حينما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مصطلح الجمهورية الجديدة، انصرف أذهان الكثير من المصريين إلى العاصمة الإدارية الجديدة، التي يقترب افتتاحها يومًا بعد يوم، وربطوا بين هذا الحدث المهم والتاريخي، في حياة مصر والمصريين، وبين هذه الجمهورية التي أعلن عنها الرئيس.
ولكن الأمر ليس متعلقًا فقط بتطوير المباني والجدران، وإنما كذلك بتنمية البشر والإنسان، فالجمهورية الجديدة هي دولة يتمتع فيها المواطن بكرامته، من حياة كريمة وسكن مناسب وصحة جيدة، لذا أطلق الرئيس العديد من المبادرات التي تمس حياة أهلنا في صعيد مصر والقرى والنجوع، على رأسها مبادرة حياة كريمة، التي جعلت الصعيد المنسي في قلب اهتمام الدولة المصرية، فوفرت لأبنائه سكنًا صحيًا حديثًا يليق بهم، بمرافقه الأساسية من مياه وصرف صحي وكهرباء.
كما كانت مبادرة ١٠٠ مليون صحة؛ للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية مثالًا واضحًا على الارتقاء بالإنسان المصري، والاهتمام اللائق به، ثم لم تهمل الجمهورية الجديدة الاهتمام بالتنمية الزراعية، حيث إن قطاع الزراعة من أهم القطاعات التي كانت تتميز بها الدولة المصرية على مر التاريخ، فأطلقت مصر مشروع المليون ونصف فدان.
الجمهورية الجديدة جاءت لمواكبة تحديات العصر، ومواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، وأخطر ما في هذه الحروب أن الدول تستخدمها لاحتلال العقول بدلًا من الأوطان، ثم تتحكم في هذه العقول بالطريقة التي تخدم مصالحها، وهو ما يتطلب استحداث مدن ذكية تتنبأ بهذه الحروب وتتحكم فيها، فالجمهورية الجديدة ليست رد فعل لأحداث تدور من حولها، وإنما هي من تصنع الأحداث وتكون فاعلًا أساسيًا فيها.
الجمهورية الجديدة تحتاج طريقة تفكير جديدة أيضًا، ليست نمطية كما كان في السابق، تحتاج عقولًا جديدة، وتحالفات إستراتيجية جديدة مضادة، لا تقوم على الأيديولوجيات والأفكار وإنما على المصالح المشتركة، التي لا يعرف العالم الآن لغة غيرها، وهذا ما يفسر توجه الدولة المصرية لإقامة تحالفات عديدة تخدم مصالحها في كل مكان على وجه الأرض، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، والذي يضم عددًا من الدول مثل إيطاليا وفرنسا واليونان وقبرص وإسرائيل، جعل دولًا أخرى كانت تعادي مصر وشعبها، تسعى للدخول في هذا التحالف، ووقف العداء وطي صفحة الماضي، حفاظًا على المصالح المشتركة.
الجمهورية الجديدة تهتم بالشباب باعتبارهم قادة المستقبل وأمل الأمة في النهوض والتنمية، ولذا كان أول من أسس كيانًا في هذه الجمهورية هم الشباب، بتدشين "اتحاد شباب الجمهورية الجديدة"، جمهورية تبني في الداخل وعينها على الداخل والخارج معًا، فهي جاذبة للاستثمار، بعدما أصبحت تمتلك بنية تحتية تضاهي ما هو موجود في دول أوروبا، مع قرارات الإصلاح الاقتصادي التي تشجع المستثمر وتثبت قدمه في مصر الحديثة.
لن يكون هناك جمهورية جديدة بلا حريات مسئولة، فالحرية المطلقة مفسدة مطلقة، وهذا هو المأمول من هذه الجمهورية، التي لا يمكن أن تقوم إلا على احترام حقوق الإنسان والتي من أهمها الحق في تداول المعلومات والتعبير عن الرأي بوسائل مشروعة وقانونية، في إطار الدستور المصري.
ربما يكون الحديث عن الجمهورية الجديدة أشبه بالحلم الجميل، ولكن بالنظر إلى الإرادة السياسية التي تسابق الزمن وتسارعه، فإن ما تحقق ولا يزال على أرض الواقع يبشر بأن القادم أجمل وأفضل إن شاء الله، وأن المصريين ينتظرهم مستقبل يليق بهم وبأبنائهم، الذين دفعوا ثمنه مقدمًا بالصبر على تحمل التنمية في وطنٍ الصبر فيه على مرارته أحلى من العيش في جزر المالديف.
[علينا أن نتطلع للمستقبل بشكل مختلف، والرئيس السيسي يحاول ضبط إيقاع حركة الشعب المصري للوصول إلى للجمهورية الجديدة
وأشار إلى أن الجمهورية الجيدة تعني تغيير العقل والتفكير بجانب تطوير البنية التحتية من شبكة طرق ومدن جديدة ومصر في مرحلة انطلاق للمستقبل.