الزائر الغامض:
منذ زمن ليس ببعيد تعودنا بين فترة وأخرى أن يأتي لنا زائر غامض له مهمة واحدة ومحددة ألا وهي استلام أو قبض أو خطف أحد أفراد العائلة ونحن لا ندري ولا نعرف السبب ولكن يعقب ذلك ارتفاعالصراخ والعويل والبكاء وتتغير الملابس الملونة إلى سواد قاتم وعندما سألنا عن هذا الزائر الغامض قالوا لنا أنه الموت ونتذكر في ذلك الحين كان قدومه قليلاً وعلى فترات بعيدة وأيضا له طريقة يأخذ فيها فقط كبار السن وأساليبه قليلة نسمع عنه وقت الحروب أو الحوادث، واستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء وقت كبرنا فيه وفهمنا من هو الزائر واصبح لنا قناعة وعقيدة في كل الأديان أن كل نفس ذائقة الموت وأيضا أن الحياة ماهي إلا بخار يظهر قليلاً ثم يتلاشى وكما قال النبي داوود: "ها أنا اليوم ذاهب في طريق الأرض كلها ولن ينجو أي إنسان في العالم كله"، لقد اصبح المرء في حيرة من أمره لهذا الزائر الغامض الذي كثرت زيارته بصورة ملفته وقد ابتكر طرق ووسائل متعددة ومختلفة وصل إلى حد أن جعل النفس البشرية وسيلةفعالة لقتل نفوس أخرى أو ينهي حياته بنفسه بوسيلة تفجير نفسه في تجمعات أو في مباني أو وسائل مواصلات عامة وحيث تترامى إلى مسامعنا أخبار الموت القاسية خاصة زمن الإرهاب البغيضة والحروب الكثيرة المتكررة، أو وقت الكورونا وحيث صار الإنسان يغرق في تفكيره متأملاً كلما فقد عزيز لديه، فهذا فقد أباه وآخر فقد أخاه وثالث فقد صديق ورابع فقد حبيب أو قريب، خطفه هذا الزائر الغامض ثقيل الظل مما يزيد في داخلنا حزن دفين وألم شديد لهذا الفراق المفاجئ كما حدث لنا في الأيام الأخيرة من فقد زميل عزيز وصحفي نشيط في ريعان شبابه الأخ "أسامة عيد" ليس أمامنا سوى أن نترحم عليه وعلى أمثاله وأن الله قادر أن يعزي أهله وأصدقاؤه، وتحول داخل النفس البشرية شعور واحساس غريب ومختلف عما سبق أمام هذا الزائر الغامض الذي يقتحم دون إنذار ولعل ذلك يكون درساً وعظة للاستعداد الدائم.
العين البسيطة:
يبقى دائماً سؤال هام يتردد بصفة مستمرة عن هذا الكائن الحي الإنسان وماهية تصرفاته وسلوكه أو أفعاله وأفكاره وكيف تحولت على مرور الزمن من الصفات التي خلق من أجلها الإنسان ليعيش في الأرض في سلام وحب وخير ويكثر من النسل في فرح وابتهاج وسرور وكيف تغير هذا الكائن وانحرف عن طريقه إلى طرق ملتوية وشريرة وكيف تغلغل في النفس البشرية كل تلك الكمية من الكراهية والحسد والحقد والتعصب والصراع والقتل والعنصرية البغيضة والطمع والغرور والاباحية والإرهاب المقيت وكلما تقدمت البشرية في التطور والعلم والتكنولوجيا والاختراع والابتكار المفروض أن تكون كلها لصالح الإنسانية ليعيش الإنسان حياة هادئة نجدها تحولت إلى النقيض من حيث سوء الاستغلال بحيث تصبح مغايرة تماماً عن هدفها لخدمة الإنسان وإنما وسيلة للقضاء عليه وكتابة نهايته وتعاسته، وإن الصراع الأزلي الآن هو بين فريقين، فريق من محبي الحياة، وفريق من أعدائها، وبين التقدم والتخلف، وبين السلام والكراهية، يرجع كل هذا إلى هذا العضو الصغير إنه عين الإنسان حسب الآية الذهبية: "سراج الجسد هو العين، فمتى كانت عينك بسيطة فحسدك كله يكون منيراً".
