الحسين عبدالرازق يكتب : كلام تاني عن مسلسل الريحاني!

الحسين عبدالرازق يكتب : كلام تاني عن مسلسل الريحاني!
الحسين عبدالرازق يكتب : كلام تاني عن مسلسل الريحاني!
 
في كافة مجالات الإبداع، هناك شخص يبذل جهد، أو شخوص يجتهدون من أجل إنجاز شيئ يستحق المشاهدة، أوالإشادة، أو الاستحسان، والعمل الفني بالنهاية هو منتج سيقدم لجمهور، من حقه رفض العمل أو الرضا أوالقبول! هذا هو ما ينطبق علي كافة الفنون، بما فيها فن التمثيل، وإذا كان من حق الفنان أن يعرض منتجه، ومن حقك كمشاهد أن تبدي رأيك فيه، فإن من حق الناقد أن ينقده! دعونا نتفق علي ذلك من البداية.. قلنا أنه من حق الناقد أن ينقد، وقد يري البعض أن من حقه أن ينتقد، وإن كان البون شاسع ما بين النقد والإنتقاد! فنقد العمل هو تناوله من كافة جوانبه لتوضيح ما فيه من إيجابيات وما به من سلبيات، دون تحيز أو انحياز بهدف تحسينه وتجويده، بعكس الانتقاد الذي هو قائم بالأساس علي تصيد الأخطاء وابرازها والتركيز علي مواضع الخلل بغير قصد التصويب! ولكن ليس من حق أحد علي الإطلاق أن يتنمر علي الآخرين، سواء كان ناقداً أو من عموم المشاهدين! فلماذا يتعامل البعض مع الأعمال الدرامية بمبدأحبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمني لك الغلط؟!لماذا لا نعكس الآية ونقابل العمل من البداية "سواء كنا نقاد أو مختصين " أومجرد مشاهدين دون أي تحفز، وبكثير من الموضوعية، بصرف النظر عن آراءنا أو انطباعاتنا الشخصية في الممثلين والمخرج وكاتب القصة أو المسلسل أو الفيلم أو المسرحية؟لماذا يذهب البعض في انتقاده إلي حد التنمر، الذي يعرفّه المختصون بأنه أي تصرف عدواني يغلب علي طابعه العنف، بهدف التقليل من شأن وشعور الآخرين" فلماذا نتنمر علي فنانين كبار، لطالما أمتعونا ورسموا البهجة علي وجوهنا وأسعدونا، ومنهم من علمونا؟ ولماذا نتنمر من الأساس، ونجرح مشاعر الناس والفنان بطبعه حساس؟ هل"أجرم" الفنانون لأنهم سمحوا لأنفسهم أن يكبروا بالعمر؟ أم لأنهم قد "كبروا بالعمر" أراد البعض تكريمهم ومنحهم مكافأة نهاية الخدمة، ولكن علي طريقة خيل الحكومة؟! أسئلة جالت بخاطري خلال متابعتي للهجوم غير المبرر أو المفهوم الذي تعرض له مسلسل الضاحك الباكي من قبل حتي أن يبدأ! أنا لم أشاهد المسلسل، ولن أشاهده،
فلست من هواة مشاهدة المسلسلات! ولكن هذا لن يمنعني عن الكتابة في موضوع شغل حيزاً من تفكيري، ولعلها هي قولة حق أريح بها ضميري! ليس دفاعاً عن فاضل، ولا هي محبة في الغيطي، ففاضل تاريخه ينصفه، وهو كفيل بالدفاع عن نفسه، وهو ما ينطبق علي الغيطي! لقد كان الهجوم حاداً وقاسياً، موجعاً ومؤلماً، جامعاً وشاملاً لكل أبطال العمل، لم يستثني منهم أحد، المخرج والمؤلف"كاتب القصة والحوار" والممثلين، الذين اسند إليهم القيام بالأدوار! فلماذا كل هذا؟! إمرأة عمرها "كذا " تطلع أم لطفل صغير؟! وإزاي بطل المسلسل يظهر في دور شاب، برغم معرفتنا المسبقة
