في اعتقادي : ليس هناك قانون جيد ، ولا نظام جيد ، ولا أداة جيدة ، إنما هناك إنسان جيد ، وإنسان ردئ سيئ ، والإنسان الجيد ، هو الذي يجعل القانون جيدًا ، إن كان القانون جيدًا في ذاته ، ويصلح من سوءاته إن كان سيئًا ، ويخفف من مضاره إن كان إصلاحه مستحيلاً ، ويمتنع عن تنفيذه في شجاعة وبطولة إن امتنع عليه ذلك .
لعل من أهم مشاكل الإدارة المصرية في كافة قطاعات الدولة عندما يتم اتخاذ قرار بتطوير آليات العمل وشكل ورسالة و أهداف الخدمات المقدمة في قطاع إداري ما ، ثم يتم تجاهل بعض أو كل إيجابيات إدارة الوضع القائم ، و افتقاد مفهوم " البناء على ما تقدم " ، وهو ما حدث عند الشروع في تطوير برامج و شاشات التليفزيون المصري ، فبينما هاجرت الكفاءات من أهل العمل الإعلامي في التليفزيون المصري إلى فضائيات القطاع الخاص و القنوات العربية ، كانت بداية التطوير الاستعانة بمذيعي و فنيين من تلك القنوات و الاعتماد عليهم ، بل وصل الأمر إلى حد شراء برامج جاهزة من تلك القنوات لضمان تحقيق النجاح !!!
و على سبيل المثال عند تطوير برنامج " صباح الخير يا مصر " إلى شكله الخالي لم يتم الالتفات للفقرات المهمة التي كانت ضمن فقرات البرنامج في نسخته القديمة مثل " الفقرة الزراعية " وهي الفقرة الهامة التي كانت تقدم خدمات رائعة لتوعية المزارع و تطوير الانتاج الزراعي ووسائل تحديث عمليات الري على سبيل المثال .. و كذلك فقرة التمارين الرياضية ، ولم ينشغل أهل " احنا التليفزيون المصري بقضايا العمل الثقافي والتنويري والذهاب لشباب الإبداع الفني والثقافي والعلمي في بيوت الثقافة ومراكز البحث العلمي .. للأسف إفلاس فكري وإعلامي عجيب ..لم يتم تطوير يقوم على تفهم أن برنامج صباحي ( على غيار الريق ) لا ينبعي أنت تطول فقراته عن دقائق معدودة .. عيب رذيل أن يتم إعداد فقرات حوارية طويلة و مملة .. وكان ينبغي تدريب من استقدمهم التليفزيون في ثوبه الجديد ( المعد و المذيع والمصور و المخرج ) على كيفية تغطية الأحداث التاريخية والواقعة خارج الاستوديو ، فقد قدم التليفزيون التموذج الأسوأ عند تغطية حدث جنارة الرئيس مبارك . حيث الفقر في المادة المكتوبة مما اضطر فريق العمل في تكرار التعليق و عرض المشاهد بشكل ممل ومنفر فضلا عن محتوى ومضمون الرسائل التي كان ينبغي أن تصل المشاهد على هامش الحدث !!
