كثيراً ما اصادف بعض الأخطاء والمفاهيم المغلوطة في مجال الطب والصحة، ويتم تداول هذه الأخطاء بمنتهى اليُسر بين الناس عبر الإنترنت:
1- من الخطأ قياس ضغط الدم في الصيدلية (على الواقف)، فالقراءة الظاهرة لن تكون صحيحة.
2- الفيتامينات ليست "مغذيات"، فهي لا تمنح الجسم طاقة، ولا تزيد الوزن، ولا تمنح القوة، بل على العكس، يؤدى الإفراط في تناول بعض الفيتامينات إلى تسمم الجسم وفق نوع الفيتامين (Hypervitaminosis). الفيتامينات هي عوامل مساعدة للتفاعلات الحيوية بالجسم، ولن يلزمك التزود بها إلا في حالة نقص أي منها، وليس بالضرورة تزامن نقص الفيتامينات كلها في وقت واحد.
3- يسري نفس الأمر على المعادن (الحديد والكالسيوم والفوسفور وغيرها).. فتناول دعما إضافيا من المعادن دون مبررات تشير إلى نقص أي منها ينطوي على خطورة.
4- عبارة (اغسل كليتك، أو اغسل الكبد أو اغسل الجهاز الهضمي ) باستخدام أعشاب كذا أو خلطة كذا كلها من الأمور العبثية، فأعضائك لن يعتريها الصدأ أو تتسخ من فضلات الجسم.
حتى وإن كان المقصود بلفظ (غسيل) هو التخلص من عناصر ضارة، فكيمياء الجسم من اليقظة بحيث تؤدى هذا الدور باحتراف شديد مثل معادلة قلوية أو حموضة الدم أو التحكم في تركيز البول ومن ثم عادم التمثيل الغذائي.
اخر ما يرجوه منك الجسم هو ان تتركه وشأنه وهو كفيل بتصحيح مشاكله طالما لم يعبر لك بالمرض، وكفاية عليك نظافة الجسم وازالة رائحة العرق.
5- معظم المستحضرات التي يزعم البعض أنها تغذي الجلد أو الشعر مثل فيتامين (C) أو (E) أو غيرها لا تعمل بوضعها على الجلد، فهذه العناصر لن تعمل الا اذا تناولتها طعاما ليتم توزيعها بمعرفة الجسم وتمنح الجلد الفائدة المرجوة بعد تمثيلها غذائياً بالجسم (In-vivo)، ومعظم مستحضرات التجميل لا يعمل منها سوى الوسيط الحامل للدهان (لانولين أو فازلين)، فهذين الأخيرين يعملان على ترطيب طبقة الخلايا الميتة (الكيراتين) بالجلد، ولكن في استثناء يستخدم تقنية النانو امكن تسهيل عبور بعض هذه العناصر لتعمل موضعيا على الجلد.
6- ثمة فرق بين الكوليسترول والدهون، فجسمك يلزمه الكوليسترول لا محاله، فهو المكون الأولي لبعض الهرمونات والخمائر (إنزيمات)، ويأتي اللبس بخطأ المعتقد لدى حرمان الجسم من الدهون بشكل مطلق كما في نظام الحمية.
7- لا يوجد دواء لتنشيط الذاكرة، فالذاكرة إحدى وظائف العقل ومحلها خلايا المخ (المخ عضو بينما العقل وظيفة) والأمر يخضع للتدريب عوضاً عن أغذية بعينها.
8- "الحلو" من الطعام ليس عكس "المرّ"، هذه علاقة طعم فقط، فغير صحيح هذا المعتقد السائد بأن الصبار أو الترمس المر أو الحنظل وكل ما هو مر الطعم سوف يتعادل مع السكر بالجسم ليحد من ارتفاعه مع مرضي السكر.
9- غير صحيح أن شرب الماء البارد على المعدة الفارغة في الصباح أو المساء أو الظهيرة أو بعد مجهود بدني كبير سوف يؤذى الكلى أو الكبد. هذا التصور يسرى فقط على ماكينة السيارة الساخنة لدي تبريدها بالماء البارد!!
10 - لا صحة إطلاقاً لخرافة تفاعل البيض مع السمك، أو الموز مع السمك، أو اللبن مع السمك.. كلها خزعبلات.
11- لا علاقة لدرجة نضج الخبز بمحتوى السعرات الحرارية، فغير صحيح أن الخبز المحمص أقل في محتوى السعرات عن الخبز الطري.
12- الشمس لا تمنح طفلك كالسيوم أو فيتامين (D) كما يظن البعض. كل ما في الأمر أن الأشعة فوق البنفسجية (أحد درجات الطيف في ضوء الشمس) تساعد في عملية تحول فيتامين (D) الخام الذي نتناوله في الطعام لدى التمثيل الغذائي لهذا الفيتامين، والكلي لها دور عظيم في العملية نناقشه في سياق آخر.
نفس المفهوم الخاطئ يسرى على فيتامين (أ)، فالجزر - الأكثر شهرة - لا يحتوى على فيتامين (أ) وإنما يحتوى على خامة هذا الفيتامين Pro-vitamin A الذي سوف يتحول لاحقاً بالجسم إلى فيتامين (أ) ولا اقصد ان له علاقة بالشمس.
13- هناك فرق بين اللحم والبروتين، فقطعة اللحم بوزن 100 جرام مثلاً لا تحتوى على نفس الوزن من البروتين، فهناك ألياف ودهون وفضلات تقلص حصة البروتين إلى 25 جرام فقط من أصل المئة جرام، ويكاد يكون زلال البيض هو الوحيد المحتوي على اعلى كمية البروتين صاف.
14- مضغ العلكة (اللبان) أو شرب النعناع لن يضيع رائحة البصل أو الثوم أو الأطعمة ذات الروائح الشديدة. السبب أن الرائحة في حد ذاتها هي جملة الزيوت الطيارة (المتبخرة) الموجودة في البصل أو الثوم، وهي تسري مع الدم ويطلقها الجسم مع زفير التنفس، فالرائحة ليست موجودة بالفم.
د. بهي الدين مرسي