الدكتور إبراهيم محمود يكتب: الحياة والحب

الدكتور إبراهيم محمود يكتب: الحياة والحب
الدكتور إبراهيم محمود يكتب: الحياة والحب

عندما تفكر في الكتابة عن الحب فأعلم انها ليست بسهلة، لأنها تصل إلى القارئ عن طريق عقله ثم تخلج إلى قلبه ، ولابد لها من مهارة عالية تجعلها تعبر تلك المسافة الصعبة كي تصل، أدباء قلة استطاعوا أن يكتبوا عن الحب، والكتابة عن الحب تحتاج الصدق و الإخلاص والتجرد، فأنت تكتب عن شىء مبهم وغامض و ضخم فى نفس الوقت فهنالك صراع بين الحب وكافة العلوم الأخرى التى تصارعه وتمنع وصوله ، و هؤلاء حقا لا يعرفون معني الحب لان الحب ليس بمجرد كلمة تقال و إنما هو إحساس سحري يجري في دم الإنسان و للحب أنواع الحب العقلي و الحب العاطفي و الحب الروحاني . الحب العقلي هو أن تكون مدركا ما تحب و الحب العاطفي هو من أصعب و اجمل أنواع الحب يجعلك أحيانا تدخل في غيبوبة عاطفية و الحب الروحاني و هو تعلق الأرواح في بعضهما البعض حتي يصبح الشخصان في جسد واحد و قلب واحد

الحب هو فرقة مختلفة من الاحاسيس الإيجابيَّة والامور العاطفية و أيضا العقلية، تتراوح هذه المشاعر من أروع الشمائل الكريمة إلى أسهل العادات اليوميَّة الممتازة ،  و مثالا عن ذلك على اختلاف هذه المشاعر الجميلة أنَّ حب الأم يختلف عن حب اي شخص ثاني و يتباين عن حب الطعام ، و أيضا ربما حب أخيك برضاعه يختلف تماما عن حب أخيك الشقيق، الحب ليس مرتبط بالألقاب و غيره و إنما الحب هو غريزة طيبة في كل إنسان و هذه الغريزة موجوده في كل البشر بمختلف أجناسهم ولكن لو أطلعنا بشكل عام يدل الحب إلى شعور الاستقطاب القوي والتعلُّق العاطفي العظيم

في بعض الأوقات يُعبِّر الحب عن المكارم الإنسانيَّة التي تتمثَّل بالتعامل الطيب و الخلق الحسن و السعي على سعادة الآخرين وتحقيق المنفعة للجميع كما يمكن أن يرسم المعاملة العاطفية مع بقية البشر أو شتى انواع الحيوانات أو حتى الأنفس

و كذلك يعتبر الحب بأشكاله المتباينة هو أساس العلاقات الشخصية المتينة بين الأفراد ، و لبسبب أهميته النفسيةو الفسيولوجية يعدُّ من أهم الركائز الأكثر شيوعاً في الفنون الإبداعية، لان الحب هو علم بحد ذاته  ويُفترض أنَّ وظيفة الحب الرئيسيَّة هي الحفاظ على العلاقات الطيبة بين البشر

حدَّد فلاسفة الإغريق خمسة أنواع من الحب : حب العائلة، حب الصديق، الحب الرومانسي، حب الضيف، حب الإله، فيما ميَّز مؤلِّفون معاصرون أنواعاً أخرى من الحب مثل: الحب دون مقابل، الحب إلى درجة الوله والافتتان، حب الذات، حب التملُّق، نجد أيضاً في الثقافات الآسيوية أسماء وصفات مختلف للحب كحب الكلّ، حب الإله كوسيلة للإخلاص و الوفاء و العشق وغيرها من المعاني المتعارف عليها في دول الشرق وحضاراته و قيمهِ و مبادئهِ عاداته المختلفة

الحب هو أساس الحياة، ولا يمكن أن تسير عجلة الحياة و المجتمعات البشرية بدون الحب المتبادل فيما بينهم لان الحياة بدون الحب لا تنفع ، لأنها ببساطةٍ سوف تتحول إلى غابةٍ تحكمها الوحوش المفترسة و المصلحة، والفائدة، وهذا ما يتناقض مع الطبيعة، و من يقول أنه لا يعرف معني الحب فهو لا يعرف معني الحياة و الإنسانية

و للحب أهمية في حياة الإنسان وأنه أمر إنسانى كما ذكرنا لا غنى عنه، فهو الطريق للوصول لحالة من المعادلة النفسية ،

فالحب بمثابة الدرع الذي يُقِ من متاعب الإنسان المتمثلة في عدة أمور ابرزوها القلق و الاكتئاب و التوتر ، ومن عرف معني الحب الحقيقي خرج من الظلام الذي كان يعيش فيه إلي النور و الجمال و المحبه