استخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمره الصحفي عن فيروس كورونا، العبارة الأكثر إزدراء والتي تحمل معاني كثيرة من الكراهية والبغضاء وهي عبارة “بقايا السيف”، وهي إهانة شائعة الاستخدام في تركيا تشير إلى الناجين من المذابح التي إستهدفت بشكل رئيسي الأرمن واليونانيين والآشوريين في الأمبراطورية العثمانية، ووصف الناجين بالإرهابيين.
ذكر معهد جيتستون إن استخدام أردوغان عبارة "نحن لا نسمح ببقايا الإرهابيين من السيف في بلادنا" علنًا أمر ينذر بالخطر على العديد من المستويات لأنه لا يهين الضحايا والناجين من المجازر فحسب بل تهدد أيضًاً سلامة الجالية المسيحية المتضائلة في تركيا، الذين يتعرضون بصفة مستمرة لضغوط عديدة.
أن استخدم عبارة "بقايا السيف" في الثقافة واللغة السياسية ، عبارة تستخدمها أعلى السلطات في تركيا وتدعي أنه" لا مذبحة في تاريخنا إذا لم يكن هناك مذابح ، فمن أين تأتي هذه العبارة ؟ وإلى من تشير؟.
إن الجرائم التي تحاول تركيا إخفاءها بإلقاء اللوم على الضحايا هي في الواقع حقائق تاريخية موثقة ، ومعظم دول العالم إعترفوا بالإبادة الجماعية للأرمن علي يد الأتراك، وتدمير تركيا لأقلياتها المسيحية من بين عام ١٨٩٤ - ١٩٢٤م حيث اجتاحت ثلاث موجات من العنف عبر الأناضول ، واستهدفت الأقليات المسيحية في المنطقة ، التي كانت تمثل في السابق 20 في المائة من السكان. وبحلول عام 1924 ، انخفض وجود الأرمن والآشوريين واليونانيين إلى 2 في المائة.
الجدير بالذكر أنه خلال الإبادة الجماعية تضمنت سياسات الجناة القتل الجماعي المتعمد ، والتهجير ، والتحويل القسري ، والاغتصاب الجماعي ، والاختطاف الوحشي.
لذا فإن استخدام عبارة "بقايا السيف" لا يمثل إنكارًا للمذابح أو الإبادة الجماعية. بل على العكس، فهذه الجملة تُعلن فخر الجناة بجريمتهم.
الغريب في الأمر أنه لا يزال العديد من الأتراك يؤيدون هذا التاريخ بفخر ، دون أي محاولة لمواجهته بصدق ، أو ضمان احترام الضحايا. في الواقع ، يصفون الضحايا كجناة ويثنون على المجرمين ويهينون ذكرى الضحايا وأحفادهم.
من جهة أخري يُنظر أردوغان إلي المختلفين معه علي أنهم أعداء وما تبقى منهم هم مجموعة من الناس الذين نجوا من السيوف واستسلموا له، ويراهم بقايا سيف ويريد أن يمحو وجودهم.
في هذا الصدد كتب المؤرخ الدكتور فاسيليوس ميشانيتسيديس، أن المسيحيين في تركيا أصبحوا أقل من نصف في المائة من السكان نتيجة لتاريخ اضطهاد الأتراك للمسيحيين الأصليين في المنطقة.
في سياق أخر هدّد الرئيس التركي رجب طيب آردوغان، بعض الدول الخليجية ، في تصعيد جديد وجه مستشاره ياسين أقطاي، ، تحذيرًا شديد اللهجة حيث توعد الأطراف الخليجية الرافضة لحكومة الوفاق بالأسوأ خلال المرحلة المقبلة ، كما رفض "مستشاره" بيان صدر عن وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص وفرنسا والإمارات، الذين دعوا من خلاله الأطراف الليبية إلى التزام الهدنة خلال شهر رمضان،
كما إدانت تلك الدول بشدة التدخل العسكري التركي في ليبيا، ودعت في بيان مشترك منذ أيام تركيا إلى احترام القرار الأممي الذي يحظر السلاح إلي ليبيا ، وطالبت أيضاً أنقرة بوقف إرسال المقاتلين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، معتبرة أن ذلك يشكل تهديدا لاستقرار دول الجوار الليبي في أفريقيا وأيضا في أوروبا.
ويلعب أردوغان بأكثر من ورقة للضغط على الشركاء الأوروبيين إلا أن أكثرها تأثير هي ورقة المهاجرين التي يشهرها كلما استشعر تحركاً أوروباً ضد أجندته في شرق المتوسط أو في الشرق الأوسط.
في تقديري الشخصي لقد سئم الشعب التركي من أردوغان وهناك تراجع سياسي له بسبب وعوده الزائفة خاصة في ظل تراجع شعبيته مع التراجع الاقتصادي وازدياد معدلات البطالة والتضخم لمستويات غير مسبوقة ، وقريباً سيثور الأتراك عليه وعلي نظامه الديكتاتوري وعلي سياساته الخاطئة التي أثرت علي تركيا والعالم بأسره ، وإن غداً لناظره قريب.