د. بهي الدين مرسي يكتب: الدكتوراه الفخرية

بعيدا عن الجدل الدائر في الوسط الثقافي بين الأكاديميين بسبب منح الدكتوراه الفخرية لمحمد رمضان، دعونا نناقش الأمر من الناحية الأخلاقية ونتحرى ضوابط منح الدرجات العلمية.

تُمنح الدكتوراه الفخرية لبعض الرموز امتنانا بإضافة فكرية قدمها للمجتمع المحلَي أو للعالم حتى وإن لم يكن المكرم شخصا أكاديميا.

ويمكن لشخص غير أكاديمي وبلا درجات علمية أكاديمية نيل التكريم بالدكتوراه الفخرية وكان أول من مُنح الدكتوراه الفخرية في العصور الوسطى هو أسقف سالزبوري، وفي عام 1933 منحت ألمانيا الدكتوراه الفخرية لفرديناند بورش أسطورة صناعة السيارات وهو من أوجد السيارة "فولكس فاجن" ومن بعدها سيارة السباق "بورش".

أمّا مسمى " الدكتوراه " ويرمز له بالـ ( Ph.D.) فهو اشتقاق لغوي من  Doctor of Philosophy   أي دكتوراه الفلسفة في أي من العلوم، وهي أعلى درجات السلم الأكاديمي التي تخول لحاملها شرف التدريس الجامعي وتمنح تحت قبب الجامعات المعتمدة لقاء إضافة علمية تطبيقية أو نظرية،

وجدير بالذكر أن لقب "دكتور" الذي يجمله ممارس الطب هو من باب المجاز ولا يصح إلا بنيل درجة الدكتوراه.

تُميز الدكتوراه الفخرية عن الدكتوراه الأكاديمية بإضافة التمييز "honoris causa "، أو اختصارا بالحرفين (H.C.).

لا يحق لأي جامعة أو معهد أكاديمي منح الدكتوراه الفخرية إلا بعد نيل الحق في منح درجة الدكتوراه الأكاديمية، لذلك كل ما تصادفه من دعوات تجارية من المكاتب الربحية لنيل الدكتوراه بعد محاضرتين أو أكثر أو دورة تدريبية برسوم أو بدون هو ضرب من الكذب والتدليس، حتى أن بعضهم أختصر وقت الحصول عليها في أسبوعين وأسماها "الدكتوراه المصغِرة" وتمنح في معهد عبارة عن شقة مفروشة بحي الدقي!!

الدكتوراه الفخرية ليست درجة علمية، وإنما هي ضرب من التكريم، ولا تمنح حاملها حق الانضمام لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات أو المعاهد، ولا تؤهله لمنزلة الأستاذية مهما تقادم الأمر، ولا يجب أن يسبق اسمه حرف الدال ( د – D)، ولا يحق للمكرم منح غيره درجة الدكتوراه، ولا  يؤهل هذا التكريم حامله للإشراف على البحث العلمي، كمأ أنها ليست مسوغا للتدريس الجامعي أو ما قبل الجامعي.

أمَا عن شروط منح الدكتوراه الفخرية:

أن تحصل الجامعة الحكومية أو الخاصة على رخصة منح درجة الدكتوراه الأكاديمية أولا ومن ثم يجاز لها منح تكريم الدكتوراه الفخرية ضمن تخصصات محددة تتوافق مع الكليات العاملة في الجامعة.

أن يتمتع المرشح للدكتوراه الفخرية برصيد عال من العطاء العام المجتمعي في أي من مجالات الحياة العامة.

يحق للجامعة المانحة للدكتوراه الفخرية نزع التكريم مثلما فعلت جامعة الخرطوم مع العقيد معمر القذافي الذي كان قد منح الدرجة نتيجة لمساهمته في بناء قاعة محاضرات موجودة إلى الآن في الجامعة، وكذلك سحب التكريم من السيدة سوزان مبارك بسبب التشكك في منح التكريم بضغوط حزبية أو ما شابه.

د. بهي الدين مرسي