أسرار انتشار الأوبئة عام 20 من كل قرن ( بحث د. محمد ضباشة)

أسرار انتشار الأوبئة عام 20 من كل قرن ( بحث د. محمد ضباشة)
أسرار انتشار الأوبئة عام 20 من كل قرن ( بحث د. محمد ضباشة)

ظاهرة غريبة تحدث فى الكون منذ مئات السنين وخاصة فى عام عشرين من كل قرن يظهر وباء وينتشر ليحصد أرواح الملايين من البشر فى كافة أنحاء العالم ، واللافت للنظر أنها فيروسات غير مرئية تحورت الى أن أصبحت وباء عجز الأطباء فى كل دول العالم عن انتاج أمصال لعلاجها فى بادىء الأمر . وبما أن الأمر أصبح ظاهرة تلفت انتباة الباحثين فى مجال الصحة أو من له رغبة لدراسة تلك الظاهرة من تخصصات علمية أخرى قررنا الدخول فى تجربة البحث لكشف طلاسم هذا اللغز معتمدين على المنهج التاريخى كمنهج بحثى نستطيع من خلال التاريخ الإجتماعى للفيروسات وتاريخ الأوبئة التى حدثت فى العالم للإجابة على تساؤل رئيسى لماذا عام عشرين من كل قرن يظهر فيه وباء يحصد أرواح الألاف والملايين من البشر ؟ وقد إفترضنا فرضين للإجابة على التساؤل السابق وهما

 -: 1- أن الفيروسات لها دورة حياة تستمر لمائة عام على الأرض كى تكون لها القدرة على الإنتشار والقضاء على البشر

 . 2- أن الفيروسات هى جند من جنود الله يرسلها الله على رأس كل مائة عام لحكمة يعلمها . ونظرا لأهمية الدراسة فى كشف الغموض عن سر إنتشار الأوبئة عام عشرين من كل قرن فقد حددنا فترة الخمسمائة سنة الماضية كإطار زمنى للبحث وبالعودة الى المراجع ومطابقة السنوات والفيروسات والضحايا تبين لنا الأتى: -1 آنه ما قبل عام 1620 وبعدها بسنوات لم تشكل الفيروسات خطرا وبائيا على الإنسان الا فى حدود ضيقة . -2 فى عام 1720 انتشر فى مدينة مارسليا بفرنسا وباء الطاعون الذى قتل أكثر من مائة ألف شخص فى أيام معدودات .

-3فى عام 1820 انتشر وباء الكوليرا فى أندونسيا وتايلاند والفلبين وحصد أيضا أكثر من مائة ألف شخص فى أيام

 . 4- فى عام 1920 ظهرت الانفلوانزا الأسبانية التى كانت كارثة على البشرية وحصدت أرواح أكثر من خمسين مليون شخص فى العالم

 . 5- فى عام 2020 الحالى تابعنا جميعا ما يعانية العالم من فيروس كورونا المستجد والذى إتخذ من الصين مقرا لإنتشاره ووصل حتى الأن لأكثر من مائة دولة وعجزت كل الدول عن تحضير أمصال تستطيع القضاء عليه . وبالرجوع الى التاريخ الإجتماعى للفيروسات تبين أن ظهور الأوبئة بسبب الفيروسات ظهر منذ حوالى 12000 عام نتيجة إقامة مجتمعات زراعية ذات كثافة سكانية عالية ولكن كان إنتشارها لا يرتبط بسنة معينة كما هو الحادث فى الأربعة قرون الماضية . وللأمانة العلمية تسفر نتائج الدراسة عن صحة الفرض الثانى بصورة جزئية وتجزم على أن ما يقع من إبتلاء من آن إلى آخر لله حكمة فيه وعلينا أن نتعامل معها حسب توجيهات شرعنا وتعاليمه ونحن نؤمن أن الله أمرنا بالأخذ بالأسباب والتوكل عليه والدعاء وأن علاج هذه الأوبئة هو باتباع التعليمات والإجراءات الإحترازية التى تحددها الجهات الصحية فى كل دولة من دول العالم ، أما بخصوص الفرض الأول فقد أسفرت النتائج على أن تحور الفيروسات ليأخذ أشكال مستجدة وغير معروفة من قبل يحتاج الى سنوات فى بيئة حاضنة ينتقل بعدها للإنسان للقضاء عليه وأنه لا علاقة لسنة 20 من كل قرن بالوباء وأن التواريخ جاءت بالصدفة .