جاكلين جرجس تكتب: الشخصية المصرية وأوبرا اخناتون

جاكلين جرجس تكتب: الشخصية المصرية وأوبرا اخناتون
جاكلين جرجس تكتب: الشخصية المصرية وأوبرا اخناتون

 

موسيقى و ألحان متفردة تبث فى الوجدان حنين إلى أصولنا القديمة،تبعث فينا الفخر بتاريخنا و ماضينا ، تستمع لشدو الناى فيتلامس مع الحزن الدفين بقلبك و بتناغم بديع تتسلل إلى اعماقك تلك الآلات الوترية واحدة تلو الآخرى  ،وتتجانس معها الآلات الإيقاعية لتشعرك بالزهو وعراقة تراثنا و آثارنا ، كأنها تستحضر روح و حياة الأجداد فمنذ سبعة آلاف سنة سجل المصرى عاداته وتقاليده وأفراحه وأحزانه من خلال الموسيقى والغناء. فقام بتحويل مشاعره و أحداث يومه إلى ألحان واستخدم الطبيعة من حوله لصنع آلاته الموسيقية.
تلك النهضة الفنية القديمة كانت سببًا لاستلهام الروح المصرية و تأليف أوبرا كاملة اسمها أخناتون فى الولايات المتحدة ،باللغة المصرية القديمة وتتحدث عن إخناتون كأول إنسان في العالم يتحدث عن التوحيد وعن القوة التي تكمن خلف قرص الشمس ، كانت من تأليف الفنان الأمريكي فيليب جلاس عام 1983 ، وتتكون من ثلاثة أجزاء، وتم عرضها للمرة الأولى في مدينة شتوتجارت الألمانية عام 1984 .
و بالرغم من عراقة تاريخ مصر فى الموسيقى والغناء، إلا أن البلاد لا تضم متحفا موسيقيا حديثًا  يليق بتاريخ مصر الفنى، وبرموزها الموسيقية والفنية على مر العصور ؛بينما سبقتنا ألمانيا منذ مئات الأعوام و أنشئت متحف مليئ بالآلات الموسيقية، بدون بشر يعزفون عليها، يعرض هذا المتحف فى روديشيم أدوات العزف الذاتية التى لا تفوت أى نوتة موسيقية ، وعند مدخل المتحف يسلم الزائر مرشدا صوتيا، عندما يقف أمام آلة معينة يستمع من خلال سماعته الخاصة كيف كانت هذه الآلة تصدح وبهذا الأسلوب يتم سرد تاريخ العلاقة بين الموسيقى والإنسان ،ومن عناصر التشويق والتجديد التي يعتمدها متحف "عوالم الموسيقى" منح الزائر الفرصة للتعرف على إمكانيات المزج بين الموسيقى القديمة والحديثة، فعندما يقف مثلا أمام جرس قديم، لا يسمع فقط رنينه الأصلي، إنما يسمعه ممزوجا بألحان أخرى ،لم ينسى المتحف الأطفال بل جعلهم يتعرفون على الآلات القديمة وأنغامها بطريقة محببة ،وبعد مسيرة بين الحقب الموسيقية والأقسام الأساسية للمعرض، يصل أخيرا إلى الجزء  المخصص للموسيقى المعاصرة ويدخل استوديو تسجيلات صوتية لعازف غيتار حديث، وهناك يستطيع أن يقوم بنفسه بتركيب الألحان وأن يرقص عليها إن أراد.
وفى إطار الحاق بقطار التنوير و أهداف الدولة فى مواجهة التعصب والتطرف الفكري ونشر الوعي  أصبح هناك ضرورة ملحة إلى متحف للموسيقى بأسلوب شبابي مشوق و متطور يعرض للزائرين اللآلات الموسيقية القديمة و الحديثة و يمكنهم من الاستماع لصوت كل ألة من خلال شاشات عرض رقمية تعرض تاريخ ونشأة كل ألة و تصميمها و مراحل تطورها و كيفية ادماجها مع الألات الأحدث لتقديم كونشرتو موسيقى ،متميز بالإضافة إلى عروض غنائية و مسرحية باستخدام تلك الالات بلغتنا المصرية القديمة مما يكون له عظيم الأثرفى تنمية الوعي وبناء الشخصية المصرية ليعلو صوتنا و نقول لكل العالم انتبهوا هنا مصر.