حقاً أيتها العين كوني بسيطة لتري كل الأشياء بصورة هادئة ونقية تشكر وتحب وتتمنى الخير، لأنه لو حدث ذلك لأصبح العالم لا يعرف الخصام أو الكراهية أو الحروب، وإنما ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، علينا فقط الاجتهاد والكفاح المتواصل لتوصيل تلك الرسالة والكلمات القليلة لتنقية العين يبدأ من الصغر على أهمية العين البسيطة سواء في البيت أو المدرسة أو العمل ولكن الذي يحدث في الحقيقة هو ترك الأطفال أمام شاشات التلفاز أو اغراءات وسائل التواصل الاجتماعي التي نجحت في افساد وتلوث أعينهم وتشويه عقولهم وانحراف أفكارهم ومع الزمن يتحولون لقنابل موقوته مدمرة.
توقف الفيس بوك:
الاثنين الساعة الثانية عشرة والنصف تماماً الخامس ممن أكتوبر عام 2021م توقفت بصورة مفاجئة ولمدة ست ساعات كاملة كل خدمات الفيس بوك والماسنجر والواتسآب والانستجرام لأكثر من ثلاثة ونصف مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم وأيضا توقفت معها خدمات مواقع أمازون وجوجل، وهذه الساعات الست الرهيبة أدت إلى خسائر جسيمة في الأموال والمصالح فوراً حيث انخفضت أسعار أسهم الشركة ووجدت هذه المليارات من البشر نفسها بدون أدوات الانتقال لأعمالهم أو التواصل مع اصدقائهم أو عائلاتهم، وقد تم تقدير الخسائر المادية للشركة المالكة بأكثر من ستة مليارات من الدولارات ولا يهمنا سواء كان هذا خطأ فني أو عمل اجرامي مقصوداً أو بدون قصد لكن ما يهمنا هو أنه يعطينا جرس إنذار، وربما من الجدير بنا أن نفكر بجدية في أنه قد تأتي نهاية العالم بصورة مبتكرة متغيرة ومختلفة لا يتصورها المرء مما يجعلنا نتأكد أن الذكاء الإنسان الصناعي ربما يستطيع أن يتحكم وأن يسيطر ويسطو على عقول البشر بشكل أو بصورة لا اعرفها تجعله أسير لقوى خفية شيطانية أو لصالح منظمة أو كيان أو قوى نجهلها تكون قادرة على وضع نهاية محتومة لهذا العالم فلا يخفى علينا ما حدث من جائحة كورونا التي كانت تجربة وقد حققت أهدافها فعلا ونجحت في شل وتوقف الحياة لفترة زمنية طويلة امتدت سنوات فلا عجب ولا استغراب في المستقبل أن يأتي عمل مماثل ولكنه أشد خطورة وقادر على تدمير الكرة الأرضية ونهاية البشرية كلها.
ديموقراطية الدواعش:
كان يدور في مناطق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا والتي تسمى داعش تحت قيادة الخليفة أبو بكر البغدادي فمنذ 2014م وحتى عام 2020م نهاية دولتهم بمقتل خليفتهم ست سنوات كاملة وهؤلاء الدواعش يحكمون ويسيطرون على مقدرات الشعب الواقع تحت سيطرتهم فكانت لهم عملة خاصة بهم ووزارات وقيادات وإدارة البلاد بالطريقة التي يرغبون بها وفرض أفكارهم وعقيدتهم وتطبيق شريعتهم في المحاسبة والحكم دون مراعاة لأي مواثيق انسانية لحقوق البشر التي يقرها العالم المتحضر كلها ذلك تحت ديموقراطية خاصة وتسمى مجلس شورى يفتي ويقر القتل سواء بالسيف أو الحرق او الغرق إن تاريخهم ملطخ بالدماء والخزي والعار والذل واستباحة الأموال والنفوس ولا يخفي على أحد هو نفس منطق وفكر وعقيدة حركة طالبان من قبلهم وسوف تطبقها الحركة في أفغانستان ولكن الاختلاف الوحيد بين داعش وطالبان هو أن المجتمع الدولي يحاول التقرب والقبول واقناعنا بالرضا بوجودهم والتفاهم معهم خاصة بعد الانسحاب الأمريكي، وأن الجلوس معهم في الدوحة أو في روسيا كلها تعطي انطباع سائد أننا مقبلين في القريب العاجل للاعتراف بما يسمى ديموقراطية الدواعش وترسيخ لمفهوم الإرهاب وتقنين أوضاعهم مما يغري الكثيرين لتقليدهم والسير على خطاهم فلا يخفى ما يحدث الآن عقب الانسحاب الفرنسي من مالي اصبح الوضع مهيأً لتكوين كيان مماثل كذلك كل من الصومال ونيجيريا وأيضا في بلادنا المصرية والقبض على الإخواني يحيي مهران وضبط شقة بناصية حدائق الأهرام لإخفاء أموال بغرض إعادة احياء التنظيم الإخواني تحوي على أكثر من 8.5 مليون جنيه بالإضافة إلى 400 ألف دولار كذلك الاجتماع المنعقد في لندن للقيادات الاخوانية محاولة لرأب صدع الانهيار والصراع الخفي بين كتلتي لندن وتركيا ينذر بخطورة الموقف وتغيير جلدهم ووضع الأقنعة على وجوهم بديموقراطية داعش الجديد.
