وداعا المجلس القومى لحقوق الإنسان، المجتمع الدولى للوقوف بحزم تجاه السلوك الإثيوبى الذى يعتدى به على حق الملايين من البشر فى مصر والسودان من الحياة، وحرمانهم من مصدرها الوحيد المتمثل فى مياه نهر النيل، بعد أن شهدت جنباته حضارة عظيمة من أهم الحضارات فى مسيرة تطور الجماعة البشرية، والتى رسخت دوما السلام كقيمة أساسية للتعاون المثمر بين الشعوب.
الحمد لله، صدر بيان من المجلس القومى لحقوق الإنسان، المجلس يقظ متفاعل مع الأحداث الوطنية، يضم قامات وطنية رشيدة معتبرة، ويرأسه الوطنى المحترم الأستاذ محمد فائق الذى يبرز وطنيا فى القضايا الوطنية.
أخشى بيان المجلس استثناء فى السياق الحقوقى فى مواجهة قضية وجودية، حق الشعبين المصرى والسودانى فى الحياة.
لا أُسكِت لكم صوت، باستثناءات نادرة، منظمات حقوق الإنسان مصريا وعالميا لم يقلقها التغول الإثيوبى على حق شعب وادى النيل فى الحياة!
المنظمات التى تنفر إذا عثرت بغلة فى غيطان الحامول وتصدر بيانات إدانة واستغاثات للمنظمات الأممية، ولسعادة المفوض السامى لحقوق الإنسان، وتذيل البيانات بأسماء الشركاء تفاخرًا، خرست تماما، لا حس ولا خبر، يا خبر، لا بيانات ولا إدانات ولا حملات حقوقية عابرة للمحيطات، طبعا حقوق الشعب المصرى فى المياه من الرفاهيات الإنسانية، والمنظمات تدافع عن الضرورات الإنسانية، خيّبكم الله.
تخيلت اجتماع المنظمات الوطنية من فورها توقيعًا على بيان (المجلس القومى لحقوق الإنسان)، وتستتبعه ببيان جماعى يصدر باللغات الحية يستنطق ضمائر العالم الحر ضد التعسف الإثيوبى فى قضية المياه باعتبارها قضية حياة.
بيان حقوقى بليغ يصدر الآن لصون حيوات ما يزيد على مائة وخمسين مليون مصرى وسودانى مهددين بالعطش بفعل فاعل إثيوبى غاشم، كيف تصمت المنظمات الحقوقية على مخطط الإبادة الجماعية لشعب يعانى شحًا فى المياه.
الدفاع عن حقوق الإنسان واجب إنسانى مستدام خارج الحسابات السياسية الوقتية. موقفكم نابع من مبدئيتكم الحقوقية، وأهمها الحق فى الحياة، ولكن الانتقائية التى تحكمكم تحرفكم، نفرتم ضد أحكام الإعدام فقط لأنها بحق إخوان الشيطان، ولكن خطر يهدد شريان الحياة لا شأن لكم، عاملين من بنها، ولا حس ولا خبر ولا بيان، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ.
كل يعمل بأصله، القيادة المصرية بشعبها وجيشها قادرة على احتواء الموقف الخطير، لا تنتظر منكم أو من غيركم بيانات أو شجبًا أو إدانات، تملك إرادتها وأوراقها وأدواتها، ولكن شعب مصر ينظر إلى المواقف ويسجل، ويفرز، من تولى يوم الزحف ومن نفر إلى الغوث، ولن يغفرها لمتقاعس أو متواطئ أو خائِن، خيانة القضية الوطنية الوجودية عقوبتها لم يرد بشأنها نص قانونى متروكة للضمير الشعبى.. سيحكم عليكم الأحفاد لاحقًا.
طريقة مرفوضة، طريقة «فاذهب أنت وجيشك فقاتلا»، لا تجوز وطنيا، خليكم هاهنا قاعدون على الفيس وتويتر، أين النشطاء، نشطاء فقط علينا، انشطوا مرة لنا، لوجه الوطن من بعد وجهه سبحانه وتعالى!.
أين اليوتيوبريون، صداع ع الفاضى، ولكن فى قضية شعب، اختفوا فص ملح وذاب، وجيوش الفيس وكتائب تويتر، كله بالغ لسانه، الصفحات الإثيوبية مسيطرة على الفضاء الإلكترونى، وجماعتنا بتوع الترند الفشيخ زى الفسيخ مغطى بالملح الرشيدى.