شيعت الملايين من العرب الكرامة العربية منذ سنوات الى مثواها الأخير في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 وسط أكوام من نعال الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم الذكية حفاظا عليها وبكل أسف قامت دولة الاحتلال ببناء ضريح لكرامتنا العربية ليس تبركا به وإنما سخرية منه ورسالة إلى العرب تؤكد أن الصهاينة لم يحتلوا الأرض فقط بل قتلوا كرامتنا العربية على مقصلة الصمت والخنوع والخلافات العربية العربية وشهوة الكراسي وقلة الحيلة.
والغريب في الأمر أن أنجاس العالم حرموا العرب حتى من زيارة كرامتهم المدفونة في القدس والجولان وأحاطها المحتل بالأسلاك الشائكة والبارود حتى لا يقترب منها أحد يحاول إحياؤها من جديد خوفا لأن تكون حافزا وداعما لاسترداد أراضيهم المنهوبة.
وإذا كان الحال هكذا فهل من سبيل لرد الكرامة العربية إلى أمجادها الأولى أيام الفاروق عمر وصلاح الدين بعد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام والحفاظ على دين الله والمقدسات الإسلامية والمسيحية أو حتى على الأقل نقل ضريح كرامتنا العربية إلى أرض ليست محتلة حتى نتمكن من زيارته والتبرك به والبكاء على أعتابه من الخزى والعار الذي لحق بنا منذ أن فرطنا فيه أم أن الأمر بات صعبا في كلا الحالتين .
والأدهى من ذلك سؤال كاد أن يطيح برأسي ولم أجد له إجابة هل كرامتنا العربية كانت عاقرا ولم تنجب أولاد أو أحفاد يدافعوا عنها على مدار عشرات السنين أم أنجبت إناث لا حول لهم ولا قوة أو مخنثين ليسوا لديهم من القوة ما تكفى لرد اعتبارها من طغيان الإحتلال والقتل والتشريد ومعايرة العرب أن كرامتهم تحت النعال.
مشكلة غاية في التعقيد والفهم والاستدلال على أسبابها وأصبحت الإجابة غاية فى الصعوبة وما نراه على أرض الواقع لا يبشر بخير وربما يقضى على باقى القيم التي ورثها العرب عن أجدادهم الأولين وبعد أن يأسنا من عودة الغائب ، هل نستطيع أن نعيش بلا كرامة ونترك الإحتلال يفعل فينا ما يريد أم نستكمل حياتنا أشبه بالأنعام تجمعنا عصا وتفرقنا أصوات القنابل وطلقات الرصاص وتفتح لنا أبواب السجون إذا صرخنا فى وجه الحكام لعودة كرامتنا العربية وفي النهاية رسالة أوجهها للجميع وخاصة لمن فشل من حكام وملوك الأرض وخرج عن اللحمة والوحدة العربية ، إذا لم تعود الكرامة فى ظرف عام قولوا على العرب السلام .