يَاْ بُغْيَتِيْ وَأَنِيْسـِيْ
يَاْ دَوْحَةً لِلنُّفُوْسِ
يَاْ مَنْ أَدِيْنُ إِلَيْهِ
بِطَاْرِفِي وَنَفِيسـي
يَا رِفْقَتِيْ وَمُعِيْنِيْ
لَأَنْتَ طِبُّ الْنُّفُوْسِ!
كَالْبَدْرِ عِنْدَ اكْتِمَالٍ
كَالتَّاجِ فَوقَ الرُّؤُوسِ
لِيْ فِيْ ضِيَاْكَ نَجَاْةٌ
مِنْ شَرِّ دَهْرٍ عَبُوْسِ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنِّي
أَحْظَى بِخَيْرِ جَلِيْسِ
إِمَّا جَلَسْتُ إِلَيْهِ
كَالْبَدْرِ أَوْ كَالشُّمُوْسِ
أَتِيْهُ فِيْ خَيْرِ قَوْلٍ
كَخَمْرَةٍ فِى الْكُؤُوْسِ
كَالرِّيِّ مِنْ بَعْدِ صَوْمٍ
والسِّلْمِ بَعْدَ الوَطِيْسِ
هَذَا الْكِتَابُ جَلِيْسِـيْ
أَنْأَىْ بِهِ عَنْ خَسِيْسِ
أَلْقَاهُ فِيْ كُلِّ وَقْتٍ
نَاْءٍ عَنِ التَّغْلِيْسِ!
أَهْفُوْ إِلَيْهِ بِعَقْلِيْ
تَوْقًا لِخَيْرِ وَنِيْسِ
كَمْ أَلْفِ بَابٍ هَدَانِيْ
فِى الْفَهْمِ وَالْتَّأْسِيْسِ!
وَأَلْفِ بَاْبِ نَهَاْنِيْ
فِى الْسُّوْءِ وَالْتَّلْبِيْسِ!
فَازْدَاْنَ رَوْضُ الْأَمَاْنِيْ
وَاخْضَـرَّ بَعْدِ الْيُبُوْسِ
كَمْ مِنْ دِرُوْسٍ حَذَانَاْ
أَنْعِمْ بِهَا مِنْ دُرُوْسِ!
يَجْلُوْ ضِيَاْهُ الدَّيَاْجِيْ
مِنْ كُلِّ شَرِّ بَئِيْسِ
لَوْلَاْ مِدَاْدُ كِتَاْبِيْ
مَاْ لَاْحَ كُلُّ رَمُوْسِ!
إِنْ لَاْحَ أَوْ غَابَ عَنِّيْ
ذَا مَوْضِعُ التَّقْدِيْسِ
إِنِّيْ وَكُتْبِيْ رِفَاقٌ
صِنْوَ الضِّيَاْ وَالشُّمُوْسِ
مِنْ كُلِّ فِكْرٍ عَقِيْمٍ
تِلْكَ الصِّحَاْبُ تُرُوْسِيْ
نَهَارُ فَقْدِكَ لَيْلٌ
وَلَيْلُ فَقْدِكَ بُوسِيْ!
مَاْ أَعْظَمَ الْعِلْمِ حِفْظاً
إِنْ صُنْتَ فَوْقَ الْطُّرُوْسِ!
*