هي أمي بقلم عبدالباسط الصمدي

أنا ابن اليمن التي
 كلما ذكر إسمها قلت هي أمي 
لذا الأماكن كلها لا تتسع لي
حبي فرح و جنون 
و عشقي مشوار و سفر
حروفي حب و سلام
و ابتسامتي آحلى سلام و موال

كلمات الحب كتبناها كلمة كلمة
في كل كلمة أزعجنا الصمت
و مساحات الحب مشيناها خطى
بصمت و سكون
نحن من يظهر الحب 
و لا يدر للعشق ظهرا
و كلما مررنا بحقول قمح
نلقي أول نظرة 
و لا نلقي المعاذير
لقد بنينا مدنا من الطين 
يلفها ورق الشجر 
و يحفها البلور المحيط بها
و بنينا مدنا 
يظللها السحاب المنخفض
و الشمس تضرب واجهاتها
من كل الإتجاهات
و لقد ركبنا المصاعد 
مع طلوع الورد و عاد بالصحراء 
كل شيء مختلف
 يا زمن إلى أين أخذنا
يا ليت تعطينا عنوانا
 و إلا اتركنا نكفكف دمعتنا
 يا ليت تتركنا كما كنا زمان
 نسابق الحب و نغني على مواله
و أنت يا البحر لا تحاول تنساني
 أنا أعرفك و أعرف مدك و جزرك
و في صدري قلب يعرف الحب 
و يبصر حتى في الظلام
و أنا الذي أبد ما جرحتك
حتى في أحلامي
و لو أعرف بأن وراك 
قمرا يضيئ نهارا لخضتك 
قبل أن تمر قافلة للحب
 على صدري و يتدفق حبها  
بأوردتي كما يتدفق موجك
 و أنت في هيجان
يوجعني قلبي يا البحر
كلما رأيت من لا يعرف الحب
يتطاول ويرميك بالأحجار
و أقدامه ماجفت بعد من الماء

و يوجعني قلبي 
و الحزن يمزق شرايني
 كلما رمقت في مستشفى 
وجوها كوجوه الفرح
 يغلفها الحزن 
و كلما رأيت طفلا يبكي 
و أبا لا يقدر على توفير الدواء