الكف هو عدم قدرة أى عضو فى جسم الإنسان القيام بوظيفته ، والعقل هو ما يميز الإنسان عن الحيوان ، والأدمغة نوعان متناقضان كالليل والنهار، تعيش الثانية ( أدمغة دول العالم الثالث) على إنتاج الأولى ( أدمغة الدول المتقدمة ) وتظل وعاء استهلاكى تتسول المعرفة منها لتسيير أمور حياتها.
وأنا على يقين أننا نملك أدمغة عربية قد تبهر العالم بما تنتجه عقولها من معرفة ولدينا نماذج عربية كثيرة استطاعت عندما أتيحت لها الفرصة في بيئة تحترم العلم والبحث العلمى أن تقف جنبا إلى جنب مع علماء الدول المتقدمة .
والسؤال الذى يفرض نفسه على سطور هذا المقال لماذا تخلفنا عن مسايرة ركب التقدم الحادث فى العالم ومازلنا عاجزين عن إنتاج معرفة تغير شكل الحياة فى وطننا العربى ؟
الإجابة بكل بساطة لأننا أهدرنا كل مواردنا
فى بناء الحجر والاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر وقدمنا الفتات كى تغذي عقول أبنائنا
حتى وصلنا إلى ما نعانى منه من بطالة والتى تفرز بدورها العديد من المشاكل على مستوى الأسرة والمجتمع ومنها على سبيل المثال ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب .
اصبحنا امم تجيد فن الأقوال لا الأفعال ، امم مازالت تعيش فى جلباب أبى حتى أصبح الجلباب مهلهلا لا يليق بأمة أمتدت حضارتها إلى سبعة آلاف عام علمت العالم أجمع الطب والرياضة والهندسة وغير ذلك الكثير ، امة تمتلك ابنية تعليمية فاخرة ومناهج تعليمية متأخرة ، أمة مازالت تؤمن بالخرافات والحظ والصدفة والقدر تعيش بوجهة ضبط خارجية تعتمد على إنتاج الغير ليس لديها ثقة بالنفس وهذا ما أكدته نظرية وجهة الضبط ل جوليان روتر عالم النفس الشهير، امة تجيد تفريخ البشر دون وعي ، أمة عاجزة عن استثمار الطاقات البشرية في التنمية لعجزها أيضا عن تطوير المؤسسات التعليمية والتربوية بما يتماشى مع علوم العصر الحديث كى تعود الى سالف عهدها ، وفى النهاية ليس لنا خيار الا التعليم والبحث العلمى لمحاولة علاج كف العقل كى يرى النور من جديد ويستطيع أن ينافس الدول المتقدمة بما ينتجة من إنتاج ابتكارى فى كافة مناحى الحياة.