نيسان صدق وعاد إلينا على مراكب الدفء بعد أن هجرنا عاماً....
نيسان لايكذب كم اتّهمه من اخترعوا الكذب.....
نيسان عاد مشتاقاًليشرب نخب الربيع وليسكرمن خمرة البراري وينتشي بعبير الرياحين....
نيسان كان مختبئاً وراء الشتاء....
نيسان عاد ليبتسم على شرفات المنازل...
عاد ليغفو بجانب الطيبين......
عاد ليحضن الأطفال النائمين .....
ليداعب نوره أسرّتهم الباردة ويمازحها بدفء أصابعه الحنون.....
عاد ليواسي عيون المقهورين ....
ليسخو بنسماته على البيادر ....
ليلاعب العصافير....
ليضع تيجان الخضرة على هامات الجبال.....
عاد نيسان الصادق ليلملم أفراحنا الممزّقة وينسجها رداء من الأمل والخير....
عاد ليطرّز زقزقات على مناقير الطيور...عاد نيسان ليقبّل جراح الأبطال ويلوّن جناحيه بالشرف....
ليقبّل جباه الآباء الذين علّموا أبناءهم كيف يكون الموت في سبيل الحياة.....
عاد ليقبّل التراب تحت أقدام أمّهات الشهداء....
عاد نيسان لينادم الربيع ويروي له حكايا البطولات.....
عاد نيسان ليضع طرحة الفرح على هامة كلّ قرية أتعبها الأنين....
عاد نيسان كي يقول لنا مازلنا أحياء ومازال الدم يجري في عروقنا الحزينة...
مازال الحبّ يستوطن قلوبنا المهمومة......
مازال النظر يعشق مقلنا.....
لقد عاد نيسان بعد أن عبر الدرب الحزين....
درب من رحلوا ولن يعودوا......
درب من ضاعوا ولم يهتدوا.....
درب من ناموا وفقدوا الصباح .
(منتجب علي سلامي)