يبدو أن رئيس الوزراء الإثيوبي الذي بدأ عرشه يترنح، وكل المعطيات تقول أن البلاد أصبحت على حافة الهاوية، بسبب سياسته المدمرة، التي يرفضها الشعب الإثيوبي الذي يثور بقوة ضد سياسته القمعية،وقرارته المستبدة ، وسجلت المنطقة حركة نزوح صوب ولايات السودان المتاخمة، وفرار عائلات وجنود إثيوبيين بعد أن لقي المئات حتفهم خلال الضربات الجوية التي شنتها الحكومة الإثيوبية على الإقليم،
وتحدثت مصادر عسكرية وأمنية في أمهرة، عن مقتل 500 شخص من التيغراي ومئات أيضا من الجيش الوطني.
مع إستمرار من المفترض الفائز بجائزة نوبل للسلام السيد/ أبي أحمد في حملته العسكرية التي أعلنها الأربعاء الماضي برغم مناشدات دولية للجوء إلى الحوار مع الجبهة الشعبية لتحرير شعب التيغراي ، وجاء الرد بالرفض إذ أعلنت السلطات الإثيوبية إنها لن تجري أي محادثات سلام مع الحكومة المحلية للإقليم، إلا إذا دمرت جميع المعدات العسكرية وأطلقت سراح المسؤولين الاتحاديين وأعتقلت قادة الإقليم.
ويقول سكان تيغراي إن حكومة آبي أحمد تضطهدهم وتمارس التمييز ضدهم وتتصرف باستبداد في تأجيل الإنتخابات الوطنية.
وبالتزامن مع تلك الأحداث الدامية أُجبر الالاف على مغادرة منازلهم إلى مناطق ريفية في محلية الفشقة في القضارف.بحثاً عن طوق النجاة في الدول المجاورة وهربا من بلدانهم التي أصبحت مدمرة نتيجة لطمع السياسيين وفسادهم ، حتى لو كلفهم ذلك تهميش وقتل وتشريد الأبرياء .هذا الوضع المشين الذي قاد الكثير لإنقاذ حياتهم عن طريق الهرب بحثأ عن أي مكان قد يشكل فارقاً في حياتهم ،ويحفظ إنسانيتهم وكرامتهم.
يذكر أنه قد وصل أكثر من ستة آلاف إثيوبي إلى السودان هربا من القتال الدائر في إقليم تيغراي، بحسب تصريحات مسؤولين سودانيين . وتتوقع أن يفر إليه قرابة 200 ألف إثيوبي خلال الأيام المقبلة مع إستمرار المعارك، والهجمات التي تشنها قوات ابي أحمد القمعية
وبينما يجري تجهيز مخيم لاجئين لاستيعاب الإعداد الكبيرة من الفارين من القتال والموت ، في الوقت الذي فيه حذرت هيئات إغاثة من أزمة إنسانية تلوح في الأفق ، ويتعذر إيصال المساعدات إلى إقليم التيغراي بسبب إغلاق مداخله.
وثمة مخاوف دولية وحقوقية من أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية بسبب العداء الشديد بين قبائل تيغراي وآبي أحمد الذي ينحدر من قبائل الأورومو، الأكبر في إثيوبيا، وقد اشتكى زعماء المناطق استهدافهم بشكل غير عادل بمحاكمات بتهم فساد وإقالتهم من مناصبهم واتخاذهم كباش فداء للمشاكل التي يواجهها البلد.
والتيغراي أقلية صغيرة في الدولة الواقعة بالقرن الأفريقي التي يبلغ عدد سكانها مايزيد عن 10 ملايين نسمة، لكنهم سيطروا على السلطة منذ 1991، عندما أطاحت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية بدكتاتور عسكري ماركسي من السلطة ، وكانت الجبهة ائتلافاً يضم أربعة أحزاب على أسس عرقية، بينها جبهة تحرير شعب تيغراي.
وهيمنت الجبهة على الجيش والحكومة في البلاد قبل أن يتولى آبي أحمد السلطة في 2018 وتتمتع الجبهة بخبرة في الصراع إثر الحرب الحدودية التي دامت سنوات بين إثيوبيا وإريتريا ،
حالة من الارتباك تشهده إثيوبيا ورئيس وزرائها آبي أحمد الذي يرفض الشعب الإثيوبي سياسته، حيث هناك خلافات بدأت مع مجيئه رئيسا للحكومة، فقد رأت جبهة تجراي الحاكمة في الإقليم أن خططه الإصلاحية تستهدف قياداتها فأصبحت جبهة تجراي من أشد وأبرز المعارضين لآبي أحمد كما تعمقت خلافات الجانبين بعد المصالحة مع إريتريا، حيث تعتبر جبهة تيجراي الرئيس الإريتري عدوا لها، وهو ما زاد من حالة الخلاف بين الجبهة وآبي أحمد، مع مواصلة الحكومة الإثيوبية حملتها العسكرية في إقليم التجراي، في حين تتصاعد المخاوف من أن تؤدي المعارك إلى تعميق الانقسامات العرقية والسياسية في البلاد.
ويقول مراقبون إن آبي يعتزم مواصلة الحملة العسكرية التي يعتقد أن بإمكانه أن ينتصر فيها على جماعة تتمتع بقوة قتالية ولديها معدات وإمدادات عسكرية كبيرة.
وينذر التصعيد بفوضى ربما يصعب تطويقها تتجاوز المواجهة بين الحكومة المركزية وإقليم تيغراي، ويمكن أن تتمدد إلى أقاليم أخرى تواجه معاناة متفاوتة.