الباب المفتوح بقلم إبراهيم الديب

الباب المفتوح بقلم إبراهيم الديب
الباب المفتوح بقلم إبراهيم الديب
 
 
 بيت حقيقي يوجد في مكان ما على الخريطة واعرف أهله وصادقت من عندما اطفال في الابتدائية، و على النقيض منه يوجد  بيت آخر ليس منه ببعيد تستطيع أن تطلق عليه البيت ذو الباب المغلق، لتجهم من يقطنه وتحفظهم الشديد وعدم مخالتطهم الناس فلا يتحدثون الا فيما ندر حتى مع بعضهم البعض ترفعا وعقيدة يؤمنون بها،.
الباب المفتوح يعبر عن انفتاح عقول ساكنوه فهم على علاقة  من الرقي الإنساني والنبل بمكان رفيع يلجأ إليهم الغريب قبل القريب حينما تتصل الحياة  الطبيعية بين الناس بعد أن الفت الأيام بين نفوسهم من كثرة اللقاء ، وازالت حواجز كانت تمثل عوائق راكمته نظرة الغرباء وما تحمله من: صمت , وترقب،و توجس وخوف متبادل فيما بينهم ، أصبح البيت ذو الباب المفتوح يعج بكل اسباب الحياة السوية، يشبه بيت غاندي التي قال عنه ذات مرة: بأنه سيفتح جميع أبوابه ونوافذه لكل الرياح تحمل إليه من كل شئء لداخل بيته يتنفع به ، ولكن هناك شرط واحد أن لا تقتلعه الرياح من جذوره ،يذكرني هذا البيت ببيت غاندي ، فأهله على اتصال بمن حولهم وكأنهم يمارسون طقس مقدس متصالحون مع أنفسهم سعداء بما يقدمون: للأقارب والناس والجيران بعد أن شاركوا الجميع: في كل خطوب الحياة ,حلوها, ومرها, وكأنه تطبيق عملي للآية القرآنية التي توصي الناس جميعاً أنهم خلقوا شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وتفسير عملي على أرض الواقع الحديث النبوي الشريف الذي يوصي بالجار حتى يصل للسابع منه.
على النقيض منه يوجد هناك بيت تستطيع أن تطلق عليه البيت ذو الباب المغلق، فالباب المفتوح يعبر عن انفتاح عقول ساكنيه وسعة نفوسهم فهم على علاقة طيبة بكل من جمعتهم بهم معرفة أو قامت بينهم علاقة، أما البيت ذو الباب المغلق فهم ينظرون بريبة لكل شخص يقابلونه في الطريق لا يهشون  الوجوه لأحد من الناس: مقطبون مترفعون يشمخون بانوفهم ينظرون لأعلى ، يخبرون كل من يلقونه بأن بينه وبينهم حاجزا ومسافة  تخبره نظراتهم أن لا تقترب، يفترضون من كل غريب سوء النية ف كل من يحاول مجرد الحديث معهم، حتى لو من باب الصدفة  غالبية الناس دهماء ومهمشين معرفتهم لهم تحط من شأنهم ينتج عنه تراجع لمستواهم الاجتماعي قبل الأخلاقي ،يفرضون على أولادهم قيود يحذرونهم من الغرباء، وهم زملاء الدراسة وأولاد الحي الذي يقيمون فيه سويا لا يسمحون لمشاعر أطفالهم  بالتعبير عما بداخلهم بطلاقة تجاه اترابهم، ليس لأهل هذا البيت اصدقاء سواء الكبار منهم، أو الصغار، لا يشاركون فى المناسبات الاجتماعية إلا ما نادرا.
 لا يتزوجون إلا في سن متقدمة،يقضون وقتا طويلاً عن عروس تناسب مستواهم حتى إذا عثروا عليها بعد فترة ليست بالقصيرة،يتناولونها بالتحليل والنقد ويخصعونها لمقاييسهم حتى يظهر  بها عيب وأنها ليست مناسبة،ثم يبحثون عن  أخرى، وهكذا دواليك، هذه العائلة تترفع بهذه التصرفات عن الناس يعتقدون أنهم من شريحة اجتماعية راقية هي بالفعل كانت في الماضي البعيد, ولكنها توقفت عن العطاء منذ عدة أجيال وانغلقت على نفسها مكتفية بما ورثته من مجد قديم  فأخذها علو بعض شأنها الاجتماعي لطريق  الغرور والكبرياء لطريق الدمور والانعزال تدريجياً من المجتمع بعد أن حاولت تطبيقه بصورة غير صحيحة فسبب لهم الفشل في ذلك تخلفا عن الواقع، فلم يستطيعوا الاندماج والتكيف مع:المجتمع الذي لفظهم بدوره قبل أن يلفظوه فعكفوا على أنفسهم يجترون الماضي فهم لا يشعرون بسبب عزلتهم أن الناس يتندرون عليهم فهم على قناعة تامة أن لا يختلطوا بالمهمشين والدهماء.
أعتقد أن البيت المفتوح مثله الحضارة المفتوحة على جميع الثقافات شريطة أن لا تقتلعها هذه الثقافة من جذورها وعلى سبيل الأفراد مثل هذا البيت: بالمفكر الذي يطلع على ثقافة أخرى فيكون نصيبه الدهشة والمعرفة المغايرة كما حدث لرفاعة الطهطاوي فنقل الدهشة لبني وطنه وصبها في رؤوسنا  صبا ،لم يستأثر بها وحده بل شاركنا فيها، وكما هضمت في الماضي الحضارة الإسلامية العربية تراث اليونان  وفارس وبعض ثقافة الهند ليسري هذه التراث الإنساني وهذه الثقافة في المجرى الثقافي للأمة لتصبح حضارة عالمية ، أما البيت المغلق بابه ونوافذه فمثله مثل بعض المجتمعات التي تتوجس خيفة من كل جديد  ،ومن كل غريب ،وتنظر إليه بعين الريبة وغالباً ما يكون هذا الموقف عن جهل منها بنفسها قبل أن يكون جهل غيرها من :الأمم والحضارات فليس لديها مقياس صحيح تقيس به الاشياء لأن بابها مغلق..