د. بهي الدين مرسي يكتب: تصحيح مفاهيم طبية مغلوطة

 

 

ضمن رسالة الجريدة فى تصحيح المفاهيم المغلوطة، بل والتعريف بالمفاهيم الصحية الغائبة عن الشيوع، تأتى سلسلة هذه المقالات المتفرقة لتقدم النصح للعامة، وحديثنا فى هذا المقال عن المولود الأول الذى ربما يخرب أو يعطل أى حمل تالٍ.

هناك شفرة «كود مناعى» يعرف بعامل الريسوس، وهو جسيم مناعى ملتصق بخلية الدم الحمراء يسمح بوصول المولود الأول سالمًا، ولكنه قد يفتك ببقية الأجنّة تباعًا فى مرات الحمل التالية فى بطن الأم قبل أو بُعيد الولادة، وهذا الجسيم المناعى ليس نادرًا، بل يصل شيوعه إلى ٨٥٪ بين البشر. فى الحقيقة نرى أن الموضوع يهم كل الشباب المقدم على الزواج، والعائلة وطبيب الأسرة.

ينتمى أى من البشر إلى إحدى فصائل الدم المعروفة «أ/ ب/ أب/ و»، ولكن هناك بصمة إضافية لفصيلة الدم هى التى يمكن بموجبها أن يكون الشخص من فصيلة الدم «أ» وسلبى أو إيجابى الريزوس مثلًا، وتسرى هذه الاحتمالات على الذكور والإناث على حد سواء.

أين المشكلة إذن؟ الحمل الأول من زواج أب إيجابى مع أم سلبية يمنحها جنينًا موجبًا مثل أبيه، أى أنه يحمل الجسم المناعى، ولكن الأم سلبية وتحمل فى بطنها جنينًا عليه شفرة نسيج غريب لا يعرفه جهازها المناعى، وبالتالى لا يحاربه لأن دم الجنين منفصل تمامًا عن دم الأم.

ولكن أثناء الولادة الأولى وفصل المشيمة يتسلل بعض من دم الجنين لدم الأم وتمر هذه الولادة الأولى بسلام، ولكن جهاز المناعة للأم لن يغفر دخول الجسم المناعى من الطفل للأم ويجهز له أجسامًا مضادة يحارب بها الجنين القادم، والذى بالطبع سيكون إيجابيًا مثل أبيه وقد يقتله أو يجهضه أو يموت بعد الولادة.

احتمالات السلامة والخطر:

- زوج سلبى مع زوجة موجبة لا مشكلة

- زوج موجب مع زوجة موجبة لا مشكلة

- زوج موجب مع زوجة سلبية يلزم تدابير

- زوج سلبى مع زوجة سلبية لا مشكلة

وفى سياق النصح أيضًا، أنقل لكم محاكمة «الفيتامينات» جراء مسئوليتها عن تدهور الكبد والمخ حال التعاطى غير المرشد لهذه الفيتامينات.. وللعلم لا يحتوى أى فيتامين على سعرة حرارية واحدة كما يظن البعض، بل إن زيادته مؤذية مثل فيتامين ألف «أ» الذى يسبب تليف الكبد، ويسرى نفس التضرر على الإفراط فى تجرع فيتامين «هـ»، ولعل البلاء الأعظم يكمن فى حدوث التهاب الأعصاب المتعدد من زيادة فيتامين «ب» المركب بأنواعه الاثنى عشر.

ويتسبب الإفراط فى تجرع هذا الفيتامين المركب فى تعاظم الإحساس بالوخز جراء تأذى الأعصاب الطرفية، مما قد يدفع الشخص لتجرع المزيد، أما تناول الزنك، الذى بات شائعًا اليوم فى أى صورة، فيسبب متلازمة الفص الأمامى بالمخ، وهى تلف بخلايا الذاكرة وتعطل الذهنية، حيث إنه فى الأصل عنصر نادر فى جسم الإنسان فتؤدى زيادته إلى ضعف الذاكرة ووهن العقل وحدوث ضلالات وهلاوس سمعية أو بصرية.

أما المكملات الغذائية فهى كارثة من نوع خاص، لأن اسمها ينطوى على الخديعة، فلا هى مكملات ولا هى غذائية، وهى مثل علف الحيوان وتحوى الكثير من الهرمونات المغلفة والحمض الأمينى المعروف بالـ«تريبتوفان»، والذى يؤدى إلى متلازمة الـ«تريبتوفان» والمتمثلة فى تفاقم عدد خلايا الدم البيضاء. 

ولا ننسى أيضًا ضرر الإفراط فى تناول فيتامين «د» بكل صوره الدوائية، حيث يسبب التسمم. 

أما فيتامين «ج» فإن الإفراط فيه يؤدى إلى التسمم الحامضى، ويظهر على شكل آلام فى البطن والعظام، ويسبب أيضًا تكوين حصوات الكلى وآلام المفاصل واضطرابات الجهاز الهضمى، وبالإضافة لكل ما سلف يؤدى إلى ترسيب الزائد من الكالسيوم فى أعضاء الجسم، مثل المعدة والأمعاء والبنكرياس والمخ، «يعرف بتكلس الأنسجة»، مما قد يسبب متلازمة صعوبة امتصاص المكونات الغذائية وتعطل التمثيل الغذائى جراء تكلس حلمات الامتصاص فى القناة الهضمية.

أما آخر النصح، فهو من الطب أيضًا ولكنه ممزوج بالفلسفة، ونصيحتى ألا تحبس مخرجاتك، وإليك التفاصيل:

- حذار من تأخير تفريغ المثانة البولية المتكرر.. يضغط على الكليتين ويعطل وظيفتهما.

- احذر تأخير الاستجابة لنداء القولون لتفريغ محتواه يشكل خطورة تكوين حويصلات جدارية وانبعاجات بجداره.

- تجنب تعطيل خروج الغازات القولونية بحجة الحفاظ على الوضوء أو لعدم قدرتك على الانزواء يجعل القولون يعكس اتجاهها بتعديل انقباضاته الطاردة للخارج وتوجيهها عكسيًا للداخل، وهو أمر خطير وقد يؤدى إلى شلل الأمعاء.

- إياك وتعطيل خروج العرق والإفرازات الدهنية بمستحضرات التجميل وكريم الأساس ومانعات التعرق، لأنه يسد المسام ويؤدى إلى تكوين ما يعرف بالرءوس السوداء بالبشرة.

- وتذكر مع حلول فصل الشتاء أن تعطيل سيولة الرشح من الأنف بوقف إفرازات البرد بمانعات الاحتقان يتلف آلية الغسيل البيولوجية التى تحتمى بها الأغشية المخاطية.

تعال للأخطر:

- حبس الدموع، والحديث هنا ليس عن الدموع فى ذاتها، وإنما فى قهر البكاء الذى يعود بالحسرة ويودعها مخزن العاطفة، ولاحظ أن الحزن مؤذٍ إن لم تفرغه، فقد يتسبب بمتلازمة القلب المكسور وقد يقتلك كمدًا، لذلك ابكِ كلما راودك الحنين وإياك أن تنتحب مكتومًا، بل جاهر بالبكاء، فحبس البكاء ليس دليل قوة ولا هو كسر للوقار.

الخلاصة فى نهاية حديثنا: إياك أن تعاند أو تحارب الطبيعة.