أطلقوا على حضارة الفراعنة الأخلاقية: "فجر الضمير"!
لأنهم آمنوا بأن كل إنسان ـ حتى الفرعون ـ، سيقدّم حساباً عن أعماله فيما بعد الموت، حيث سيوزن قلبه مقابل ريشة الحق، ولأنهم آمنوا بتناهي عدالة المحكمة الإلهية؛ فقد سعوا إلى تثبيت العدالة على هذه الأرض استعداداً لإثبات براءتهم هناك!
انهم لم يخلقوا الضمير؛ لأن الضمير يولد مع مولد الإنسان!
ولكن الضمير أشرق أول ما أشرق في نفوسهم!
وبأشد عبارات الأسف، هناك كثير من البشر ـ حتى أحفاد الفراعنة ـ، يذهبون بضميرهم وراء الشمس.. يحبون الغروب، والظلام، والليالي الحالكة!
ما يزالوا يكتمون هذا الصوت الإلهي، الذي وُجد قبل الرسل، والأديان، والعقائد!
يخنقونه، حتى لا يتنفسون أكسجين الحياة الحقة الصالحة!
يخنقونه لأنه في نظرهم من ألد أعدائهم!
لأنه ضد الخيانة، والغش، والسرقة، والمحاباة، والمجاملة، وكل ثمار الشر الشائكة أبداً!
أنا واحدة من ضحاياه، ضحية لأشخاص لا ينصتون لأنّات ضميرهم، وهم يذبحوني في موهبتي، ويريدون وأد نتاجاتي الأدبية.. لا لشيء سوى ليجاملوا أشخاصاً بعينهم وشوا بي على غير الحقيقة!
ضحية لمبدأ شرير، يقول: "عدو صديقي، عدو لي"!
دون ان يتحروا الحقيقة، ويكتشفوا الأفك!
ضحية لأناس منحهم الله كرسياً لخدمة الناس، فإذا بهم من على هذا الكرسي، يأمرون بجلدي دون أن يستمعوا الى صرختي ونفسي المكلومة بسبب أشباح البشر، الذين يظهرون لي ليخيفوني لتقزيمي، ويظهرون لهم ليخيفونهم حتى لا يساندوني!
أنه من العار، بعد بزوغ فجر الضمير، نصبح بلا ضمير!
وأن اللذين لم يعرفوا الله الحقيقي، كانوا أفضل من كثيرين يعرفونه من كتبه المقدسة!