عندما نتحدث عن جيش مصر العظيم في أثناء الذكرى الــ 49 لحرب اكتوبر المجيدة عام 1973.. لابد وأن نذكر كل بطل من أبطالنا العظام باسمه ( بداية من الجنود.. مرورا بصف الضباط.. وختاما بالسادة الضباط ).. ونوضح ما قدمه للوطن والمواطن من عزة وكرامة.. على رأس هؤلاء يأتي ذكر بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. ولا يفوتنا أيضا ذكر أبطال حرب الاستنزاف.. وعلى رأسهم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.. واستكمالا لذكر أبطال اكتوبر تأتي أسماء بارزة مثل: المشير أحمد إسماعيل.. المشير محمد عبدالغني الجمسي (الجنرال النحيف المخيف).. المشير أحمد بدوي فهمي (أبو حائط الصواريخ).. المشير محمد على فهمي ..المشير محمد أبو غزالة.. المشير محمد على فهمي .. المشير محمد حسين طنطاوى.. الفريق محمد حسني مبارك.. والفريق أول فؤاد ذكري.. الفريق فؤاد عزيز غالي.. الفريق محمد سعيد الماحي.. اللواء باقي زكي يوسف.. اللواء سعد مأمون.. اللواء عبد المنعم خليل.. واللواء عادل يسري سليمان وغيرهم الكثير والكثير....
لقد أنهى جيشنا البار في هذه الحرب المقدسة.. سنوات من العجرفة الإسرائيلية.. والترويج أكذوبة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يقهر.. وسطر أبطالنا بأحرف من نور نصرا عظيما في هذا اليوم المجيد.. مثل – حقيقة - علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل بكل الفخر والاعتزاز لتاريخ رجال هانت أرواحهم الطاهرة الزكية، ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم، فقهروا المستحيل وضربوا أروع صور البطولات المصرية التي سجلها التاريخ في هذه الحرب الخالدة.
كما روت دماء أبطالنا تراب هذا الوطن الغالي الذي لا يعظم عليه شيء، فالنفس تهون من أجل الحفاظ على كل ذرة تراب من هذا الوطن العظيم، ليسجل التاريخ قصصا وحكايات وصورا حية وأحرف من ذهب لهؤلاء الأبطال الشجعان.. وسيظل التاريخ يذكر بحروف من نور أبطال حرب أكتوبر، الذين حملوا أرواحهم على أيديهم فداء لمصر، لتبقى هذه الحرب محفورة في قلوب وأذهان من عاصروها ومن لم يعاصروها أيضا.. ومن دواعي فخرنا وعزنا أيضا.. أن نسمع ونقرأ في ذكرى هذا الانتصار العظيم أحاديث شهود العيان والخبراء والإعلاميين التى تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة عن بسالة قواتنا المسلحة ضد جيش العدو.
وسط هذه الأجواء الجميلة تذكرت الضربات الموجعة لمؤسسات الدولة على يد الخونة والعملاء بتوجيهات من “رعاة البقر” وحلفائهم عقب 25 يناير 2011.. تذكرت أيضا النغمة السخيفة التى ظهرت ضد قواتنا المسلحة من شخصيات وفئات ومنظمات وحركات وجماعات لا تعرف للوطنية عنوان ولا للوطن قيمة ولا للهوية أية معنى.
كما رأيت “المرتزقة” فى هذه الأثناء وللآن يسبون ويلعنون الجيش ويتهمون قياداته باتهامات ما انزل الله بها من سلطان..رأيتهم يرفعون شعارات دنيئة تطالبهم بالرجوع الى سكناتهم حتى تتيح لهم الفرصة بان يعيثوا فى البلاد فسادا ويتمكنون من تطبيق السيناريو الأمريكى التى أعلنت عنه كونداليزا رايس – وزيرة خارجية رعاة البقر فى هذا الوقت-” الفوضى الخلاقة” .. وهو نفس المخطط الذى تأكدنا من تطبيقه فى كل من :”العراق وتونس وليبيا و اليمن وسوريا”.. المجلس العسكرى بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى – وزير الدفاع آنذاك – فهم واستوعب المؤامؤة “القذرة” ضد مصر.. فصبر الرجل وتحمل بذاءات “السفلة” التى نالت من المؤسسة العسكرية على مضض حتى تنتهى هذه الغمة ويكشف اللثام عن أعداء الداخل الذين شاركوا أعداء الخارج فى هدم الوطن.. وحانت اللحظة..وهاهم الآن فى غياهب السجون انتظارا لحكم القضاء.
ووسط هذه الأجواء المشحونة ضد الجيش والشرطة..كنت أذهب بين الحين والآخر إلى ميدان التحرير لاستكشف ماذا يجرى..ملامح المؤامرة كانت واضحة..رائحة الخيانة كانت تنبعث من شعارات وهتافات ولافتات ونشاطات “العملاء” فى الميدان..رأيت وسمعت حينها شخص تافه يُدعى حازم صلاح أبو اسماعيل وهو يعتلى منصة فى هذا المكان ويُحرض أنصاره على “إحتلال” مبنى الإذاعة والتليفزيون-حسب وصفه البذئ-الذى تمادى فيه حين قال لهم بالحرف الواحد:” لو الجيش تعرض لكم ..إسحقوه” !! .
