمول بها في المجتمع لذا كان لزاما علينا كمجتمع واعي مجاربة هذه المعتقدات واستبدالها بمرجعيات صحيحة تستند إلى أصول وأركان وقواعد صحيحة وتحاكي العقول بمنطقيتها وصحة الركون إليها ولما كان من الصعب محاربة هذه المعتقدات فإني أرى أنه من الواجب على كل شخص البدء بمحاربة هذه المعتقدات بدءا من نفسه ومن ثم التوسع بمحاربتها ضمن نطاق دائرته الصغيرة ليخلص في النهاية إلى إمكانية محارتها مجتمعيا متحملا هول الصهوبات والعقبات التي ستعترضه في مسيرة محاربته لهذه المعتقدات

 

 

الشاب حيدرة سمير محمد طالب طب بشري

في هذا الزمان المليء بالأحداث والغموض ، حيث أصبحت التكنولوجيا تحتلّ عقول البشر ،اختلفت الآراء فيما إذا كانت تلك الخرافات التي يتعلق بها البعض هي وسيلة لاستذكار الماضي و التمسك بالعادات والتقاليد محاولين أن يسترجعوا شيئا من الماضي ، أم أنها قيدٌ للعقول و تدميرٌ للحرية .

برأيي أنه يجب أن ننتفض و نتخلص من ربقة الخرافات والتقاليد ، فالمستقبل يحتاج لفكرٍ جديد و سياسة قيادة تتناسب مع التطورات التي تزداد يوماً تلو الآخر ، فإن المعتقدات القديمة الخاطئة ليست سوى حاجز كبير يمنع وصولنا للقمة.

وفي الختام يمكننا القول لكل مجتمع إنساني معتقداته وعاداته التي تتحكّم بقدر ملحوظ في سلوك أفراده وقد تكون هذه المعتقدات أصيلة موروثة من الأقدمين أو منقولة من مجتمعات أخرى ولدينا في الوطن العربي الكثير من الاعتقادات التي يصعب التحرر منها بشكل مباشر ومفاجىء لأن هناك بعض المواضيع توجد فيها خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها أو المساس بها ولذلك لابد من أن يكون التغير على خطوات ومراحل 

فابتعاد الانسان عن العقل  يعزز في اعتناق الخرافة 

حيث يكون له وقع وتأثير كبير سواء إيجابي أو سلبي وفي كلا الحالتين تبقى الخرافة تتضارب مع المنطق والعقل  

سؤال يطرحه البعض على نفسه لماذا وحتى الآن ورغم التطور العلمي والتكنولوجي والرقميات مازال للخرافة  تأثيرها القوي على البشر 

والخرافة لا نقتصر على شريحة معينة من البشر فهي توجد في الوسط الشعبي وفِي الطبقة المخملية أيضاً الكثير من الأشخاص البارزين وأصحاب الشهرة كانت الخرافة جزء أساسي من حياتهم اليومية 

وفِي خضم هذا التخبط بين الماضي بموروثه والحاضر بما فيه من تطور وحداثة يبقى الانسان هو الحكم في مصيره فأما أن يتحرر من رواسب الماضي أو يبقى فيها

ولعل أفضل سلاح للحد منها هو الإرادة القوية والثقة بالنفس وبالعقل وبأن الانسان هو من يصنع حياته بنفسه ليست منوطة على الغير وهنا يأتي دورنا نحن في غرس هده القيم في نفوس أولادنا .