أخبار عاجلة
حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا فى البرازيل -
سامر الجمال.. مشوار ممتد مع «الكبير أوى» -

سامح ادور سعد الله يكتب : أساطير وقصص شعبية غير مدونة

سامح ادور سعد الله يكتب : أساطير وقصص شعبية غير مدونة
سامح ادور سعد الله يكتب : أساطير وقصص شعبية غير مدونة
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات ؟
هل كل القصص و الأساطير القديمة قد كتبت في كتب ؟
هل هذه القصص و الأساطير تناقلت عبر الرواة من خلال الأجبال 
مثل شعراء الربابة ؟
هناك قصص و اساطير كثيرة سلمتها الرواة من جيل إلى جيل و لم تكتب و لم يسجلها التاريخ كتابة و لكن شفاهية
قصص كثير لم تدون و ربما دونت في كتب و لم نجدها اليوم و لكن تداولتها الأجيال  عبر العصور عن طريق الثقافة الشعبية أو الراوية .
الأساطير المصرية القديمة والفولكلور الشعبي القديم 
الحكايات غير المدونة في كتب 
تلك هي القصص القديمة التي كانت تحكيها الجدة قديمًا, من منا لم يسمعها و كان ينتظرها كل ليلة , عندما كانت تحكيها الجدة, (حكايات قبل النوم )هي  قصص خرافية ممتعة و مشوقة و تناسب كل الأعمار و تجذب كل أذان السامعين تتعدد القصص و الحكايات من إقليم إلى إقليم ومن مدينة إلى أخرى و لكن في النهاية تكون الأسطورة واحدة و القصة تحوي فكرة واحدة  و لها  هدف تربوي واحد ولكنها تختلف  وتتنوع من راوِ إلى آخر , ومن أسلوب إلى أسلوب , و كذلك تختلف في  طبيعتها   من قرية إلى اخرى ومن مدينة إلى مدينة  بمجال أوسع من شعب إلى شعب آخر .يحكمها تاريخ وجغرافية المكان و الزمان ,
و لكن في النهاية ؛ تجدها هي  في الأصل قصة واحدة تختلف في السرد و المشاهد , و ذلك كل منا قد سمع عن الشاطر حسن ومن هو أصلًا هذا الشاطر ربما كان هو نفسه السندباد , و لكن هناك قصص أخرى لم يكن لها مصادر مكتوبة و لكن نقلت لنا بالتقليد , أي توارثتها الأجيال من جيل إلى جيل ,و لم تكن مكتوبة و لا مسجلة في كتب , و هي قصص غريبة و مدهشة . و لا تقل جمالًا عن قصص الأساطير المدونة في أمهات الكتب قديما ,مثل كتاب الف ليلة وليلة  و كليلة ودمنة ,   ورحلات السندباد أو ربما تحورت هذه القصص مع مر العصور لتخرج في قوالب قصصية جديدة , تغيرت في الشكل والأسلوب والمعنى و الشخصيات  و لكن يبقى الهدف و الفكرة كما هي , محاولة صعبة للتفريق بينها
 