كنت متأكداُ من أن مخابراتنا “حورس” كانت موجودة فى قلب الميدان ووسط المتظاهرين بعد أن اطلعت على التفاصيل الكاملة لفصول المسرحية ..كانت تعرف الشباب البرئ وتتركهم يُخرجون طاقتهم كيفما يشاءون..وكانت أيضاً ترصد وتسجل كل صغيرة وكبيرة للخونة سواء أكانت من شباب مثل: ” 6 ابريل والاشتراكيين الثوريين والسلفيين والاخوان وأمثالهم ” ..أو من القيادات السياسية والثقافية والاعلامية التى جندتهم دولا بعينها ومنحتهم أمولاً ضخمة ثمن خيانتهم .. لم يدرك الخائنون أن المخابرات كانت تنسق مع جيشها وشرطتها وشعبها للقيام بواجبها نحو بلدها..ارجعوا الى طريقة إلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلى “إيلان جرابيل” وسط ملايين المصريين فى محيط الميدان حتى تتأكدوا مما أقوله..مخابراتنا استطاعت ايضا فى هذه الفترة وبمساعدة “الروس” -التى لم تنقطع صلاتنا بهم منذ عهد الزعيم جمال عبد الناصر- من “تهكير” منظومة “حيتس” الإسرائيلية للصواريخ أثناء الفوضى التى عمت الشارع .. الأمر الذى أعقبه مباشرة زيارة “أوباما” لإسرائيل للاطلاع على ما حدث لمنظومة صواريخ تل أبيب..وهذا ما كشفت عنه فى مقال بتاريخ 27-أغسطس-2014 تحت عنوان ” والله..حقيقة مش كذب ولا افتراء”.
تطرقت الى هذه الحقائق عزيزى القارئ بمناسبة 6 أكتوبر لأصفع بها أولاً: وجه من ُيصمم على وصف قواتنا المسلحة بــ”العسكر” وكذلك كل من رفع لافتات وكتب شعارات تُسئ إليهم..ثانياً :لأهنأ نفسى وبلدى بالنصر العظيم الذى حققه جيشنا الباسل بتخطيط سابق من “عبد الناصر ورجاله” بقيادة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد انور السادات على جيش اسرائيل الذ لا يُقهر كما زعم الصهاينة ..ثالثا:ً لأترحم على روح شهدائنا فى كل المعارك التى خاضوها دفاعا عن تراب مصر وكرامة المصريين.. رابعاً: لأنقل للقارئ معلومات من أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية تضمنت شهادات لقادة وحداتهم وبعض ضباطهم الذين شاركوا في الحرب.
الإعلام الاسرائيلى كشف عن حالة الهلع والتخوف والجبن التى اعترت الجنود الصهاينة خصوصاُ الاحتياط الذين تم استدعائهم لخوض هذه الحرب.. واوضح عقيد يدعى “أمير رؤوبني” قائد الكتيبة 68 التي كان يتشكل معظم مقاتليها من قوات الاحتياط والتابعه للواء “جولاني” بالمنطقة الشمالية في هضبة الجولان المحتلة حالة السخط التى انتابت قواته ضد قيادتهم بسبب مارأوه من بسالة المقاتل المصرى وشراسته.
موضحاً بأن سيناريو الحرب بهذه الضراوة لم يكن متوقعا بالمرة.. وأضاف: تفاجأت في الثانية من ظهر يوم السادس أكتوبر من خلال اتصال لاسلكي يعلن عن بدء قصف الطائرات الحربية المصرية للأهداف الإسرائيلية في سيناء مع مشاهدة للقوات وهي تعبر قناة السويس..حينها صرخ أحد جنودى :لقد جاءوا إلين وسوف يذبحوننا وبعدها انقطع الاتصال وبدأنا نواجه سيلا عارما لا يمكن وصفه من قوات الدفاع الجوي المصري..هذه شهادة العدو.
فى شهادة أخرى داخل كتاب بعنوان “حياتى” لرئيسة وزراء اسرائيل “جولدمائير” قالت فيه:” لن أكتب عن الحرب- من الناحية العسكرية- فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي.. وسيظل معي باقيًا علي الدوام”؟.
أما موشئ ديان-وزير الدفاع الاسرائيلى- فقال: ان الحرب قد اظهرت اننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بان اسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم اذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت.
شهادات كثيرة اعترف بها هؤلاء المجرمون تؤكد جميعهاعظمة وبسالة وشجاعة المقاتل المصرى..وقد تجلت كل هذه الصفات فى موقف هذا المقاتل بعد 25 يناير مروراً بــ 30 يونية وحتى اليوم..فتحية من القلب لقواتنا المسلحة وشرطتنا وشهداء الوطن الذين يضحون بدمائهم وارواحهم حفاظاً على تراب مصر وحماية شعبها..وأخيراً أبعث بتحيتى لأشقائنا العرب الذين وقفوا بجوار مصر وسوريا فى هذه الحرب المقدسة وعلى راسهم الملك السعودى ” فيصل بن عبد العزيز” رحمه الله رحمة واسعة.