يصاب بعض الرجال والنساء -وهم كُثر - بمرض نفسى يضرب بجذوره فى شخصية الرجل والمرأة على السواء ويهز بقوة استقرار الأسرة وكيان المجتمع كله ألا وهو السادية الذكورية والسادية الأنثوية ( التلذذ بالسيطرة والخضوع والقهر) فلم يقتصر هذا المصطلح على الديكتاتور أو المتسلط من الزعماء والحكام كما كان هتلر أو موسولينى.
فعن أى قهر نتحدث هنا ؟
وأبدأ حديثى هنا عن الرجال قبل النساء كى لا يظن البعض من النساء أننا نحمل المرأة وحدها كل كارثة وخطيئة فى مجتمع العنصرية الذكورية .
...إن هناك صنف مريض نفسياً وسلوكياً من الرجال يتلذذ بضعف الأنثى و وقوعها فريسة لرغباته فى محاولة منه لإثبات ضعف المرأة أمامه على الدوام وأنها كائن خلق لمتعته لا أكثر واثبات لذاته بأن النساء ترغبه لأنه الأكثر ذكورة و وسامة وجمالاً و قبولاً عن أقرانه من الرجال...فى كل مرة تقع له فريسة يشعر بأنه يعتلى قمة جبل يصعده من الغرور والكبرياء ليرى ضحاياه من النساء عند سفح الجبل يعانون قربه أكثر من بعده !!.
..من هذا الصنف كثيرون لا تعنيهم الكيفية بقدر ما تعنيهم الكمية فليس بالضرورة أن تكون كل الضحايا على قدر عالٍ من الجمال بقدر ما يثبتون لذواتهم أنهم لا تعصيهم امرأة ولا تقف أمام رغباتهم حائل فيبحثون عن النساء فى كل وقت وفى أى مكان ..فى المواصلات ، السوشيال ميديا -وما أكثر وأسهل الضحايا هنا- ، بين الجيران ولم يسلم حتى الأقارب منهم !!
وقد لا يقع بعضهم فى ارتكاب جريمة الزنا لأن كل ما يعنيه هنا هو إشباع رغبة نفسية مرضية ملحة هى بقايا لأثار مرضية نفسية من مرحلة المراهقة الغير سوية التى لم يعبرها هذا الشخص بسلام وظل يعانى ويلاتها طيلة حياته فى ظل غياب لدور مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى من أسرة (وهى الأهم) ومدرسة ودور العبادة والإعلام والقدوة الحسنة ..الخ
...أما عن النساء فبالمثل تعانى بعضهن من هذا المرض النفسى السادى وهو اقهار واخضاع قوة وجبروت الرجال أمام جمالها وأنوثتها ومفاتنها التى تستجلب بها الضحايا منهم أو اثبات لذاتها بأنها الأجمل مقارنة بأقرانها من النساء وأنها الأفضل لدى الرجال.
وهذا خطأ وقع فيه حتى بعض المفكرين مثل شيلى الشاعر الانجليزى حين قال .."أيتها المرأة أنت الغريزة وهو العقل وما دامت الحياة غريزة فأنتِ سلطانة وهو عبد "
...وهذا لا نرضاه ولا يرضاه ديننا الحنيف للمرأة التى كرمها وأعلى من شأنها أن تكون موطن الغريزة بلا عقل ..بل إننى أرى أن المصيبة هنا مع المرأة باتت أعظم و الخطب جلل لأن الله خلق المرأة لمسؤلية عظيمة ودور هام لا يقدر عليه الرجل بمفرده وهو تربية النشء السليم فكيف يتسنى ذلك لمن تعانى خلل وهوة مفزعة فى تقويمها النفسى السليم حتى بعد أن باتت زوجة تحمل شرف رجل ارتبطت باسمه وتربى جيل للمستقبل وهى لا تدرى بأن الجنة تدنو من أقدامها حين تحسن صنعتها ودورها الموكل إليها.
للذين اصيبوا بهذا الداء العضال نصيحة لا أبغى بها إلا وجه الله حين ألقاه ..طهروا قلوبكم من الآثام قبل ثيابكم..املأوا حياتكم بما ينفعكم فى أخرتكم قبل دنياكم ..ايقنوا أن الإنسان خلق لغاية أسمى فى الحياة من مرتبة الشهوات التى يتساوى فيها مع البهائم وأنه كلما تسامى بعقله وصل إلى منزلة الملائكة حين يعرف حقيقة وكنه وجوده ونهايته التى لا مفر منها .
..أما وإن كنا قد وصفنا الداء فلابد من دواء
وهذا الدواء ليس ببعيد ولكنه يحتاج من النفس العزيمة و الاصرار فقد قال عز وجل " لا تقربوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو " وفى موضع آخر " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلا "
والقرب هنا والخطوات تبدأ رويداً رويداً بمنهج شيطانى مدروس أولها النظرة المحرمة ثم الكلمة ثم اللقاء حتى يقع الإنسان فى المحظور ويفلح الشيطان ويخسر ابن آدم ويظل كل منهما فريسته حتى يمن الله بتوبته على عبده الذى عاصاه .
..أما عن النشء فيأتى دور الأسرة المتماسكة البنيان فلابد للأم خاصةً أن تعلم أبنائها أن الروح قبل الجسد والجسد قبل الروح كلاهما خصوصية وملك لصاحبهما وديعة إلهية يجب أن يحافظ عليهما الأبناء وأنهما أغلى ما يملك الإنسان ولا يقبلان البيع أو المساومة فى ظل التمسك بتعاليم الدين وتقاليد المجتمع .. أما عن دور بقية مؤسسات المجتمع - الذى بات فاتراً - فلابد وأن تكون التوعية مستمرة و جادة.
والله من وراء المقصد هو حسبى ونعم الوكيل.
# الكاتب / هانى موسى