طالبان هو الكسبان:
مما سبق يتضح لنا تحركات حركة طالبان بعد تمكنهم من السيطرة على كافة انحاء أفغانستان وبرعاية كاملة من دويلة قطر في التمويل والمساعدة وتم عقد لقاء مع مسئولين أمريكان للتفاهم وكذلك اسراع الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم والمعونة الإنسانية بمبلغ مليار يورو مساعدة للشعب الأفغاني بحجة واهية وهي لا يمكن أخذ الشعب بذنب طالبان وأن معونات الاتحاد الاوروبي سيتم اعطائها عن طريق المنظمات الانسانية، كلها تصب في صالح حركة طالبان واعتراف ضمني لهم بتلك الحركة الإرهابية كل هذا مقابل الأمل أول التفاؤل لتغيير سلوك الحركة في التعامل لحقوق الإنسان والمرأة بالذات ولكنها في الحقيقة والواقع كلها أوهام وخيال في عقول العالم الذي انخدع بسبب تصريحات أو شعارات أو كلمات متناثرة واستخدام التقية في التفاهم بغرض واحد فقط هو تدفق الأموال للشعب البسيط المتذمر والمغلوب على أمره وكلما زادت المعونات والمساعدات كلما زاد تأييد الحركة وتكون نتيجة ذلك والمحصلة خروج طالبان كسبان من تلك المعادلة الصعبة الشائكة المعقدة وهو التوافق بين تطرف وإرهاب حركة طالبان وبين التأييد الشعبي والمجتمع الدولي لهم تلك هي الخدعة والكذبة وعقلية شيطانية في الدوحة والدلائل والظواهر سوف تؤدي إلى تثبيت أقدام حركة طالبان بتلك المعونات وتبقى الحقيقة العارية أن الإرهاب هزم وكسب جول مع أقوى دولة في العالم أمريكا فعلا طالبان هو الكسبان.
بيروت مدينة الظلام:
بيروت باريس الشرق ومدينة النور والعلم أجمل واروع المدن العربية تتحول لمدينة ظلام ودمار فمنذ انفجار ميناء بيروت في أغسطس 2020 والذي أدى إلى مقتل 218 شخصاً واكثر من سبعة آلاف جريح خلاف دمار شامل بالمدينة وحتى تلك اللحظة لم يتم التحقيق مع المسئولين والمتسببين لهذا الانفجار المروع وقد قام قاضي التحقيقات التحقيق مع بعض الوزراء والمسئولين ولكنهم محسوبين على حزب الله المهيمن والمسيطر على مقدرات الدولة بالإرهاب والتهديد بدءاً من التشكيك في نزاهة القاضي مما جعل السلطات اللبنانية تقوم بتعليق التحقيق وأمام ضغط أهالي الضحايا والذين يطالبون سرعة محاكمةومحاسبة المسئولين وطلب التعويض المناسب للمتضررين ولكن القوى المعرقلة والمعترضة استمرار التحقيق مما دعا حزب الله وحركةأمل الشيعية القيام بمظاهرة ترهيب وتهديد واظهار القوة مع فرض الأمر الواقع والهروب من المسئولية مما أدى إلى اشتباكات يوم الخميس 14 أكتوبر كان نتيجة سقوط ستة قتلى واصابة العشرات بدأت بنزول ميليشيات تابعة لحزب الله تحولت لمصادمات مع قوات الجيش اللبناني الذي فرض سيطرته في منطقة الاشتباك لتعاد الذاكرة إلى الحرب الأهلية اللبنانية والحرب الطائفية حيث بدأ كل فريق يكيل الاتهامات للفريق الآخر فكانت تلك الأحداث اضافة ثانية بعد مشكلة الطاقة والعجز المالي لتدبير التمويل اللازم مما جعل بيروت ولبنان تعيش في ظلام دامس وانخفاض حاد في الليرة حيث تعتبر لبنان من أكثر خمس دول في العالم مديونية ومهددة بالإفلاس هكذا تحولت بيروت الجميلة إلى مدينة مهددة بالظلام والدمار والصراع والحرب للأسف العالم مشغول عنك يابيروت لتدبير المعونات والمساعدات لطالبان تلك الحركة الإرهابية ولا يصدر عنه سوى بضع كلمات وتطمينات وتصريحات بضبط النفس وسرعة التحقيق ونحن نحمل سؤال واحد: أين جامعة الدول العربية من الذي يحدث في لبنان درة الشرق وسحره، الجميع يقف صامتاً لا يتحرك، الكل مشغولاً بمصالحه ونقول أن ترك دولة عربية تتعرض لمشاكل اقتصادية وسياسية وأمنية دون معونة أو مساعدة حتى تسقط هو عار عليكم فلبنان أفضل من افغانستان أين أنتم أيها العالم الحر.
