أول أسبوع في شهر أكتوبر بهذا العام ،قمت بتحريض أصدقاء الطفولة لنذهب لزيارة أهل "كيرلس" والعجيب أننا كنا بصحبة والدة "إسلام" !
الشابان إسلام وكيرلس ، الأول انتقل لحياته الثانية بعدما أصابه خبيث الأمراض بفترة من الألم ، والأخير انتقل يوم عرسه بانتهاء أنفاسه قبل سقف الزوجية .
وكعادة قلمي بكتابة نعي يعبر عن نبضاتي تجاه من كان يعيش دنيانا .
_حيث كتبت يوم رحيل " إسلام " ١ سبتمر ٢٠١٩ الذي توافق مع انتهاء خدمتي العسكرية :
(إلى : صديقى / إسلام
المكان : بحياته الثانية
نراك ضمن قائمة السماء ، صورتك مزخرفة .. رحلت من بيننا بلا لطم خدود أو شق جيوب أو تعابير جهل . فكم ألم من خبيث الأمراض الذى أصابك تألمت وتوجعت ، نُرسل لك باقات من الدعوات ليمطرنا الله بطيبك ونعيمك .نخبرك بأن والدتك كما عاهدتها وعاهدناها ؛ تلك الأم الصابرة التى علّمت جميعنا أن نلجأ لله بالحكمة والإيمان الصابر ، كانت شديدة الحرص بألّا يكون الضجيج حولك .سلامًا ودعاءًا لك أيها الشاب الهين اللين السهل القريب من الناس ، فالله نسأل رفعة قدرك ومنزلتك لتكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) .
_ وكتبت يوم رحيل " كيرلس " ١١ يناير ٢٠٢١ :
(قام صديق الطفولة بدعوتي تليفونيًا حيث القاهرة محل عملي ؛ ودعوته كانت لأجل زفافه المفترض إقامته بقريتنا (اليوم ) ، ولكن شاء الله ألا يكون ببيت الزوجية فاليوم فجأة يسكن حياته الثانية ( القبر ) ! لم استجيب لدعوته بالانتقال لزفافه رغم دعوته لي ، وها أنا الآن بالطريق للانتقال والسفر لأسرته استجابة لوفاته ؛ لأنه لا يملك دعوتي لموته . صديقي العزيز أُرسل لك رسائل سرية لا يعرفها إلا الله ، أدعو الله أن تصل إليك) .
أما عن تحريضي لأصدقاء الطفولة ( محمد شحاتة ومصطفى نجاح ) لنذهب لزيارة أهل "كيرلس" مع اصطحاب والدة "إسلام" فكانت جلسة لمس القلوب والوفاء الإنساني .
سعدت للغاية بلباقة الأهل في الحديث مع تبادل حكايات وذكريات ، فتلك هي رسالتي لإسلام وكيرلس : أُخْبِرْكما بأن الأهل كما عاهدتوهم بالصبر والحكمة .