عندما وقعت اتفاقية عنتيبي منذ اكثر من عشر سنوات باجماع ست دول من دول حوض النيل تكون بذلك قد وضعت أديس أبابا اللبنة الاولى لاحلامها الغير مشروعه في سدها المزعوم والمعروف بسد النهضة بتأمر واضح وخسة متناهية من مجموع ست دول من دول حوض النيل اوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي.
وايا كانت مقاصد هذه الدول الست من هذه الاتفاقيه فيكفي انها اجتمعت غدرا لسلب حقوق دولتي المصب مصر والسودان المائية تلك الحقوق التاريخية التي سطرت فيما بين عامي ١٩٢٩ و١٩٥٩ اي منذ عقود بعيدة تضرب بجذورها بعيدا الى اعماق التاريخ السحيقة تلك الاتفاقيات التي منحت مصر حينها ٥٥ونصف مليار متر مكعب من المياه ومنحت السودان ١٨ مليار اخرى ويبدو ان المؤامرة قد نسجت خيوطها على مصر منذ هذه الاتفاقية الغادرة ووجهت الي الدولة الاثيوبية مهمة الامساك بأطرافها الدقيقة.
وكم كانت مصر والسودان على يقظة من اهداف هذا المشروع الغادر والذي يراد به جسد الامة المصرية ذاك الجسد الذي بات هدفا ثمينا لكثير من الدول التي تلعب ادوارها بكفأة منقطعة النظير من وراء ستارة المسرح الاثيوبي الفاضح فما كان من مصر والسودان الا انهم لم يشتركوا في التوقيع عليها ولا حتى الاعتراف بها وتمر الشهور بعد هذه الاتفاقية الهزلية التي لم يكتب لفصولها النجاح ليأتي العام ٢٠١١ الذي كان بمثابة نقطة انطلاق اثيوبيا نحو مشروعها التي ترغب في اقامته علي جسد جاراتها مصر والسودان وبالفعل تنجح ضباع المؤامرة في الامساك بجسد الدولة المصرية الاان القدر يهب لها من ابنائها من يمسك بزيول هذه الضباع ليلقيها بعيدا عن جسد امته الغالي العصي الذي سيبقى ابد الدهر شامخا دون مهانه اومذلة هكذا هي اراده الله تجاه وطن لم يرى قط مطمعا في جيرانه او في ثرواتهم حتى تلك المقطوعة عنه والتي لم يصله منها شيئا ولكنها القناعة المبنية علي حسن الجوار واعلاء الحق فوق القوة هكذا هي مصر.
وما زلنا علي خشبة المسرح الاثيوبي الذي تدار عليه بقية القصة التي كتب فصولها كثير من أعداء مصر ويقوم فيها الوسيط الاثيوبي بدور البطولة المطلقة ليرفع الستار عن الفترة من ٢٠١٥ وهو عام اعلان المبادئ التي وقعتها اثيوبيا من جهة امام مصر والسودان من جهة أخرى وامام مرئ ومسمع من العالم كله و كعادتها تتنصل من أية اتفاقات واية معاهدات وهو نفس ما حدث عندما كانت الولايات المتحدة الامريكية راعية لمباحثاتها مع دولتي المصب حيث وجدناها وكعادتها تغيب عن المشهد في امتاره الاخيرة حتى ان الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب اعطى حينها رسالة ضمنية للرئيس السيسي بضرب السد الا أن رئيس مصر لم يكن ليبلع الطعم حينها فهو يعلم أركان المؤامرة بكل أطرافها.
ويذهب ترامب ليأتي بايدن على رأس ادارة أمريكية جديدة لتعلن عن نيتها تجاه القضية برمتها بل وتعلن ايضا عن انحيازها تجاه أبي احمد الذي منحته احد المؤسسات العالمية جائزة نوبل في دوره عن مسرحية السلام مع دولة اريتريا الجاره التي استعان بها وما زال لترويع شعبه بتيجراي والتي علقت الادارة الامريكية علي كل ما يحدث فيها من ابادة وانتهاك لكل حقوق الانسان انه مقلق للغاية! دون اتخاذ اية رد فعل منها اوحتى من قبل جماعات حقوق الانسان المزعومة التي لا ترى لها وجود او تسمع لها صوتا الا داخل اوطاننا الحبيبة لتنجح هي الاخرة في القيام بالدور المنوط بها مع أقرانها الذين مازالوا يلعبون أدوارهم بكل جبن ووضاعة من وراء الستارة الاثيوبيه الممزقة بل والواهي نسيجها فتعسا لاثيوبيا ومن يقف معها وضوحا او حتى من هم خلف الستار.