الكرة المجنونة:
تجري تصفيات كرة القدم في انحاء العالم للوصول إلى كأس العالم المنعقد في قطر 2022م والمنافسات قوية ومشوقة وحماسية حيث وصلت بعض الدول مثل ألمانيا والدنمارك مبكرا بينما الفريق المصري الذي تحسن أداؤه خاصة في آخر المباريات مع ليبيا حيث فاز في رحلتي الذهاب والإياب خاصة بعد تولي مدرب أجنبي مسئولية الفريق ويواصل تقدمه حتى يضمن اوائل المجموعات على مستوى أفريقيا ثم يتم تصفية إلى خمس دول فقط إنه مشوار صعب وشاق يحتاج تشجيع نظرا إن كرة القدم تستحوذ على الاهتمام الشعبي الأول لدرجة الهوس والذي لا يعرفه الكثيرين أن هناك لعبات كرة القدم النسائية وكرة القدم الشاطئية وكرة قدم الصالات المغطاة وللأسف مصر لها أي دور نظرا لضعف المستوى.
بطولة العالم لكرة القدم النسائية للأسف لم يتمكن الفريق المصري المشاركة ولكنه ظهر مؤخرا بصورة مشرفة أثناء البطولة العربية وحصلت على الميدالية الفضية بعد هزيمتها من الفريق النسائي الأردني 4-2 أما بطولة كرة القدم الشاطئية التي لا نعرفها أونعلمها رغم وجود شواطئ طويلة على البحر الأحمر والأبيض وهي لعبة ترفيهية ومعترف بها وكانت آخر بطولة عالمية في روسيا من 19 – 29 أغسطس 2021م والمعروف عن روسيا الثلوج والبرودة الشديدة ولكنها بالإصرار والتدريب أمكن لها الفوز بالمركز الأول واليابان الثاني بينما جاء الفريق السنغالي بالمركز الرابع وكان هناك فريقين عربيين هما الإمارات وعمان وفريقين من افريقيا هما السنغال وموزمبيق ولكن لا وجود لفريق مصري.
بينما جاءت بطولة العالم لكرة القدم للصالات المغلقة في ليتوانيا من12 – 3 أكتوبر 2021م وللأسف نالت مصر هزيمة قاسية من روسيا 9- صفر، وأيضا من أوزبكستان 2-1 ولمنها فازت على جواتيمالا 6-3 وخرجت من الأدوار الاولى.
أمر عجيب هناك لعبات لم نلق عليها الضوء أو الدعوة إلى تكوين فرق أو التشجيع المشاركة في البطولات بصورة معتمدة لأجل كرة القدم التي تستحوذ على كل الاهتمام بالرغم أننا لم نقدم أي نتائج مشرفة فخرجنا من بطولة العالم السابقة 2018م موسكو صفر اليدين بلا نقطة واحدة ومازال لدينا أمل في الوصول لبطولة الدوحة 2022م.
علينا نشر تلك اللعبات الجديدة كرة القدم النسائية أو الشاطئية أو الصالات على الأجيال الجديدة المتحمسة القادرة على تحقيق نتائج مشرفة لصالح بلادنا مصر أفضل من كرة القدم المجنونة.