سامح إدوار سعدالله يكتب: لنحيا الحياة

سامح إدوار سعدالله يكتب: لنحيا الحياة
سامح إدوار سعدالله يكتب: لنحيا الحياة

يعيش الكثير منا حبيس جدران الصمت داخله رافضا عن الإفصاح من ألم و ضيق يكاد أن يفجر تلك القفص الصدري ,

هناك هذا القط الشاب الجميل ذو اللون الجميل المزركشة, يجري و يلعب ويقفز على الجدران يمشى على الأسوار,   من هنا و هناك وحيدا دون رفيق دون صديق دون رفيق فاقدا للبصر يستمتع بيومه الجميل ماهرا في  اقتناص فرائسه بحنكة فائقة ,فقد القط بصره منذ كان صغيرا حيث ماتت أمه التي كانت تقوم برعايته و تقوم بلعق و تنظيفه  كل أنحاء جسمه الصغير و عاش مع صاحب البيت الذي قام برعايته و إطعامه ولكن أصابت عيونه بعض التهابات و القروح لعدم تنظفها مثلما كانت تفعل أمه هنا حاول صاحبه معالجة عيونه بالقطرة و التي يبدو أنها كانت شديدة على عيونه الضعيفة حتى انفجرت العيون و تفرغت مقلتيه من سائل العين تماما و صار أعمى لا يرى معتمدا في حياته على حاستي الشم و اللمس  عاش هذا القط وحيد بعيدا عن باقي أفراد أسرته التي كانت تتنمر عليه و تنفر منه لما أصابه من بشعة عيونه النازفة من القروح و الدماء كثيرا حتى صاحبه لم يكن يلعب معه تركه يعيش بمفرده يكتفي فقط بتقديم الطعام والماء له .

و لكن كبر الهر الصغير معتمدًا على نفسه ليعيش حياته, تعلم الصيد بدون معلم و القفز و تسلق الجدران دون عناء تره يجرى في سواد الليل وحده يقفز من هذا السور إلى الآخر, دون عناء برشاقة و خفة كأنها البهلوان و إن كانت هي طبيعته و لكن مع هذا القط الأعمي كانت بمثابة الأمر الغريب ,

تره يجرى سريعا قانص للفرائس بمهارة  وإحكام ورغم كل هذا المهارة التى ورثها بالجينات الطبيعية لهذا الحيوان

إلا انه فاقد للصحبة و الحياة مع الأخرين و لكن محب اللعب كثيرا محاولا اندماج مع بني جنسه و لكن بائت كل محاولاته بالفشل كلها حتى صاحبه الذي تبناه في صغره كان ينفر منه لبشاعة منظره رغم جمال الوانه و تناسقها رغم كل هذا استطاع ان يعيش هذا القط حياته ممارسة كل مباهجها و لكن من خلال قوته وشراسته في نيل مطالبه . . لم يفكر في الرحيل مثل باقي القطط الشابة عندما تكبر و تصبح قوية شرسة تهاجر و تسلك المغامرات الكبيرة و لكن أكتفي أن يعيش مغامرته في بيته الصغير.

و عندما تنفر منه الأناث كان يستطيع أيضا نيل غرضه بالرقة مرة و العنف مرة أخرى .

نجح القط الضرير أن يكون له نسل جديد قوي مثله و لكن يبصر و يدبر أموره بنفسه تحت رعاية أمهاتها .

كثيرا ما كان يدخل معارك كثيرة مع قطط  غريبة قوية و شرسة و لكن كان يستطيع من طردها من داخل عرينه معتمدا على حفظ كل مداخل و مخارج بيته الصغير لقد عان هذا الكائن من ألم نفسي كبير من تجاهل الآخرين له و لكن لم يستسلم ليأس بل ناضل وعاش حياته قوي و الأشياء التي لم ينالها بالرقة و اللين كان يأخذها بطبيعته الحيوانية  , رغم أن قلبه كان رقيق فهو حيوان أليف مستأنس و لكن فرضت عليه الحياة أن يعيش هكذا و لم يكن قط شرس في طباعه لولاء اضطرتها المواقف ليعبر عن غضبه العارم

.كثيرا ما كان يعبر عن جماله الداخلى باللعب مع أطفال البيت و لكن كانوا يخافون من بشعة عيونه . أول يتمسح مثل بقي الهراء عند إقدام صاحبه و لكن كثيرا من يركله رافضا أن يقترب منه خوفا من عيونه لتصيبه العدوى منذ هذه الجروح و القروح التي لا تجف أبدا

و لكن عاش القط يحمل ذكاء مكاني درس المكان جيدا على الجدران والاسوار و الأركان و ذكاء في القنص و الصيد و الحركات البهلوانية الرائعة و لكنه كان فاشلاً اجتماعي فلم يجد صديق أو رفيق يعيش إلى جوارها يعيش معه الألفة و المودة و لكن كان يتخذها عنوة