لعمره الحقيقي؟ ولماذا يصر المخرج علي إشراك زوجته في كافة الأعمال التي يقدمها؟! ثم أنه هنالك مسلسل إذاعي قديم سبق وأن قدم عن الريحاني فما هي الضرورة لتقديم قصة حياة الريحاني في مسلسل تليفزيوني؟! كانت تلك هي النقاط التي صوب المنتقدون نحوها قذائف النقد وسهام "الإنتقاد" وهي النقاط نفسها التي سأستئذنكم في تناولها، وهناخدهم كده نقطة نقطة  .. نبدأ بموضوع العمر الذي تحدث البعض عنه وقالوا إزاي عاوزنا نقتنع بإن فردوس عبدالحميد تطلع أم لطفل وهي في السن ده؟حسناً يا صديقي، وكيف اقتنعتم من قبل بأن تكون السيدة أمينة رزق أم لطفل اسمه بركات عمره (٣) سنوات في فيلم "المولد" وكان عمرها في حينه (٧٩) سنة؟! وكم كان عمر السيدة إنعام سالوسة عندما قدمت دور أم للطفل حماصة صاحب ال (٦) سنوات في فيلم "عسل اسود" ؟ لماذا بلعتم الزلط هناك وتمنيتم الغلط هنا؟ واذا ما مددنا الخط علي استقامته وطبقنا الأمر نفسه علي بطل العمل الفنان عمرو عبدالجليل، والذي استنكرالبعض عليه قيامه بدور شاب وقد نجاوز الخمسين، لقلنا أن الفنان الكبير يحي الفخراني كان عمره تقريباً(٥٢) سنة حين قدم شخصية "الشاب" بشر في مسلسل زيزينيا! فلماذا بلعتم الزلط هناك، وتمنيتم الغلط هنا؟! "وبعدين نجيب الريحاني أصلاً كان شكله أكبر من سنه"، نأتي إلي الحديث عن حرص المخرج علي إشراك زوجته في "كل" أعماله، وهو اتهام غير صحيح، فقد قدم الأستاذ فاضل عشرات الأعمال الناجحة ولم تكن السيدة فردوس من بين المشاركات فيها، وقدمت الست فردوس أعمال كثيرة ناجحة ولم تكن من إخراج الأستاذ فاضل، وحتي إذا ما افترضنا أنهما قد قررا معاً أن يشكلا ثنائياً فنيا فليس في ذلك عيب، ومالو يا أخي لما يشكلوا ثنائي فني؟ حضرتك زعلان ليه؟ وقد سبقهم إلي ذلك العديد من المبدعين، الست ليلي مراد مثلاً والأستاذ أنور وجدي، وقد أخرج لها معظم الأفلام، وكان بيشاركها في التمثيل والبطولة كمان! وبالمناسبة، الست ليلي مراد لما قدمت شخصية التلميذة ليلي بنت الباشا في فيلم غزل البنات "آخر أفلام الريحاني" كان عمرها وقتها (٣١) سنة وماحدش قال ساعتها إنها كبيرة علي إنها تطلع تلميذة وبخصوص النقطة الثالثة، وهي الحديث عن عدم ضرورة انتاج مسلسل تليفزيوني عن نجيب الريحاني مع وجود مسلسل إذاعي كان قد انتج قبل سنوات يحكي عن مشواره فنقول، وما هو المانع في أن يكون هناك مسلسل إذاعي وآخر تليفزيوني وفيلم سينمائي؟ نجيب الريحاني شخصية ثرية ومشواره الحياتي غزير برغم عمره القصير، وأفلامه التي تقل عن (١٠) أفلام اللي موجود منهم (٦)، ثم انه هناك أعمال كثيرة سبق وأن قدمت إذاعياً وتليفزيونياً وسينمائياً، منها شنبو في المصيدة وسمارة ونحن لا نزرع الشوك، وانت اللي قتلت بابايا، يبقي حضرتك معترض علي إيه؟ وقبل أن أصل إلي الختام، كان لزاماًعليّ والتزام، أن أقدم التحية الواجبة وأسمي آيات العرفان، لكل من وردت اسماءهم في هذا المقال من نجماتنا الكبيرات، ومبدعينا العظام . وأخيرا أقول.. من حقك يا صديقي أن تنتقد، ولكن كن منصفاً في نقدك، رحيماً في انتقادك  . حفظ الله مصر  .