اللغة العربيّة ، هي من اللغات السامية التي يتحدث بها نحو نصف مليار نسمة، حيث يتركز سكانها في مناطق الوطن العربي بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى مثل تركيا، وتشاد، ومالي، والسنغال، واستمدت هذه اللغة أهميتها لأنّها لغة القرآن، بالإضافة إلى أنّها اللغة التي يستخدمها المسلمون في صلاتهم. وقد سميت اللغة العربية بـ ” لغة الضاد ” لأنه الحرف الوحيد الذي يوجد باللغة العربية ولا يوجد في أي لغة أخرى على مستوى العالم، كما أن العرب هم أفصح من نطقوا حرف” الضاد”، فمن المعروف أن حرف ” الضاد” من الحروف التي يصعب نطقها، فالقبائل العربية أتسمت بقدرتها على نطق حرف” الضاد” بسهولة دون الشعور بالمعاناة، كما أن الأشخاص الذين لا يتحدثون العربية وجدوا صعوبة كبيرة في إيجاد صوت بديل يعبر عن حرف” الضاد” في لغاتهم.والشعوبالعربية هي الوحيدة القادرة على نطق حرف "الضاد"
قال الجاحظ في كتابه (البيان والتبيين) "كان رجل بالبصرة له جارية تسمّى ظمياء، فكان إذا دعاها قال: يا ضمياء، فقال عبدالله بن المقفع: قل يا ظمياء، فناداها: يا ضمياء، فلما ألحّ عليه ابن المقفع قال له: هي جاريتي أم جاريتك؟"
يعتبر حرف” الضاد” من أهم حروف اللغة العربية، وله منزلة كبيرة عند العرب لأنه السبب في تميزهم عن باقي الشعوب الآخر، ولكن العرب لم يطلقوا على اللغة العربية "لغة الضاد" في العصر الجاهلي أو في عصر صدر الإسلام، لأنهم لم يدركوا أنهم الشعب الوحيد القادر على نطق حرف "الضاد" بسهولة ويسر عن غيرهم من الشعوب، ولكن ظهرت أهمية حرف” الضاد” عندما عجز العجم عن نطق حرف ” الضاد” أثناء قيام المسلمون بتعليمهم قواعد اللغة، ومن هنا بدأ اهتمام العرب بحرف "الضاد"، وبدأ العرب يجرون دراسات عليه من أجل التعرف على السر وراء عدم قدرة العجم على نطقه.ويرى بعض المحققين أن الضاد القديمة لا يقابلها شيء من الأصوات، بقول سيبويه "لولا الإطباق أي التفخيم لخرجت الضاد من الكلام، لأنه ليس شيءٌ من موضعها غيرها"ويري المستشرق (برجشتراسر) :أن مخرجها قريب من مخرج اللام، فالضاد العتيقة حرف غريب جداً غير موجود إلاّ في العربية،
ومن المعروف ؛ أنه ليس في اللغة العربية كلمتان بنفس المعنى، بل يوجَد مترادفات، والفرق بين الأمرَين أن "نفس المعنى" يعني "التطابق في المعنى"، أما الترادف فيعني "التجاوُر"، أي إن الكلمتين متقاربتان في المعنى كأنهما متجاورتان على خط المعنى.
انظر مثلًا إلى الفعلين "قعد" و"جلس"، قد تظنّ أنهما متطابقان في المعنى، ولكن مصادر اللغة تقول إن "قعد" يعني أنه كان واقفًا قبل قعوده، و"جلس" يعني أنه كان مضطجعًا قبل جلوسه، أي إن القعود يكون بعد علوّ، والجلوس يكون بعد سفل... لهذا يسمى جلوس الصلاة جلوسًا، لأنه لا يكون إلّا بعد سجود، أي من سفل إلى علو.
وانظر كذلك إلى كلمات "مائدة" و"طاولة" و"منضدة"، تجد أن المائدة هي الطاولة إذا كان عليها طعام، فإذا كانت خالية فهي طاولة، وتسمَّى "منضدة" إذا نضَّدت (أي رتَّبت ورصصت) عليها الأشياء.
