عبير حرب تكتب: ما بين الابهار والواقع

عبير حرب تكتب: ما بين الابهار والواقع
عبير حرب تكتب: ما بين الابهار والواقع

الاغلبية من جمهور المشاهدين لافلام الاكشن يتعجبون م من مشاهد كثيرة خاصة في الافلام العالمية كيف تم كل هذا وماكل هذه المصروفات والانفاق والسيارات الفاخرة المحطمة في مشاهد الاكشن والمباني الفارهة التي تنهار وهل فعلا من اجل انتاج عمل سينمائي ناجح يتم كل هذا الانفاق الباهظ ؟بعد انتاج البرامج العالمية لكواليس صناعة الافلام العالمية ادرك الجميع ان هذه المشاهد ليست كلها حقيقية ولكنها في الاصل تعتمد علي استخدام التضخيم والابهار من خلال وسائل التقنية الحديثة وان اغلب مايحطم من سبارات فارهة هي عبارة عن سيارات لالعاب الاطفال صغيرة يتم استخدامها في تحقيق هذه المشاهد وماكيتات للمباني يتم استخدامها في مشاهد الانهيار .ونحن كمشاهدين نتفاعل ونصدق ونصفق علي هذا الابهار في الاخراج رغم كل العلم بانه صناعة وهم وليس بحقيقة .هذه المقدمة ماهي الاتمهيد لفكرة وهي فكرة ان تري الابهار علي شاشات التلفاز والانجازات العظيمة والبناء والتنمية والاتفاقيات والمشاراكات والعلاقات  والاكتشافات .ان تري كل مايجعلك تصفق وتصدق وتعيش الحلم من خلال تضخيم وابهار اعلامي يعتمد علي سذاجة المشاهد وبكل اسف يعتمد اكثر علي وطنيته وحبه لبلده والرغبة في تصديق كل ماهو يساهم في تقدمها .وتستمر تصدق وتنبهر وتصفق الي ان تصطدم بالواقع وتري الحقيقةلكل ماتم تضخيمه وانت منبهر به لسنوات .في دولة يعاني منها المواطن من ضيق المعيشة من سنوات من استغلاله ونهب ثروات بلاده من فساد في كل ذرة تراب من ارضه ثم يأتيه الامل ويظن انه سيحيا حياة كريمة ويشاهد كل هذه الانجازات والمشروعات واكتشافات حقول غاز وتصدير كهرباء واستصلاح وزراعة اتنين ونص مليون فدان ومزارع سمكية وتطوير منظومة سكة حديد وقطار كهربائي ومحاور وكباري وطرق ومدن جديدة وكل هذا لايعود عليه كفرد في مستوي معيشته او الخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية له ولابنائه وعندما يتحدث تكون الاجابة ان هذه ضريبةةالاصلاح الاقتصادي وان الاجيال القادمة ستحصد كل نتائج هذا الاصلاح .اي اجيال قادمة وهل ليس من حق الاجيال الموجودة ان تعيش ان تحيا حياة كريمة؟ .ابسط خقوق المواطن في كل الدول حتي وان كانت كل السلع باهظة الاسعار ان يستطيع توفير  غذائه وقوته الذي هو ابسط خقوقه كانسان لكن وبكل اسف في دولة نتحدث فيها عن مليارات تنفق في بناء المساكن والطرق والكباري والشقق التمليك ذات المليون جنيه للاجيال القادمة والمواطن يشتكي فيها من غلاء اسعار غذائه وتعثره في توفير لقمة العيش لابنائه .المنظومة الصحية من يتحدث عن انجازات ينزل الي ارض الواقع بعيد عن الابهار الاعلامي ليري مهازل في المستشفيات الحكومي والخاصة كيف يستغل المواطن كيف يعامل كيف يبتز ماليا حتي في ظروف مرضه عدد المواطنين الذين عانوا من اخطاء طبية وتلوث مابعد العلاج والعمليات حدث ولاحرج كمية البشاعة والاستغلال المادي في مهنة تعتبر في كل العالم من المهن السامية والانسانية ابتداء من الكشف الطبي مرورا باسعار الجراحات واسعار الغرف في وحدات الرعاية والعناية للمريض .من يتحدث عن انجازات عليه بالنزول في اعرق شوارع القاهرة والاسكندرية والمدن الكبري لن نتحدث عن باقي المحافظات ليري الي الان اكوام القمامة في زمن الكورونا وتقاعس المحافظين الجالسين في مكاتبهم المكيفة عن اداء ابسط شئ في جداول اعمالهم وهو ان تكون المحافظة نظيفة .اترك كل هذا وانظر الي ملف التعليم وصيحات اولياء الامور بشكل هستيري نحن نصرف وابنائنا لايتعلمون ويصدر لنا الاعلام المسيس ان مصر اصبحت اليابان بعد منظومة التابلت الفاشلة ونحن نصفق ونطبل .اترك كل ذلك وانظر الي شباب ضائع بلا هدف ولاامل  دولة تضع المليارات في بناء مساكن لزواجهم وفي نفس الوقت تشتكي من الزيادة السكانية .اي استراتيجية بهيمية في التفكير هذه .هل علي رب الاسرة ان يوفر لابنه شقة يتزوج فيها وهو لم ينال حقه الادمي في المأكل والملبس وايجاد فرصة عمل .هذا ماتفعله الدولة المصرية تبني الطوب والحجر وتستثمر فيه ولاتستثمر في العقول وبناء الانسان .تم صرف المليارات في تطوير الطرق وبناء المساكن والجوامع والكنائس وكان الاولي ان تنفق في بناء العقول .عندما تتحدث عن الزيادة السكانية كشماعة تعلق عليها كل عيوب تفكيرك الاستراتيجي كدولة فإن العيب كل العيب غالبا في ادارتك واولوياتك لان حولك وليس ببعيد دول عدد سكانها دخل في التعداد بالمليار وليس المليون ومع ذلك لاتعلق فشلها علي زيادة سكانها لان زيادة السكان في الدول ذات الاستراتيجيات الناجحة هي موارد يتم استغلالها وتعليمها لكي تكون اضافة وليست عائق لماذا لانحتذي بسياسة الصين مثلا لو كانت هذه الدولة فكرت في بناء المساكن لشعبها وتطوير الطرق بهذا الشكل الهستيري وكانت كل تنميتها تعتمد علي ذلك لما صبحت دولة اقتصادها منافس مع الدول الاكبر اقتصادا في العالم بالرغم من تعداد سكانها المخيف وذلك لانها علمتهم اعطتهم مهارات فتحت لهم اسواق للعمل وفرص لم تهتم بتطوير العشوائيات ولكن اهتمت بتعليمهم الحرف ليكونوا قوة منتجة ويساهموا في تطوير انفسهم بالعلم اوجدت اجيالا لن تخشي الدولة علي نفسها من الفناء برحيل خكومة او رئيس لانها خلقت اجيالا كاملة ذات عقول مطورة وبنائة ومنتجة .حقيقي ان لكلا منا رؤيته التطويرية ولكن هناك اسهم علي الطريق تقول لك بكل صدق عفوا انك تسير في الطريق الخطأ.