أين الذين يدّعون أنّهم تمشّوا على سطح القمر وتطايروا في الفضاء كالفراش وتراقصوا كالنحل في السماء، وحلّوا ألغاز مثلّث برمودا وأهرامات الفراعنة واستنسخوا النعجة، ونقلوا الجبال والبحار ، ومنعوا الغيوم من المطر، وغزت سفنهم الفضائيّة المرّيخ وزحل ومن دار في فلكهما من الكواكب وسوف يسكنون على ظهورهم في المستقبل...
ويتشدّقون بأنّهم قادرون على تدمير الأرض وإبادة من عليها بثوان ،ويستعرضون كلّ يوم صواريخهم العابرة للقارّات ورؤوسها النوويّة البرّاقة الحارقة وطائراتهم الضخمة المُحدَّثة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت...
أين الذين ربطوا العالم بشبكة اتّصالات الانترنت الباهرة لتتحوّل أرضنا إلى قرية صغيرة يُراقبونها ويتحكّمون فيها....
أين الفلكيّون والمنجّمون والمحلّلون الاستراتيجيون والعسكريون والنفسيّون والسياسيّون والإعلاميّون أين الفقهاء والخطباء ورجال الدين....
أين ناطحات السحاب وحاملات الطائرات المخيفة الاستعراضيّة.......أين الفيالق من الجيوش الجرّارة ومصفّحاتها الفولاذيّة وغواصاتها المحيطيّة والقبب الحديديّة والطائرات التجسّسيّة، أين الجامعات والمساجد والكنائس الرحبة الراقية المحصّنة بالأسوار والحماية وأين البحوث العالميّة العلميّة والإنسانيّة والحضاريّة .......
أين أنتم جميعاً في هذه الأيّام وعدوّكم القاتل الذي يهدّد البشريّة هو جرثومة متناهية الصغر لا ترى بالعين المجرّدة واسمها الذي غاص في كلّ الأسماع وأرعب كلّ القلوب وشغل كلّ العقول هو كورونا.؟!