كثيراً ما سمعنا أو قراءنا عن الأساطير القديمة في الحضارات القديمة و من أجملها علي الأطلاق حضارات مصر و العراق و الإغريق
و كلها قصص و حكايات تدل على أنها خيالية و بعيدة كل البعد عن الحقيقة و لكن ربما كان لها أساس من الصحة فليست كل الحكايات جاءت من خيال المؤلف , و لازالت الاختلاف قائم بين من يقول أنها حقيقية و أخرون يرون أنها مجرد أساطير خيالية. .و الأهم؛ أن كل هذه دونتها كل كتب التاريخ و الادب ما بين ملاحم و بطولات و قصص جميلة , أشهرها علي الاطلاق الأسطورة المصرية إيزيس و أوز ريس التي انتقلت إلى الحضارة الاغريقية مثل قصة هرقل و هيرا و زفس و قصص التراث العراقية و ملحمة الإلياذة و الأويسة الإغريقية هذا بعض من أشهر الأساطير و القصص التي سجلتها كتب التاريخ و الادب في العالم القديم .
و لكن هناك قصص و أساطير أخرى كثيرة جداً سجلتها حكايات الأجداد الذي توارثنها منهم بالتقليد والحكي و لم تسجلها الكتب و ربما كانت أجمل وأكثر تشويقاً من التي سجلتها تلك الكتب ,أو ربما سجلتها الكتب قديماً و ضاعت مثلما ضاع أرثً كثيراً على مر العصور , تلك القصص تملك نفس عناصر السرد و التشويق الذي في كتب التاريخ ,و الادب العالمي ,لكن هذه القصص منقولة علي لسان الرواة من أجدادنا و أسلافنا من قدم الزمان وإلى الأن ,ولا تزال تُسمع و تُحكى , و علي سبيل المثال قصة (البقرة) حيث كانت تحكي الجدة قديماً قصة لرجل أسكافي  ( الذي يقوم بإصلاح الاحذية )كان يصلح الأحذية بدكانه عند أطراف القرية و بالجوار منه زير (وعاء فخاري للشرب ) و كان الزير ينقط ماء بأستمرار , حتى أصحبت تحته بركة وحل ,و ذات مرة جاء معه أبنه الصغير للعب عند أبيه بالدكان و بدا الطفل يأخذ من الطين و يصنع به أشكالاً حتى جرف كم كبير من الطين و فيما يجرف من بركة الوحل هذه أخرج حجراً متوسط الحجم و أخذه و غسله بالماء و نظفه حتي ظهرت معالم الشكل فكان عبارة عن بقرة تجر ساقية فرح الطفل باللعبة كثيرة و عرضها علي أبيها و فرح جداً الوالد لا نه وجد شيء يشغل بال أبنه الصغيرة و هو معه في مكان عمله , و فيما ينادي الطفل لعبته الجديدة حاتور و هنا يتحرك التمثال ( البقرة ) و تجر ساقيتها )أنتظر هنا ؛ هذه الجملة الصغيرة حاتور ألم تجذب أنتباهكم , لحظة ؛ كلمة حاتور يقولها الفلاح المصري منادي بقرته بالقيام و النشاط و الحركة , و كذلك نفس الكلمة حتحور هو اسم البقرة حتحور ألهه الجمال عند المصريين القدماء , فهل سمعت البقرة نداء الطفل و استجابت له , و نكمل القصة .
وعندما تمشي البقرة كانت تنتج مادة غريبة لم يعرفها الطفل و لا والده إلى أن مر عليهم شيخ مغربي عرض عليهم مبلغ كبير من المال ثمن لهذه البقرة و المادة التي أنتجها التمثال و بالفعل أخذ المغربي التمثال و المادة الذي أخبرهم أنه التبر المادة التي يصنع منها الذهب , و هنا أختفي فجاءة , و نترك القصة بأحداثه و نتأمل معاً العبارة القصيرة جداً حاتور (بمعنى قوم أُقف ) و كلمة تقال للماشية عندما يحسها سيدها علي النشاط و القيام ,و لماذا استجاب التمثال الصنم لنداء الطفل ,؟ هل هي لعنة الفراعنة ؟ هل هي مجرد سرد من خيال الكتاب و حين سردها كان متعلم و علي دراية كبيرة بالمعبودات المصرية القديمة قبل أن تأتي البعثات الاجنبية إلي مصر و تضع خلاصة أبحاثه فى الكتب و متى جاءت هذه البعثات في مطلع القرن التاسع عشر و هذه الحكايات من القرون الأولى , لدرجة أنها يربط بين عبارة الفلاح حاتور و بين الهة الجمال عن المصريين القدماء حتحور .؟ أم لازال المصري الحاضر متعلق بسير و قصص أجداده القدماء وهذه القصص سلمت بالتقليد باقية إلى الأن لم يغير منها شيء. رغم كل شيء من حوله قد تغير العادات و التقاليد و الثقافات , هناك صلة مشتركة بين كل هذه الأحداث و حلقة مفقودة لنستدل منها لماذا القصة اختارت التمثال حتحور و مناده الطفل حتحور ودعوة للتأمل ؛ و لكن هناك الاف القصص و الحكايات المصرية القديمة التي لم تسجل في كتب الادب أو التاريخ و الأغرب من ذلك عندما يحيكها لك الجد أو الجدة و تساله متى تمت أحداث هذه القصة يخبرك أنها حدثت من قديم جداً هنا في نفس المكان و على حين أخر تجد اخر من بلد أخرى أو محافظة اخرى يحكى لك نفس القصة و نفس أحداثها و أنها حدثت فعلاً عنده في مكانه هو منذ زمن قديم جداً الأ تجد غرابة في الامر , لا و لكن لكل هذه الأساطير لها أساس من الواقع ربما دخل عليه عنصر من الخيال ليجذب عقل المستمع و يستمتع بالحديث مثلما يحدث الان فى فن كتابة القصة القصيرة مثلاً و لكن , دون شك أن هذه الأساطير لم تكن خالية صرف, أكيد إن لها أساس من الصحة , و غداً سوف تثبته الأيام بالبراهين و الادلة ذلك .
.