لقد أحزنني ماكتبته الإعلامية القديرة وقارئة النشرة الرائعة " هالة أبو علم " على صفحتها الفسبوكية ، .. كتبت و هنا أنقل بنفس حروفها ما قالت " بمناسبة إذاعة برومو برنامج التاسعة اللي حيقدمه وائل الأبراشي و معه مذيعة ( لا أعرف أسمها ) بيقولوا فيه ( أحنا التلفزيون المصري ) .. ومع أحترامي لزملائي المشاركين..طيب !! جيتوا تأخذوا فرص آخرين كانوا بيشتغلوا في نفس التوقيت و قلنا طيب !!.. اتلغت نشرة ٩ و هي النشرة الرئيسية في التلفزيون المصري علي مدار سنوات طويلة و يتابعها الجمهور في مصر و العالم و ارتبط بها المشاهدون من صغرهم و لغاية دلوقت ..و قلنا طيب ..وفرتوا كل الإمكانيات المادية و البشرية للبرنامج و لم توفروها لأصحاب البيت الأصليين ..و قلنا طيب !! ..قولتوا علي التلفزيون المصري إنه فاشل و اللي بيشتغلوا فيه فشلة و منعتوا ضخ أي دماء جديدة فيه و وقفتوا التعيين لأن فيه عمالة زيادة و كمالة عدد و توصل لستين ألف عامل ( و طبعا كلها اشاعات ) .. قلنا طيب ..!!أخترتم مجموعة تشتغل و مجموعة لم ينالها حظ او شرف الأختيار و أصابها ما أصابها من إحباط ..و قلنا طيب ..!!.. لكن .. تتمسحوا في التلفزيون المصري و تطلعوا دون ذرة من خجل تقولوا " احنا التلفزيون المصري "يبقي " لأ " و ألف " لأ " ..لأنكم مش منه .. و عمركم ما حتكونوا منه ..تعرفوا ايه أنتم عنه ..تعرفوا بين الدور و الدور كام سِلمة ؟..حطيتوا أيديكم علي حيطانه تتسندوا في الطلعة و النزلة عشرة عشرين سنة ؟ ..تعرفوا الإذاعة الدور الكام ؟
تعرفوا الطرقة بتاعتها مفتوحة و لا مقفولة ؟..اشتغلتوا و قبضتوا ملاليم متفتحش بيوت بس كنت بتروحوا مبسوطين إن ربنا ساترها معاكم و تبوسوا أيدكم وش و ظهر ..؟
تعرفوا عم عريان او ناصر ؟..اتجمعتوا بعد ( صباح الخير يا مصر ) في استوديو ١٦ مذيعين و مخرجين و معدين و فنيين تفطروا فول و طعمية سخنة و عيش بلدي لسة طالع من الفرن من جنب المبني؟جربت تصحي ٣ و ٤ الفجر و تمشي و الناس لسه نايمه علشان عندك شيفت اذاعة تقدم فيه ( عالم الصباح ) و تذيع لهم ( يا صباح الخير ياللي معانا ) ؟
سافرتوا تعملوا أذاعة خارجية في شرق العوينات و أنتم راكبين عربية دوبل كابينة يعني نص نقل ؟..تقدر تقولي مين الأساتذة اللي قابلتهم و أتعلمت علي أيديهم .. صبري سلامة و لا محمد سناء و لا عواطف البدري و لا أحمد رضوان و لا زكريا عشوش و لا هالة الحديدي و لا أمنية عزمي و لا سناء منصور و لا إيناس جوهر و لا حكمت الشربيني و لا ابراهيم صبري و لا عمر بطيشة و لا وجدي الحكيم و لا نادية صالح و لا عبد الوهاب قتاية و لا فاروق شوشة و لا أمين بسيوني و لا ....ممكن اقعد اذكر أسماء أساتذة و فطاحل الأعلام المصري و العربي من هنا لحد بكره ..اشتغلتم أثناء فرض حظر التجوال و مكنش حد بيشتغل أو يمشي في الشارع غيركم ؟
اشتغلتم و الحصار مفروض علي مبني ماسبيرو و قوات الجيش و الشرطة حواليه و المتظاهرين رأسهم و الف سيف ميتظاهروش الا قدّامه و مع ذلك نزلت من البيت و دخلت المبني بأعجوبة علشان بعد كدة تطلع تأدي واجبك كما هو مطلوب و بلا تقصير ؟
نفذت شيفتاتك في رمضان و الناس كلها قاعدة مع عيلتها تفطر و انت متقدرش تاكل الا بعد الشغل ما يخلص و تروح ؟ ..عشت أيام مصر الهامة و أنت زي الجندي اللي علي خط النار جاهز للنزول و الشغل في الشارع و جوة الاستوديو وقت ميطلبوك ساعة الفجر أو عز الليل ؟
نمت علي كرسي جوة الاستراحة علشان تقوم تقول موجز ٣ و ٥ صباحًا و الناس في بيتها متغطية في عز التلج و البرد ؟
أنا متأكدة إن الأجابة معروفة ..
يبقي أنتم مش التلفزيون المصري ..
و لا عمركم حتكونوا التلفزيون المصري
عارفين ليه ؟
لأن الجمهور ذكي و عارف أنتم مين ..
أنتم ( مش التلفزيون المصري ) ..
ملحوظة : أنا مش ضد التطوير أو التغيير و لكن .. أنا مع تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية ..
.. انتهى الاقتباس من كلام القديرة " هالة أبو علم " .. ولله الأمر من قبل ومن بعد يا أهل ماسبيرو ..
ولاتعليق على مدى مرارة أهل الاجتهاد والإجادة والريادة .. يا أهل ماسبيرو .
مدحت بشاي