برج إيفل بالفرنسية Tour Eiffel، برج حديدى يزين العاصمة الفرنسية «باريس»، يبلغ ارتفاعه ٣٢٤ مترا، يقع فى أقصى الشمال الغربى لحديقة «شامب دى مارس»، بالقرب من نهر«السين».
أنشئ البرج من طرف «جوستاف إيفل» ومعاونيه بمناسبة المعرض الدولى لباريس، وبدأ بناؤه فى (٢٨ يناير ١٨٨٧ م) واكتمل فى عامين وشهرين و٥ أيام، وافتتح للجماهير فى (١٥ مايو ١٨٨٩ م).
قبلًا، لم تطفأ أنواره ليلا قط، من المحرمات فى الجمهورية الفرنسية، لكن السيدة «هيدالجو» رئيسة بلدية باريس، بجرأة تحسد عليها، وتحت وطأة أزمة الطاقة المستحكمة، قررت أن إضاءة مبنى البلدية وبرج سان جاك والمتاحف البلدية وقاعات البلديات فى دوائر العاصمة ستتوقف فى الساعة العاشرة مساء، اعتبارًا من (٢٣ سبتمبر)، ومدت «هيدالجو» القرار على استقامته، وطلبت من الدولة «أن تفعل الشىء نفسه» للآثار الوطنية، ومن أصحاب المبانى الأثرية الخاصة اتخاذ إجراءات «فى الاتجاه نفسه».
ومن بين المعالم الأكثر أهمية فى العاصمة «مبنى البلدية»، وكان يضاء لغاية الساعة الواحدة صباحًا، وكذلك سيُطفئ «برج إيفل» أنواره مع خروج آخر الزوار الساعة ١١ و٤٥ دقيقة!!.
لو فعلها محافظ القاهرة اللواء «خالد عبدالعال»، لصلبوه على مسلة ميدان التحرير، ورجموه بالحجارة.. كيف هذا؟، كله إلا ميدان التحرير، وكله إلا المتحف المصرى، حصّلِت إطفاء الأنوار، كيف تظلم وجه القاهرة.. نودّى وشنا فين من العالم، والسياحة، والعرب، والأجانب، إحنا فى عرض سايح جائل!.
رأس الذئب الطائر.. قبل أسابيع مضت، الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء واتته الشجاعة، تجرأ، وتمنى على الطيبين ترشيد استهلاك الكهرباء فى المنازل، وطلب من المحافظات تخفيف إضاءة الشوارع، وإطفاء أنوار المصالح الحكومية بعد الدوام.
فعلها، وكانت حكاية، وعينك ما تشوف إلا النور، رفضٌ كاسح كالموج العرم، كيف هذا؟، وتغريدات عجبة، وكومنتات فشيخة، وكوميكسات مسخرة، حطوا على مدبولى حطة رجل واحد، فتفرق دمه فى الفضاء الإلكترونى.
الرجل اتكهرب، لم يكررها الرجل ثانية، حرّم يقترب من فيشة الكهرباء، معلوم «اللى يتلسع من الكهربا ينفخ فى الغاز»، خليها منورة، القاهرة أصلا منورة بأهلها، وإياكم ودياجير الظلام.. والدَّيْجورُ بمعنى الظُّلمة!.
كتبت مساندًا للقرار بعنوان «مغلطش فى البخارى».. هل ارتكب الكبيرة، يبدو أننى ارتكبت الكبيرة دون أن أدرى، وكمان عاوزه يغلط فى البخارى؟.. ودشنت حملة «ضلموها» ضد مدبولى.
وبُح صوتنا، يا عالم، ياهوووه، الغاز غالى، والكهرباء مكلفة، والفاتورة رهيبة، ولا حياة لمن تنادى.. ولكن فى باريس إحساس وطنى بالأزمة ونحن عنها غافلون.. لم تصلنا أخبارها بعدْ، رغم الشكوى من فواتير الكهرباء تسمعها الجيران من آخر الشارع!!.
العالم كله يتحسب لأزمة الطاقة ويطفئ الأنوار، حتى برج إيفل، رمز العاصمة الباريسية، من رموز الجمهورية الفرنسية سيطفئ أنواره توفيرا للطاقة، ونحن فى كوكب آخر، فى عالم آخر، «البلهنية» التى تحكم استهلاكنا رغم ضيق العيش جديرة بالدرس.. «ولا تسرفوا» فعل أمر سماوى، ولكن منين نجيب ناس لمعناة الكلام يفهموه.
السيدة «هيدالجو» تحمد ربنا وتبوس إيديها وش وضهر، لو كانت رئيسة بلدية القاهرة (محافظ) كان زمانها متعلقة فى عمود النور، ولَشُطب على صورها بعلامة (X).. وقليل ما أطلقوا عليها «أميرة الظلام» فى عاصمة النور!!.