وانظر أيضًا إلى كلمات "البدلة" و"البذلة" و"البزة"، تجد أنها مترادفة، ولكن "البدلة" تُستعمل للإشارة إلى زِيّ الخروج والمناسبات الرسمية، و"البذلة" يُشار بها إلى الرداء الذي يُستعمل للعمل المُبلِي، وهي التي يسمّيها العامة "العفريتة"، و"البزة" هي الزي العسكري.والأمثلة في هذا الشأن لا تُحصَى، وكلها تؤكّد أنه لا تطابق في المعنى بين لفظين، بل فقط ترادُف.
ويقول الدكتور مصطفي رجب أستاذ اللغة والعربية وآدابها
"للكلمات في اللغة العربية أصوات استوعبتها بقدرتها الجمة ،دخلت فصارت عربية بالاستعمال وتضمنها المعجم العربي [ المكتوب والمسموع ] منها مثلا :
قُفطان - قنبلة - ترسانة - عربة -بكَرة - بيرق [ من التركية ]
أستاذ - بهلوان - بنفسج - بوتقة - برنامج - جاموس - خيار - خليج - سرطان - سيخ - شال - صندوق - طربوش - فنجان - كعك - خانة -[ من الفارسية]
برميل - بنك - كمبيالة - ملاريا - برتقان [ من الإيطالية ]
أبراشية -إبليس- أخطبوط- بطاقة-زخرف- دبلوم - درهم [ من اليونانية ]
برلمان- بروتستانت - بكالوريا- دكتور - جنرال- طن - مليون- [ من الفرنسية]
والجملة بحسب بعض الباحثين أن هناك 2503 كلمة أجنبية صارت عربية ، مما يدل على مرونة اللسان العربي وقابليته للنمو والتطور .
وبالتأكيد أنا أقصد باللسان : لغة العرب ، ولا أقصد الجارحة التي نعبر بها عن رأينا في بعض الفضائيات "
وفي نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث ظهر مصطلح "لغة الضاد"، وفي تلك الفترة ظهر عدد من علماء اللغة أهمهم الخليل وسيبويه والأصمعي، الذين اهتموا بدراسة اللغة العربية وحروفها، وقال سيبويه يعتبر حرف” الضاد” أحد الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في اللغة، ومن لا يستطيع نطق حرف ” الضاد” بطريقة صحيحة لا يمكنه قراءة القرآن والشعر بطريقة صحيحة، فبعض العجم يخلطون بين حرف الظاء والضاد، لذا ألف بعض اللغويين رسائل للتميز بين حرفي "الضاد" و "الظاء".واستخدم الأدباء والمفكرون اللغة العربية بشكل أساسي لكتابة الأعمال الدينيّة في العصور الوسطى، وزادت أهمية هذه اللغة عند انتشار الإسلام بشكل كبير، وأصبحت لغة الأدب، والعلم، والسياسة لفترة طويلة خاصة في الأراضي التي خضعت للحكم الإسلاميّ، وأثرت اللغة العربية بشكل كبير في العديد من اللغات العالميّة الأخرى، مثل الفارسيّة، والكرديّة، والماليزيّة، والتركيّة، والألبانيّة، بالإضافة إلى اللغات الإفريقيّة مثل السواحيلية، والهاوسا.وتعتبر اللغة العربية من اللغات الرسميّة الست المعترف بها في منظمة الأمم المتحدة، ويعتبر يوم 18 من ديسمبر من كلّ عام هو اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية، وهو اليوم الذي تم اعتماده من قِبل الأمم المتحدة، وتحتوي هذه اللغة على 28 حرفاً، ويعتقد بعض اللغويين أنّ الهمزة حرف من أحرفها لتصبح لغة ذات تسعة وعشرين حرفاً، ويتكتب هذه اللغة من اليمين إلى اليسار وهي بذلك تشبه كلّاً من اللغة العبريّة والفارسيّة، كما أنها تعتبر من أغزر اللغات من ناحية المادة اللغويّة، حيث إنّ معجم لسان العرب لابن منظور يحتوي على أكثر من ثمانية آلاف مادة.ومنا لا شك فيه أن تعلم اللغات الأخرى بجانب اللغة العربية الأم ؛أمر هام وجيد وأدعي للثقافة ومواكبة العالمية والتطورات والطفرات التي تحدث من حولنا من تكنولوجيا العصر ومواكبة الحداثة بكافة انماطها وقد علَّم الله نبيه آدم عليه السلام أسماء الأشياء كلها كما قال تعالى: في سورة البقرة {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه علمه اثنتين وسبعين لغة، وهي أصول اللغات فأصول لغات العالم اثنتان وسبعون لغة، واليوم لغات العالم كثيرة جداً في الهند وحدها 460 لغة، في الهند وحدها 460 لغة، فضلاً عما سواها من اللغات في العالم، وتعلم هذه اللغات يزيد الإنسان فهما واستيعاباً للأمور، فلا حرج فيه؛ بل إن الإنسان يزداد ثقافة كلما استجدت عليه لغة جديدة وتعلمها. ولذلك فإن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كان له مائة غلام يكلم كل غلام بلغة تختلف عن لغة الآخر، له مائة غلام، كل غلام تعلم منه لغته فكان يكلمه بتلك اللغة، معناه أنه يتكلم بمائة لغة، وهذا من ذكاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم أرسل زيد بن ثابت إلى اليهود يتعلم لغتهم لأنه لم يكن يأمنهم على القرآن فيخاف أن يحرفوا ويبدلوا، فتعلم زيد بن ثابت لغة اليهود. فمن الضروري تعلّم اللغات للحاجة والضرورة، بل قد يكون تعلُّمها واجباً إذا احتاج إليها المسلمون لمثل أخذ الحيطة والاستعداد لمعرفة أخبار المعاديين وتعريب العلوم، إلى غير ذلك من الأمور التي تفيد منَعَة أهل الإسلام وعزّهم، وهناك قاعدة أصولية مشهورة ومعروفة بين أهل العلم وهي: "ما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب مثله"، وفي هذا ما جاء في الحديث الصحيح عن زيد بن ثابت «رضي الله عنه»: قال لي رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: "أتحسنُ السريانية (إحدى اللغات السامية)؟ فقلت: لا، قال: فتعلّمها فإنّه يأتينا كُتُب، فتعلّمتها في سبعة عشر يوماً، قال الأعمش: كانت تأتيه كتُبٌ لا يشتهي أن يطّلع عليها إلا من يثق به".فإن تعلم اللغات ضروري ،وهو مرغب فيه فيكون بهذا قد نفع وطنه وشارك في وحدة الصف والكلمة، ومثل ذلك اللغات العالمية المشهورة، وقد سئل أبو الأعلى المودودي رحمه الله عن مقومات الداعي قيل له: ما مقومات الداعي قال: هل تريدون شروطاً كثيرة أو شرطاً واحداً؟ قالوا: نريد شرطاً واحداً، قال: أن يتقن اللغة الإنجليزية. فإذا أتقن الإنسان لغة من اللغات الحية العالمية من خلال إتقانها يمكن أن يقرأ كثيراً من الكتب وأن يطلع على كثير من واقع الشعوب وبذلك يتعلم ما نقصه علمه، وأيضاً يصل إلى خبرة من خلال تجربة الآخرين، فتجارب الناس اليوم مكتوبة، وبالأخص الدول الأوروبية ؛ فكل عالم يكتب مذكرات حياته، وتجاربه وما مر عليه من القصص والحكايات؛ فيستفيد الإنسان بذلك أنماطاً من التربية وتجارب كثيرة، ومن هنا فإن كثيراً من الذين كتبوا تجارب حياتهم أفادوا الناس في التربية كثيراً، وهذا الأسلوب أخذ به أيضاً كثير من الدعاة المعاصرين اليوم
ويقول الدكتور عبد الحميد براهيمي يقصف أدعياء الأمازيغية بالثقيل فيقول :
لم يطلب السوريون بالعودة إلى اللغة الأرامية ولا العراقيون بترسيم اللغة السومرية وتدريسها في المدارس ،ولا المصريون باللغة الفرعونية الهيلوغليفية،و جميعهم لم يتعربوا إلا مع الفتح الإسلامي في نفس فترة دخول الفتح الاسلامي إلى بلاد البربر و علي الرغم من أنها لغات لها أبجدية مكتوبة غير مصطنعة ولا مفبركة في مخابر أوروبية
إلا أن البعض ممن أتاهم الله فهما زائدا عن بقية الأجناس البشرية ، ذهبوا إلى الكهوف بحثا عن حروف يمكن تشكيل منها "لغة" قالوا أنها أمازيغية لإعلان حرب على العربية،و كرها في دين الاسلام ، العربية التي تبناها وارتضاها الأقوام المذكورون أعلاه أصحاب الحضارات العريقة الضاربة في عمق التاريخ.